الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جدليات ثورة 23 يوليو 1952

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2019 / 7 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يحاول هذا النص فرز ارتباط نقاط من تاريخ ثورة 23 يوليو 1952 بجدل آراء "التقوية الوطنية" و"العدالة الإجتماعية" وتواشجها في مسألتي المعيشة والسياسة بعلاقات تقدميو الجيش وبعض تقدميو المجتمع بأمور الدولة والثورة الشعبية.


1- في النصف الثاني من القرن العشرين تطور واحد من أهم الخلافات السياسية في دول العالم الثالث حول من يقود عملية اثبات الوجود والتقدم الوطني/الاجتماعي؟⁉

2- هل يقود "المجتمع" عملية البناء والتقدم الوطني والإجتماعي؟ ⁉ بينما" المجتمع " نفسه يعاني من التخلف والفقر والجهل والمرض !‼أم تقود أجهزة الدولة عملية البناء والتقدم الوطني والإجتماعي⁉ بينما هي نفسها مأزومة بالتسلط والترهل والفساد البيروقراطي !‼

3- كان الإعتقاد السائد ولم يزل هو ان المهمة الوطنية مختلفة نسبية عن المهمة الإجتماعية، وان بناء دولة الوطن أعلى أهمية من العدل الاجتماعي !!‼ رغم ان معالم البناء الوطني أو معالم العدل الاجتماعي لم تكن انذاك وحتى اليوم محددة بشكل قاطع لا في مناهج التعليم ولا في وسائط الإعلام ولا في تقدير كثير من الناس والفئات السياسية.

4- كان السائد في تلك الفترة وإلى اليوم هو تنطعات وتخوفات البرجوازية الصغيرة في موضوعي "البناء الوطني" و"العدل الإجتماعي".

5- حتى أوائل الثمانينيات لم يستطيع الرأيان سوى اقامة تحالفات متوترة هشة أو حكومات قصيرة الفاعلية، رئاسية التنظيم بقاعدة إجتماعية متناقضة ضعيفة النشاط.

6- عبر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في كتابه "فلسفة الثورة" عن طبيعة النصر في إقامة الحكومات الإجتماعية الهدف والقصيرة العمر حين سرد قصة صدمته من اكتشافه حقيقة عدم وجود تنظيم شعبي فعال [جاهز] يقود أو يحقق الثورة الإجتماعية المحققة لمعنى ثورة الجيش السياسية ضد الحكام عملاء الإستعمار. خلص جمال إلى ان ذلك الواقع فرض على الجيش القيام بالمهمتين الثوريتين الضرورتين لتقدم الدولة والمجتمع: المهمة الثورية السياسية لإنتزاع الحكم من عملاء الإستعمار والنظام الإمبريالي لاستغلال الدول، ومهمة الثورة الإجتماعية ضد نظام الفقر والجهل والمرض.
خلاصة رأي عبدالناصر ان ظروف الهيمنة الامبريالية والتخلف الاحتماعي عقدت أداء المهمتين الثوريتين بالجيش.

7- ضد ذلك الإنفراد إنفردت الأحزاب الشيوعية بالإصرار القاطع على دور المكونات الإجتماعية الضعيفة، ونشاطها الديموقراطي [الثوري أو الليبرالي] في فتح طريق الثورة الإجتماعية بأسلوب يشمل تحرير أجهزة الدولة من التسلط والترهل والفساد البيروقراطي، وأيضاً تأسيس نظام ديمقراطي شعبي يتحرر به الناس من نظام الإستغلال ومثلث الفقر الجهل والمرض بعملية تنمية تحقق التساوي العام في فرص وإمكانات التطور والحياة.

8- أدت صراعات الحباة الدولية ونشاط القوى الرجعية ونشاط القوى الليبرالية داخل كل دولة من دول العالم الثالث إلى إضعاف النجاحات الهشة التي حققها كل واحد من الرأيين.

9- منذ أول الخمسيتيات وإلى اليوم تصاعد جدل وثرثرة الشرائح السياسية للبرجوازية الصغيرة في موضوعات أسس وإمكانات "الثورة الوطنية الديموقراطية"، بشكل مثل حالة إرتفاع في مستوى الوعي السياسي وارتقاءه إلى مستوى قريب من مستوى الوعي الثوري، لكنه كان إرتفاعاً تضيق دائرته كل يوم بحكم تمدد اثار حرية السوق حوله مضيقة دائرة الوعي ومفاقمة أفكار الأنانية والاحتكار.

10- في نوع سياسي من غناء العزلة ضد العزلة كان كل طرف يغني على ليلاه في خلاف بعض آراء الوطنية وبعض آراء العدالة: العناصر الوطنية في الجيوش يغنون أوهام "النظام" والدولة الإجتماعية الراعية لكل الطبقات في حرب الوجود والتقدم الوطني ضد الإستعمار !‼والشيوعيون يغنون حلم الأزدهار الوطني بالتعاون الشعبي بين كل الطبقات بما فيها الرأسمالية ضد الديكتاتورية السياسية ومصائبها.

ولم تتيح ظروف الصراع العالمي وظروف الصراع الداخلي للطرفين سوى تحقيق نجاحات محدودة.

11- من هذا الخلاف المربع بين أوهام وحقائق البناء والتقدم الوطني، وأوهام وحقائق العدل والتقدم الإجتماعي، زاد الوعى كثيراً، لكن أيضاً من نفس هذا الخلاف كسب الإستعمار والقوى الرجعية والليبرالية الشيء الكثير.

12- زادت حداثة المعيشة وخفضت أعداد ونسب المجاعات والأمية والانعزالات وتحسنت ظروف الحياة الإجتماعية بزيادة توفر الكهرباء والمياه والمدارس والمواصلات والاتصالات، وأيضاً تكاثرت التناقضات الطبقية والأقاليمية والمظالم على النساء والأطفال، وتفاقمت كل هذه المظالم بصور هددت وتهدد بقاء كثير من دول العالم الثالث، وهو ما يوكد أن الأسلوب الأكثر قابلية لإنجاز التغييرات الثورية يرتبط باحترام وجود ونشاط المهمات الثورية في كل مكون من مكونات المجتمع والدولة، وليس فقط داخل مكون واحد.

13- لعل واحد من أهم مكاسب ذلك الخلاف الذي انتاب كل الثورات في العالم قبل وبعد صدور كتاب لينين "الدولة والثورة" هو اهمية فهم الإستراتيجية والتكتيك في سياق متكامل يضم معاً بشكل ديموقراطي شعبي مهمات البقاء والتقدم الوطني ومهمات العدالة الإجتماعية، فلاوجود لأحدهما إلا مع الآخر في نفس الزمان والمجتمع.

في ذكرى 23 يوليو التحية لعضو "حدتو" الرفيق "مورس" التلميذ النجيب لأحد أبناء ثورة 1924 المدينة-العسكرية السودانية المجيدة. اذكان معلم مورس من تعلمجية الكلية الحربية المصرية السودانيي الأصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ


.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية




.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi