الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوعي ونُصّ!

رجا زعاترة

2006 / 5 / 10
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إلتقيت، في ذلك الصباح النصراوي القائظ، مراسلَ إحدى قنوات التلفزيون، كانت الساعة لم تتعدَّ الحادية عشرة ولم تكن الجموع الحمراء قد تقاطرت بكاملها بعد إلى مظاهرة الأول من أيّار. بعد التحيّة سألني المراسل بنبرة لم تخلُ من الخبث إذا ما كان في العالم اليوم، في السنة السادسة بعد الألفين، مكانٌ للشيوعية والاشتراكية.
كان الحر مزعجًا والوقت ضيقًا فقلت له بنبرة لم تخلُ من الضجر: في عالم اليوم بالذات تزداد الحاجة إلى تغيير جذري، وهذا ما نصبو إليه نحن الشيوعيّون. ومضيت أبحث عن مكان أستظل فيه من عمودية الشمس ومن سماجة السنة السادسة بعد الألفين.
بعد بضعة أيّام نشرت منظمة "اليونيسف" معطيات مفادها أن خمسة ملايين ونصف المليون من الأطفال يموتون سنويًا في العالم بسبب سوء التغذية.
تصوّروا.. خمسة ملايين ونصف، في عالم اليوم، المتقدّم المتطوّر الحضاري الالكتروني الما شئتم، يموتون جوعًا.. وفي نفس هذا العالم يعاني ملايين الأطفال من أمراض التخمة المختلفة لكثرة الطعام والخمول أمام التلفزيون وألعاب الحاسوب والعبودية الاستهلاكية. أمّا عن ملايين الأطفال الذين يُقتلون في الحروب الإمبريالية والحروب الأهلية المفتعلة والمؤجَّجة أمريكيًا ويموتون من الأمراض لأن شركات الأدوية تمنعها عنهم، وعن عشرات ومئات الملايين التي يزجّ بها إلى سوق الرّق وتجارة الأجساد والأعضاء وعمالة الأطفال، فحدّث ولا حرج.
أليس في مقدور هذا العالم، الذي يكفي ما نسبته واحد بالمئة من رأسمال شركاته متعددّة الجنسيات الكبرى لتغطية وجه الكرة الأرضية بالقمح برًا وبحرًا.. هذا العالم القادر على استنساخ البشر والحيوان والنبات والذي بلغ من القدرة والمعرفة ما يكفي لغزو الفضاء وزيارة القمر "حزّك مزّك" – أليس في مقدوره درء الموت والجوع والمرض عن هذه الملايين؟ أو عن جزء منها على الأقل؟
هل أضحى العالم مكانًا جيدًا وعادلاً حتى لم تعد ثمة حاجة إلى البديل الاشتراكي وإلى نظام سياسي اقتصادي اجتماعي جديد يضع الإنسان وإنسانية هذا الإنسان على رأس سلم أوّلياته؟
أليس ما يكابده العالم اليوم، من جوع وفقر وحرب ومآس واستغلال وامتهان فظّ للكرامة الإنسانية، نتيجةً مباشرة وحتمية لطبيعة النظام الطبقي المتجهة أكثر فأكثر نحو الهمجية وشريعة الغاب التي تحلّل أن يفترس القويُّ الضعيفَ؟! هل هذا هو العالم الذي نريد؟! والأهم من هذا – هل يمكنك، إزاء عالم كهذا، إلا أن تحلم بعالم آخر وتناضل من أجله.. هل يمكنك إلا أن تكون شيوعيًا؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم