الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القول السليم في الباشا والزعيم

احمد عبدول

2019 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



تباينت الاراء حول صورة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم التي توسطت صفحتي الشخصية على الفيس بوك في ذكرى 14 تموز 1958 والتي قمت بنشرها مع ابيات شعرية للشاعر الراحل عريان السيد خلف وكالعادة فقد جاءت معظم التعليقات وهي تعكس حالة التعاطي الحاد من قبل المعلقين الذين يخضعون معظم الشخصيات السياسية والتاريخية الى معادلة تقوم على مبدأ اما رحمه الله او لعنه الله .
العراقيون في الاعم الاغلب منهم بما في ذلك النخب والشرائح المثقفة لا يستطيعون فكاكا من ربقة الترضي والترحم او اللعن والتبرء وهم يقيمون هذه الشخصية او تلك ولعل هذا الامر يعد من اهم السمات التي تميز ثقافتهم منذ زمن بعيد .
لقد توزعت اغلب التعليقات على منشوري في ذكرى الرابع عشر من تموز بين تعليقات مؤازرة مؤيدة مترضية مترحمة على الزعيم وبين تعليقات متبرمة متبرئة محملة آياه كل ما حل بالعراقيين منذ مقتل الملك فيصل الثاني وما رافقه من مجزرة سميت بعد ذلك بمجزرة قصر الرحاب.

مشكلتنا اننا نخضع معظم الشخصيات التاريخية والسياسية لثنائية لا تتزحزح ولا تقبل الاخذ والرد فاما ان يكون عبدالكريم قاسم حاكما عادلا وسياسيا محنكا وانسانا وطنيا واما ان يكون الزعيم عسكريا متسرعا متفردا انقلابيا على من كلف بحمايته وعهد اليه بالمحافظة على دمه وماله وعرضه .

أرى من وجهة نظري الشخصية ان الكثير من الشخصيات البارزة على امتداد التاريخ القديم والمعاصر لا يمكن ان تخضع بحال من الاحوال لثنائية العراقيين المعهودة فأما رحمه الله واما لعنه الله فلكل شخصية من تلك الشخصيات حسانتها التاريخية وسيئاتها التاريخية ولا يمكن ان ننظر لتلك الشخصية على انها محض ملاك يمشي على الارض بينما ننظر لشخصية اخرى على انها محض شيطان رجيم .
لا يعد مثل هذا القول قولا توفيقيا بل هو قول يعكس الواقع على الارض نعم هو واقع حال لا بد من الاعتراف به فالزعيم كعنصر فاعل في تنظيم الضباط الاحرار كان مندفعا باتجاه خلاص العراق والعراقيين من ربقة التعهدات والالتزامات والتحالفات العسكرية مع القوى العالمية وعلى رأس تلك القوى (بريطانيا ) وكان يرى ان هكذا امر لايمكن ان يتحقق الا عبر بوابة الانقلاب المسلح رؤية الزعيم كانت على طرفي نقيض مع رؤية ابرز وجوه العهد الملكي ( الباشا نوري السعيد) والتي كانت فلسفته السياسية تسير باتجاه ان العراق بلد ضعيف مقسم سياسيا ومذهبيا واثنيا ولا يمكن ان ان يكون قويا الا عبر جملة من التعهدات والالتزامات والتحالفات العسكرية مع القوى الدولية والاقليمية تضارب تلك الرؤتين لكل من الزعيم والباشا ولد ما حدث في صبيحة الرابع عشر من تموز .
لقد احب نوري السعيد العراق كما احبه قاسم لكنهما اختلفا في سبل تطبيق تصوراتهما في بناء عراق واعد مستقل مزدهر
مثل تلك المعادلة يجب ان تحل محل المعادلة القديمة التي تترحم على هذا بينما تلعن ذاك والعكس كذلك فهي معادلة تعد اقرب للانصاف وابعد عن الاجحاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها