الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثار الدلتا منهوبة..وبالأدله

عماد فواز

2006 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر محافظة المنوفية من أغنى محافظات الدلتا في الآثار ..
حيث أنها بها آثار تقترب في عددها من آثار الأقصر التي بها ثلث آثار العالم – بشهادة خبراء الآثار – وبرغم من الأهمية الأثرية للمحافظة إلا أن الإهمال واللامبالاة وآذت هذه الاكتشافات الأثرية وتركت الجبانات الأثرية عرضه لنبش اللصوص وتجار الرمال أمام مرأى ومسمع بل ومباركة المسئولين بالمحافظة .
الذين وافقوا على بيع رمال الجبانة الأثرية لمستثمر يهودي صاحب مصنع الطوب الرملي الملاصق للجبانة ولتاجر رمال من أبناء المنطقة .. والشيء الغريب أن محافظة المنوفية ليس بها شرطة آثار أو حتى إدارة للآثار بل أن المنطقة تتبع منطقة آثار وسط الدلتا ومقرها طنطا .
ويقول الدكتور صبري طه حسين أستاذ الآثار بجامعة طنطا ورئيس آثار وسط الدلتا سابقاً : أن أهمية محافظة المنوفية الأثرية جاءت من اكتشاف أكبر جبانة أثرية في الدلتا عام 1990 بمنطقة تل المحاجر بقويسنا من الناحية الجنوبية الشرقية من مسطح الرمال على عمق نحو من 13 إلى 15 متراً من سطح الأرض الزراعية. وظل العمل فيها حتى عام 1999 وتوقف لقلة الإمكانيات .. وتقع الجبانة على مساحة 365 فداناً وتم تسجيل ذلك في فيلم وثائقي عن طريق القمر الإيطالي .
وقد كشفت الحفائر بموقع الجبانة عن وحدات معمارية من اللبن متكاملة خصصت للدفن والإعاشة وظهرت مئات الدفنات والمومياوات في مستويات مختلفة في جميع غرف وممرات الوحدات المعمارية .. وظهرت هياكل عظمية لجميع الأعمار ، ومعظمها ملفوف بالكتان ومشبع بالقطران ، ويغطي الوجه قناع حصى زينت ملامحه بالألوان المختلفة وأوضحت تفاصيل الوجه وملامحه لعل هذه التوابيت ترجع إلى نهاية العصر الثالث الميلادي وأوائل الرابع للفترة الرومانية .
وكشفت الحفائر عن المئات من القطع الأثرية من تمائم وتعاويذ وجعارين من الذهب المضغوط والتي حرص المصري القديم على اقتنائها في الأثاث الجنائزي بالإضافة إلى الأواني الفخارية مختلفة الأشكال وكثير من الرقائق الذهبية على شكل معبودات الجبانة للمعبودات [ أنوبيس وأوزيريس وإيزيس وحابي وبس وحورس ] وكانت هذه الرقائق توضع على مقدمة الجبهة وعلى يمين ويسار الأذنين وعلى أظافر الأيدي " كما عثر على خواتم ذهبية عليها نقوش هيروغليفية وقنينات فخارية وأمفورات وأوشابتات عليها كتابات مصرية قديمة ومقابض فخارية تحمل أختاماً بالكتابة اليونانية القديمة وأواني كاتوبية لحفظ أحشاء المتوفي من المرمر عليها نصوص وأغطيتها على شكل رؤوس آدمية أو حيوانية لمعبودات مصرية كما عثر على عقود وأختام من مواد مختلفة وتوابيت مصرية من الجرانيت الأشهب عليه نقوش لنصوص ومناظر مصرية قديمة من كتاب " الإمي روات " و " كتاب اليوابات " وما هو موجود في العالم الآخر . والغطاء عليه سطر من الكتابة .. وقد ولت النصوص على صاحب التابوت فهو كبير كهنة إقليم " رحو – مريوط" وعكست النصوص انسياب عائلته التي عملت بالكهانة .. وربما يرجع هذا التابوت إلى العصر المتأخر " تحديداً عصر الأسرة 26 " وقد وجد التابوت مفتوحاً ومنبوشاً ومازالت العديد من القطع الفخارية والتوابيت معروضة في موضع الحفائر حالياً .. وعثر بموقع الجبانة على تمثال تراكوتا للمعبودة " إيزيس – فينوس " يظهر أسفل ثدييها بالبارز تمثالين للمعبودة " حربوقراط " ولعل هذه الجبانة بدأت من عصر الأسرة 26 وأتم استخدامها حتى العصر الروماني .
وقد تحدث عن هذه المنطقة هيرودوت وبطليموس الجغرافي وابن سيرابيوم وغيرهم وأرجعوا تاريخ المقبرة إلى عصور مختلفة منها العصر الروماني على مساحة 3 أمتار من سطح الأرض ، والعصر البطلمي على بعد 6 أمتار ، والعصر الروماني على بعد 7 متر وفي مرحلة لاحقة ممكن الوصول للعصور الفرعونية على بعد أكثر من ذلك .
وتقول أمنية القلاوي مدير مركز النيل للإعلام بمحافظة المنوفية :
عقد المركز أكثر من ندوة لتشجيع الاستفادة من القيمة الأثرية لمحافظة المنوفية ولكن دون جدوى حتى الآثار التي تم استخراجها من جبانة قويسنا لا تعلم مصيرها وكل الذي نعرفه أنها موجودة في مخازن تابعة لإدارة آثار طنطا .. ؟ ويقال في كفر الشيخ .. وطالبنا بإحضار هذه الآثار وإنشاء متحف لها بالمنوفية للاستفادة منها في تنشيط السياحة وزيادة موارد المحافظة وتشغيل شبابها ..
وأكدت أمنية القلاوي أن المنطقة لم ينتهي العمل بها بعد ، ولم يتم الكشف عن باقي محتويات الجبانة برغم بيع الرمل بالمنطقة الملاحقة لها مما يعتر إهمالاً جسيماً وعدم تقدير لقيمة الاكتشاف الأثري المهم .
وقول الأستاذ مجدي الجندي المحامي وعضو الهيئة العليا لحزب الغد ورئيس الجنة العامة للحزب بالمنوفية : أن المناطق الأثرية بحكم القانون تتمتع بحماية قانونية خاصة بحيث لا يجوز الاقتراب منها أو التصرف فيها بالإيجار أو البيع أو خلافه من أي سلطة مهما علت .. وأن التآمر بالموافقة على التأجير لكل هذه المساحة الشائعة رغم العلم اليقيني من خلال المعلومات الموثقة علمياً بأنها منطقة أثرية – يقطع أن الموافقة لم تكن لوجه الله ولصالح الوطن – فكنوز مصر الأثرية التي لا تقدر بثمن لا يمكن لمستغل المحجر أو مصنع طوب أن يكون قد دفع ثمنها على أنها كومه من الرمال .. وهذا بلاغ لمن يهمه الأمر إن كان مازال في مصر مكان لضمير حي يحركه العدوان فلى آثار الأجداد الذين أنا على يقين من أنهم يلعنون الأحفاد الضالة من أمثالنا نحن الذين مثلوا بتاريخهم الناصع وباعوهم بأرخص الأثمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ