الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يظهر المرجع السيستاني علناً (4) في الذكرى السنوية لثورة البصرة

محمد يعقوب الهنداوي

2019 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مرحى لشباب العراق الجديد في ثورته ضد المذهبية والعقم (4)

لماذا لا يظهر المرجع المزعوم آية الله العظمى علي السيستاني شخصيا ليخرج علينا بفتوى ويقول كلمته بشأن ثورة العراقيين وما يتعرضون له من ظلم واضطهاد وقتل على أيدي المافيات الدينية وأزلامها؟

يقول الشاعر الايراني العظيم أحمد شاملو:

"أتعس ما يمكن أن يقع فيه شعب مثلنا هو ان يحكمه دكتاتور لا يسقط إلا ليخلفه رجل دين مستبد، ولا يخلصنا من رجل الدين المستبد إلا دكتاتور آخر، وهكذا تستمر عبوديتنا الى الأبد".

وأوهام الخلاص على يد العسكر تعود بنا الى حلقة الخراب الأبدي الذي جرته علينا العسكريتاريا التي دمرت المدنية وأوصلت البلاد الى واقعها الراهن المرير، ولا يحلم بدكتاتورية جديدة للعسكر إلا من كان مستفيدا من تلك الأنظمة... والدعوة اليها فيها مخاطر هائلة لا يبررها اليأس...

ومهما يكن فثمة مثل يوناني يقول: دروب جهنم مرصوفة بالنوايا الحسنة، لكنها لا تقود الا الى جهنم.

ومنذ متى كان رجال الدين مع الشعب ويدافعون عن حقوقه؟

طوال تاريخ البشرية في العراق وغير العراق كان رجال الدين ولا زالوا وسيبقون دمى وأدوات بيد الظالم والدكتاتور والقاتل، ومن مات منهم على غير ذلك فلأن انتماءه لم يكن لهذه البلاد أصلا... أو لدوافع ذاتية بحتة،

الأخلاق والدين نقيضان لا يلتقيان، فمن امتلك سمو الأخلاق ترفّع عن نفاق الدين، ومن تشبّث بالدين فهو دليل انحطاطه أخلاقيا وحاجته الماسة الى النفاق، وأبسط مثال أسوقه هنا هو ان العراقي لا يأتمن المعمّم على إمرأةٍ لا بل ولا حتى على دجاجة، فكيف يأتمنه على وطن وشعب وبلاد بها كل هذا الثراء؟

رجل الدين كائن طفيلي يعتاش على امتصاص دماء البسطاء والسذج والجهلة ولن يتحرر العراقيون من الظلم الا بعد أن يتحرروا من عبوديتهم لرجال الدين ولخرافات الدين...

والعراقيون لن يتحرروا من الاستعباد والظلم أبدا إلا إذا رغبوا بذلك،

وهم لا يرغبون بالحرية لأنهم يعشقون عبوديتهم وتبعيتهم للفاسدين ويتحجّجون لذلك ببراقع الدين، فهم لا يكادون يتلفظون شيئا أو ينبهرون بشيء أو يتضايقون من شيء أو يأملون بشيء إلا وأرفقوه بعبارات الاستسلام التافهة للغيب مثل: سبحان الله والحمد لله وما شاء الله ويحفظكم الله وينتقم منهم الله وسبح بحمد الله وبقدرة الله والى باقي الهراء المستتبّ بعقول الناس والذي يحيل أمر التغيير لا إلى الثورة وارادة الشعوب الطامحة الى التحرر بل الى ذات غيبية وهمية هي بدورها لعبة بيد الفاسدين يحركها لهم ويطوعها كيفما شاءوا رجال الدين...

والدين هو الطين الفاسد والمتعفن الذي ما دخل معادلة إلا وغلّب رصيد حسّ القطيع على حساب الوعي الناضج، الذي هو حالة فردية دائما ومهما إتسع نطاقه يبقى نخبويا، ومنح الجهل قدسية لا يجادل فيها إلا من كان مستعدا ليداس بأقدام الانفعالية الهمجية والانحياز الأهوج.

ومن شجرة الدين تتفرع أغصان الطائفية البذيئة وما يترتب عليها من "استحلال" محو الآخر دفاعا عن الوهم لأن كل متدين طائفي وكل طائفي بهيمة يطمع بدخول الجنة لوحده لينال فراديسه البهيمية بمفرده ومن أجل تلك النزوة يجوز ما لا يجوز، ولو كان فيه إبادة البشر جميعا..

الاستبداد الديني والاستسلام للدين عدونا المباشر ولا تحرر لنا الا بالتحرر من سطوة المذهبية العمياء وخزعبلات الأديان والمنتفعين منها، وكل نصير لنا على هذا الدرب فمرحبا به كائنا من كان...

ومن أصرّ على اتباع مرجعيات الدين فليبارك الرب بعمى قلبه وبصيرته ويديم عليه عبوديته التي اختارها لنفسه...

ولمن يؤمن بالدين، فأطمئنه هنا بأن السيستاني لن يظهر ليقول كلمة الحق أبدا، لإن القيمة العظمى للرمز المقدس تتجلى وتتمركز في وتتمحور حول وهميّته أساسا، فكلما كان وهميا كان ذلك أفضل لخدمة أهداف دعاته والمنتفعين بإسمه، وهكذا هو الإمام المهدي المنتظر، أو المسيح المخلص، أو أي وهم منقذ كان سوى إرادة المظلومين وثورتهم...

فلأنه لا حدود زمانية ولا مكانية له لا أحد يستطيع ان يقرر أنه قال كذا أو لم يقله او فعل كذا أو لم يفعله لأنه وهم غائم عظيم لا هو يتحقق ولا هو يزول، لا دليل على أنه حيّ ولا هو ميت

لا هو ينتصر ولا هو ينكسر

لا هو قابل للمحاججة ولا هو مادة للطعن والانتقاص.

هكذا هي الأديان وهذا هو سر ديمومتها وعظمتها

وهذا سر المسيح المخلص والمهدي المنتظر وكل الأوهام الاخرى،

كان خطأ الخميني أنه تجلى حيّا فصار موضوع الأبصار والمراقبة والمحاسبة حتى مات، وما ان مات حتى قضى خلفاؤه على ورثته فقتلوا حتى أولاده وأحفاده!

وكذلك محمد باقر الصدر الذي تجلّى لحما ودما فصار هدفا لخصومه الذين تسببوا بقتله ليحلوا محله... وهم المطبلون اليوم باسمه

وعليه فإن عظمة السيستاني هي في وهميته وغيبوبته الدائمية عن الأنظار والأسماع والاحاسيس وكل ما يصدر عنه يصلنا من خلال "مخبرين" ليس فيهم واحد يستحق الثقة ولا هو مصدر صدق... فكلهم فاسدون واغطية للفساد،

فلا تنتظروا لا السيستاني ولا المهدي ولا المسيح لأنهم أوهام متى تجسدوا انتهت فاعليتهم وقيمتهم... وشعارهم "أن تسمع به خير من أن تراه"!

* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح