الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحى لشباب العراق في ثورته ضد المرجعيات المذهبية (3) في الذكرى السنوية لثورة البصرة

محمد يعقوب الهنداوي

2019 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بلى ... المرجعية الدينية تتحمل كل أوزار وخطايا الفاسدين وجرائمهم بحق الشعب

نشر أحدهم دفاعا عن المرجعية وتبريرا لسكوتها عن الفاسدين وإضفاء الغطاء الشرعي عليهم.

وفي منشوره تحدى الكاتب أي قاريء أن يجيب على أحد أسئلته العشرة بكلمة "نعم". ولأن الموضوع ليس حوارا شخصيا بل هو من الهموم العامة، آثرت نقله هنا مع ردي عليه، والمنشور الأصلي على هذا الرابط:

(https://www.facebook.com/AsdallahAlghalbaliAbnAbiTalb/posts/1780942661993717)

وهنا خلاصة جوابي:

هذه الخزعبلات اللفظية تدخل في باب "المنطق" أو "علم الكلام" أو "الجدل البيزنطي" أو سمّه ما شئت من ألاعيب اللف والدوران التي لا تجيد "الفلسفة" العربية والإسلامية سواها، والتي كل غايتها إيصال الحوار الى طريق مسدود وإسكات الطرف الآخر واضفاء الشرعية على الخطأ بقوة الفبركات اللسانية المصطنعة والمناورات العقيمة، لا غير.

واضفاء الشرعية على الخطأ هو كل ما فعلته المرجعيات الدينية كلها طوال تاريخها المجيد وهو كل ما تتقن فعله أيضا لسبب بسيط جدا:

هو ان مصالحها متشابكة ومتداخلة مع الفاسدين الذين توفر لهم غطاء الشرعية لتضع تحت تصرفهم الجماهير الغائبة والمغيبة الوعي بفعل هذه المرجعيات ذاتها.

وأعني هنا بالمرجعيات كل "المرجعيات" من جميع الطوائف والمذاهب وليس مرجعية النجف وحدها والتي هي أصلا منقسمة على ذاتها ومتشرذمة بحكم مصالحها المتعارضة والمساقة بالجشع والأنانية والنفعية المطلقة... اضافة الى صراعاتها الوجودية مع مرجعية "قم" المقدسة! والتي لا تقل عنها سوءا.

وإلا بربّكم: لماذا انقسمت مرجعيات النجف على ذاتها قبل بضع سنين بشأن موضوع شكلي تافه هو بدء عيد الفطر حتى أفتى كل معمم على هواه فكان لدينا أربع فتاوى بأربعة أيام متتالية فصار يوم العيد أسبوعا بدل ثلاثة أيام...؟

وأية مصلحة للمواطن في ذلك؟ ولماذا هذه الخلافات التافهة بشأن موضوع لا حاجة للاجتهاد فيه لأن العلم يستطيع التنبؤ من الآن ببداية شهر شوال الذي سيحل بعد مائة مليون سنة وأكثر بمجرد الحسابات الفلكية الواضحة جدا والتي لا تقبل الخطأ على الاطلاق...؟

لكن موضوعنا هنا هو الثورة وليس خلافات بدء رمضان ونهايته، وهو مصدر رزق عميم على هذه المرجعيات الطفيلية التي تعتاش على امتصاص دم الفقراء تحت مسميات الخمس والزكاة وغيرها، ومنذ ألف واربعمائة عام لم تقم هذه المرجعيات ببناء دار بحث علمي حقيقي، سوى خزعبلات الروايات الكاذبة والمشبوهة وغير المتفق عليها حتى بين أدعياء "العلم" المسلمين ذاتهم، أو ملجأ للعجزة أو مستشفى أطفال أو مأوى للأيتام... اللهم الا اذا كان ذلك يتيح لها ولأنصارها وحاشيتها وأبواقها وطفيلييها فرصة للتطبيل والتهريج بأنها فعلت كذا وكذا للناس.

وكلمة "علماء الدين" بالمناسبة لا تعني سوى فقهاء الثرثرة والجدل البيزنطي التافه الذي مهمته تخدير الوعي المجتمعي وتحويل المواطن الى بهيمة يتبع المرجعية اعمى العين والقلب والبصيرة... وخذوا مثالا علماء الوهابية الذين يصرون الى اليوم على خطأ العلم الحديث ويؤكدون أن الأرض مستوية ثابتة وان الشمس تدور حولها، وليس العكس، ولا تقتصر تلك الدعاوى على "علماء" الوهابية الخائبين وحدهم... فالأرض ثابتة أيضا والشمس تدور حولها في كربلاء والنجف وقم ومشهد كذلك.

ومثل تلك المنجزات الخدمية تقدمها البلدان المتقدمة للناس دون منة ولا فضل ولا إذلال للمجتمع ولا تحميله جميلا لا أساس له، لأن الخدمات الاجتماعية هي من حقوق المواطن البديهية، مثلما هي من الواجبات البديهية للدولة، لا أكثر، والمقصر فيها عرضة للمحاسبة والعقوبة القانونية...

وذلك بعكس ما تنشره وسائل إعلامنا المنحطة من "مكاسب" و"منجزات" مثل قيام المسؤول الفلاني بافتتاح سيطرة على طريق كربلاء، وهي مجرد سيطرة تفتيش مهمتها إذلال المواطن واتلاف وقته وأعصابه لا غير، أو وضع عارضة حديدية "شيلمانة" مزنجرة على قناة مائية لعبور المشاة، ومن لا يستطيع حفظ توازنه فيسقط في الماء فمأواه جهنم و"يطبه مرض"...

وعلى ذكر "المكاسب والمنجزات" جدير بالذكر أن كل "منجز" سخيف منها يتم انفاق ميزانية أكبر بكثير من تكاليف العمل على "حفل افتتاح" ذلك الشيء ويضعون لافتات "عملاقة" يكون فيها اسم الوزير التافه او المدير أو الموظف الذي ينوب عنه أكبر بكثير من إسم المحافظة المعنية بل وأكبر حتى من إسم "جمهورية العراق" الذي غالبا ما يختفي من تلك اللافتات بأوامر من الشخصيات الوضيعة التي تشرف عليها.

ومثلها الفضائح المتبادلة بين قرود البرلمان العراقي المتخلفين ممن يحفظون من ملفات التشهير ببعضهم أكثر ما يحفظون أسماء محافظات العراق... لأنهم جاءوا من مستنقع النفعية والتشهير والانحطاط وينتمون اليه لا لسواه..

لماذا يجب أن يستمع المواطن للمسؤول الحكومي أصلا؟

وما فائدة أن يخرج رئيس وزراء تافه كي "يبشر" الشعب بأنه "سيتم" نصب محطة غازية بقدرة كذا وكذا بعد عام أو عامين أو أكثر أو اقل؟

أو تزويد المنطقة الفلانية بالماء الخابط؟

أو ينشر صورته القبيحة وهو يتظاهر بأنه يكنس (دون أمر من زوجته) شارعا ما في مكان ما وكأن في ذلك خدمة للوطن أو للمواطن؟

وما علاقة المواطن بكل هذه الدعايات القميئة والضحك على الذقون؟

أليس من واجب الدولة توفير كل هذه الخدمات بشكل تلقائي للمواطن الى جانب ملايين المهام الكبيرة والتفاصيل الصغيرة التي توفرها الدول الحقيقية للناس دون أن يضطر أحد الى الحديث عنها أصلا...؟ بل ولا يخطر لوسائل الاعلام حتى ذكرها أو التطرق اليها لأن ذلك مخجل ودليل على انحطاط كل ما في البلاد...

ان وقوع اثني عشر طفلا في تايلاند في مأزق بسيط بخطأ من مدربهم هو دخولهم كهفا شبه مهجور ليس مصرحا لهم بدخوله جعل الدولة تقف على قدميها ولا تقعد واستنفرت كل الطاقات المحلية والدولية حتى استطاعت انقاذهم بعد 17 يوما من الجهود والصعوبات...

فماذا فعلت حكوماتنا اللا شريفة والمدعومة من المرجعية اللا رشيدة تجاه سقوط الكثير من المواطنين بينهم أطفال صغار في بالوعات المجاري المكشوفة والتي ليس من مهمة المواطن إيجاد حلول لها، فطوال عشرات السنين من تسلط حكومات لا وطنية ولا شعبية ولا ديمقراطية على البلاد لم يسمع العراقي من قبل ببالوعات المجاري التي تبتلع الأطفال...

كل هذا من منجزات الحكم الإسلامي الرشيد... ومافيات الاسلام السياسي برعاية المرجعية اللا رشيدة،

ولماذا يجب على العراقي أن يهتم بشيء إسمه الكهرباء أو الماء أو الاتصالات ويعاني بسببه؟

أليست من مهام الدولة أن توفر كل الخدمات الأساسية للمواطن في حين يتوجب على المواطن دفع الضرائب وتكاليف تلك الخدمات (ومنها الكهرباء والماء والاتصالات) حين تتوفر فعليا وحين تقوم بها شركات ربحية معروفة تخضع للقانون ولا تمارس الابتزاز بحق المواطنين، وهي تخضع لرقابة الدولة كنائب عن المواطن، لكنه نائبا ليس مطلق الصلاحية ولا منزهاً على الدوام بل هو خاضع للرقابة الاعلامية والقانونية إذ لا شيء منزّها أو فوق القانون في بلاد يقطنها الانسان ومواطنوها يعاملون كبشر أولا قبل انتماءاتهم العقائدية أو الاثنية أو العشائرية أو غير ذلك...

وأية شركات ومؤسسات ربحية في البلاد لا ترتبط بمافيات القوى المهيمنة بحكم صفقات المحاصصة القذرة، وتتمتع بحصانة فوق القانون ولا يجرؤ كائن من كان على محاسبتها أو رصد ممارساتها أو لصوصيتها وجرائمها؟ واسألوا ابراهيم الجعفري والشهرستاني ومسعود البارزاني وآل الطالباني ونوري المالكي وحيدر العبادي وسليم الجبوري وعادل عبد المهدي وغيرهم من زعماء عصابات اللصوصية والجريمة والسمسرة...

بل وبلغ الأمر حد أن مخلوقات تافهة مثل حنان الفلتاوي وعالية نصيف وعتاب الدوري وصالح المطلك وكريم العنزي وخضير الخزاعي وآل الأعرجي والنجيفية والكرابلة وجلال الصغير وحيدر الملا ومحمد العسكري وآل الشابندر وأمثالهم من حشرات الأرض يمتلكون مافياتهم الخاصة ويمارسون الابتزاز بحق الدولة ذاتها...

وأية شركات ربحية لا تمارس اليوم الابتزاز واللصوصية والغش بحق المواطنين في العراق العظيم؟

مولدات الكهرباء؟
أم رياض الأطفال؟
أم شركات الموبايل؟
أم خطوط النقل والسيارات؟

أم منافذ بيع حتى منتجات النفط بأسعار خارقة للعادة في بلد منتجه الرئيس هو النفط ومشتقاته... وهو أيضا المنتج الوحيد - باستثناء، طبعا، الفتنة والنفاق والحقد الطائفي، والتي هي من اختصاص المرجعيات الدينية والمعممين ومافياتهم الى جانب حثالات القوميين والعشائريين؟

وأية مؤسسات صحية في العراق تعمل بشكل سليم وتقدم خدماتها للمواطنين بعيدا عن الفساد والمحسوبيات والرشاوي؟

وأية مؤسسات تعليمية في العراق تضمن دراسة علمية طبيعية عادية للطالب أو الطالبة ليتخرجا منها دون ابتزاز مالي أو جنسي أو كليهما من قبل الكادر التعليمي أو الاداري للمؤسسة التعلمية أو حتى من قبل طلاب آخرين ينتمون لبعض المافيات المهيمنة؟

وكم عدد الفتيات اللواتي يتخرجن من الجامعات ويحصلن على بغيتهن وحقوقهن من الشهادات وعلامات الاستحقاق بكفاءتهن الخاصة ودون استغلال جنسي من احدى الجهات التي ورد ذكرها أعلاه؟

وأي نائب في البرلمان لا يشتري أصوات مواليه وناخبيه من خلال تعيين اقاربه وابناء عشيرته في صفقات فساد حقيرة تعافها الأنفس السليمة؟ إسألوا عادل عبد المهدي كمثال بسيط على تلك القذارات...

أليس عارا على المرجعية اللارشيدة ان تسكت عن عطش البصرة؟

وعن استيراد الكهرباء من تركيا أو ايران أو السعودية او الكويت؟

أليس عارا عليها أن يحتاج العراقيون الى المساعدات الدولية كي يعيشوا؟

أليس عارا على المرجعية أن أكثر من 40 بالمائة من شباب العراق يعانون البطالة بعدما حصل الكثيرون والكثيرون جدا منهم على شهاداتهم الجامعية بدموع العيون ونزيف القلوب... وجوع الأمهات وسهر الليالي،

بلى يا سيدي... عار وألف عار...

أما الثورة فهي شأن الشعب، فالثورة ليست انقلابا عسكريا يعده عدد من عشاق السلطة والطامعين بالثروة في غرف مغلقة فيضعون له برنامجا متكاملا عظيما لن يحققوه ابدا ولن يلتزموا بحرف منه سوى فرض السطوة والهيمنة وإبادة الخصوم بلا رحمة... والكذب على المجتمع في جميع الأحوال

الثورة فعل شعبي ينضج ويتبلور خلال المسيرة، وكلما سقط قائد شهيدا بزغ آخر ليأخذ مكانه... وأمام همجيتكم التي ترعاها المرجعية وفتاواها لا يمكننا الإعلان عن كل برامجنا وقياداتنا فرصاصكم حاضر على الدوام لحصادنا، وأنتم تفعلونها في شوارع مدننا بمبرر وبلا مبرر على أية حال، فما الذي يمنعكم من توظيف كل بنادقكم وجحوشكم ومافياتكم والقتلة المأجورين منكم ووسائل اعلامكم المرتزقة القذرة لتشويه صورة الثورة والثوار؟

طوال الأيام الماضية ودونما أي دليل، بل وبمنتهى الصلافة والكذب وعلى كل وسائل الاعلام، اتهمتم شباب الثورة العراقية بالاندساس والولاء لشيء غير الشعب والوطن ويشهد الله ومرجعيتكم أنكم كاذبون...

كل الثورات تحتمل الكثير والكثير جدا من الأخطاء وسوء الاستفادة والحماقات الفردية والاندساسات، وسنعمل على تطهير صفوفنا خلال المسيرة وسنحرص على أن نحفظ دماءنا أمام رصاصكم الأهوج ومنطقكم اللامنطقي وفتاواكم المدفوعة الثمن من خزائن الفساد واللصوصية والقهر الذي تسلطونه على شعبنا...

من مشاكل العراق الكبيرة جدا ان حكم البعثيين الطويل والرهيب سحق وأباد كل جميل وراق وواع ومتقدم في البلاد وترك الشباب اليوم في مواجهة مافياتكم الاجرامية، التي هي نتاج البعث ووريثة قمعه ودمويته وفساده، بلا خبرات ولا معرفة تاريخية بقضايا الثورة وبلا طليعة مؤهلة (حسب رأيي الفردي الذي قد يكون خاطئا تماما)، لكن، أيضا، لا يحق لي ولا لسواي ان يفرض قناعاته ورؤاه على الناس الذين يعانون الفقر والاذلال يوميا والذين هم أصحاب الحق في بلادهم وهم أصحاب المصلحة الرئيسية في التغيير.

ولا ريب أن الحروب الكثيرة التي أُقحم فيها الشعب العراقي رغما عنه خلفت ندوبا كثيرة ومساويء كثيرة في الشخصية العراقية، لكن الظلم اليوم بلغ مديات قصوى ولا ينبغي أن يستمر ومن حق شعبنا ان يعيش مرفهاً في بلاده دون إفقار ولا إذلال.

أما كيف ستسير الثورة ومن يحدد دروسها وقراراتها ومصائرها فهو الشعب الذي لا أعتبر نفسي الا فردا بسيطا من أفراده وموتي ليس أكثر ايلاما من موت طفل جائع أو فقير مشرد بلا مأوى، وما أكثر هؤلاء في العراق اليوم لشديد الأسف...

شعبنا يعيش مخاضا عسيرا وشبابنا بأمس الحاجة الى استعادة ثقته بنفسه وبانسانيته وحقه في الحياة الكريمة بلا وصاية من أحد..

سنمضي في ثورتنا مهما تعثرت المسيرة وسنلغي هيمنة رجال الدين وطفيلياته ومنتفعيه على الدولة وسنحرر أنفسنا من سطوتكم المادية والعقائدية وسنعيش كما ينبغي للشعوب ان تعيش، بعد ان نفرض عليكم احترام حقوق الانسان وحقوق المواطن....

وان غدا لناظره قريب....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب