الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شهر العسل على رياح نيسان

فرج بصلو

2006 / 5 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


"كن وحيداً في الريف

بين القمر و الأكواخ

و خذ فتاتك الخجولة وراء الغدير"

محمد الماغوط



- ١-
ياأنتَ الذي آمنتَ بي ووثقت جداَ
لم تحدس بعد لأي علو سأحلق
ولأي بعد سوف أنأى

عدتَ وأضفتني في داركَ
بفرحة علنية ومحبة ظاهرة
وأشرعتَ لي نافذة صاحية
إلى مناظر البلد الساحرة

وفجأة أدركتَ :
من كل هذا السّمو سأهوي
ومن كل أبعاد الوعي
موبوءا بعقاب البلاد المشوهة
باراً , أقاسي من وجودي
فقيراً من كل مكافئة.

- ۲-
من عتبة داركَ المسدودة تجلى السور مُناراً
وكما ملامح أرباب تجلت بظلال من الطبيعة
غيمة لم تمر مبحرة في سماء المدينة الفاتنة
أما فلطخة سوداء لقد علَّمت الوهد
والفراغ إنفرش مبخراً ومزيناً
والفراغ كطراح نُسج بالدم
ونسج بعرق ودمع الأجيال
وفي أعالي الشارع المدرج تقبع تينة
منهكة- مغبرة من حلول الصيف
تسقط ثمرها المحلى للنمل العامل
وتلك الطاحونة منتصبة فيما خلف روض
تحتفل بطنطة نوافيرها
والعين تصطادها فراشة نصعاء
حامت كالعزى الإضافي
على دروب عائدة.

- ٣-
شدو الدوري انتشر في المدى وتعالى
وكلب الجار المدلل
على بوابة الدار كان يغفى
ويفيق أحياناً
من طبطبة خطوة
ومن ذبذبة جرس

والفاتنة من جهر ساقها تجلت
باستدارة محياها عند عتبة الشرفة
أمام غيمة استمرت رحيلها بعيداً
مستمدة سفرها من رياح
هزت أفنان
الصفصاف

وتحت -
طفلان هادئان مرقشان
كعرام الزهر على العشب كانا مستلقيان
وبدى كأن النور المحتفل من ثيابهما ينتثر
لينجي ويصهل سكوت النجيل

- ٤ -
المدى كوات مدخنة تمضي وتتعالى
مع رياح الليل الآتية من صوب الغدير
وأنين مموسق بإيقاع هائج

وتلك التي تغتسل في المياه
عندما تصعد إلى الضفاف
تأتي معها حمولة من الدرر
ببهاء جسدها المدهون بالطيوب
وبكحل شعرها
المحَّرر

قدمها الحافية الندية
تختم في التربة الغافية
تواقيع رطوبة
وفي البعد فيما خلف ظهرها الرفيع
يعبر ظل في البحيرة
ظل أسود
والتفسير له
أوحد !

- ٥-
أريد أن أكون طفلاً
يبحر مراكب أحلامه في الهذيان
على مياه سيول صغيرة
وهي تتقلقل في شهر العسل
على رياح نيسان الواخزة
من على صفر الأمواج
دونما هدف
أسيرة فتون ملامحه المنسوجة بالبسمات
تتفنن من صفق راحتيه المبتهجة
سائرة بأمان أحداقه
لحد وصولها إلى ضفاف أخرى
لتنحَّل من طويات الورق
ندية ومفتتة
كحياة شاهد بالغ في الأعوام
ممزعة الغمام
ورهبة القلق...

-٦-
أيها القمر المكسور
أيها الغيم الممزوع والمنثور
أيها النجم الباهت:
لا تحلفوا عبثاً بإسمي
وللتو سوف تغيبون بعويل مملكة النهار
وأنا سأجدي خيري من الحَجَر الصلب
وفي غضونه مع الصباح أجري ببصري
بعيداً بعيداً كاليعسوب في إمارات السهول
كفراشة تائهة أعبر في دروب السوسن
لأتعطر, لأمس الندى المتبخر
وأحلق على التراب ملتفاً بالبخار
أمام يمام مبكر
حائماً فوق تربيعات البطاطة
المكتنزة بأعماق الأرض
يطَير في النسيم العليل
ريشة عاجزة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا