الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محو العراق

يونس الخشاب

2019 / 7 / 26
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


اسم الكتاب :محو العراق
الكلفة الإنسانية للمذبحة
بقلم : مايكل اوترمان و ريتشارد هيل و بول ويلسون
مع تقديم ظاهر جميل
سنة النشر 2010
الفصل الأول
العراقيون تحت الحصار ص 14
تدمير كل شيء ص 14
مصالح غير ملائمة لمصالحنا ص 19
أفواه مفتوحة تبتلع القنابل ص 24
ثمن العقوبات ص 28
الخوف والهرب ص 34
شهود على الهواء ص37
الفصل الثاني
أصوات اللاجئين ص54
النزوح ص54
موجات المعاناة ص 62
في الأردن ص67
في سوريا ص 75
في العبور ص 79
في استراليا ص 83
الفصل الثالث
مراقبة المدنيين ص88
الموضوعية الملائمة ص 88
إدارة غرانادا ، بنما ، وحرب الخليج الأولى ص 91
سيف ذو حدين ص 95
منظورات مدمجة ص 104
الرقابةـ الذاتية الجماعية ص 107
حمل مياهنا ص112
تشكيل الفلوجة ص 118
الفصل الرابع
لا تحسب الجثث ص 130
او الوقت او النوازع ص131
ربما لن نعرف ابدا ص 133
الاصطدامات تحسب ص139
القتال السداسي ص 145
أهون الشرين ؟ ص150
لا نزال نحصي ص 152
فتح الخزنة ص 157
تدمير العراق ص162
الطفولة المفقودة ص 163
نساء في خطر ص 168
الحياة المثلية والموت ص 173
نهاية الايمان ص 179
الطرد خارجا ص181
التحرير هو النهب ص 183
السنة صفر ص188
الآثار المفقودة ص196
تدمير العراق ص 204
حاشية :ناس بلا لحظة راهنة ص206





الفصل الثالث

مراقبة المدنيين

في رواية جورج اورويل 1984 ينظر الى [ اللا شخص] على انه أي انسان اعتبرته الدولة انه لا يوجد اصلاً ولم يسبق له ان وجد ابداً ، هو ذلك الفرد الذي يشكل مجرد وجوده تهديداً للوضع القائم. ولقد افترض الغرب، والى حد بعيد ، المنزلة الضبابية للعراقيين على انهم : "لا شعب "، الذين ـ وبكلمات المؤرخ البريطاني مارك كورتس " يعتبرون لا قيمة لهم ،قابلين للنفاذ والاستهلاك في السعي نحو السلطة والربح التجاري " .هذا التصميم لم يحدث بالصدفة .فالحكومة ووسائل الاعلام اسكتت أصوات العراقيين المحيطة في الشتات والكلفة البشرية للعدوان الأمريكي هي جزء من خطة الاستبعاد .ولكسر الصمت يتوجب على المرء دراسة الميكانيكية التي وضعت في الميدان. [بحسب تعريف قاموس اللغة الإنكليزية لونغمان للكلمة ـ هو ذلك الانسان الذي لا يعترف به اما لاسباب سياسية او أيديولوجية {وهو الانسان الذي جرد من هويته}ـالمترجم]
الموضوعية المناسبة
في عام 1983 نشر الرائد المتخصص في البحرية الامريكية [ أرثور هامبشاير] مقالة ذات تاثير حول حرية الصحافة في زمن الحروب صاغت سياسة الولايات المتحدة الامريكية لعقود قادمة. ظهرت المقالة في عدد مايو /حزيران في دورية كلية الحروب البحرية ,حيث حدد [ هامبشايرٍ] ترابط "المشاكل " حول حرية الصحافة والوسائل لتامين "الموضوعية الملائمة "لفرقة الصحافة الامريكية " .كانت لهذه المقالة اثر بعيد على رقابة البنتاغون في أوقات الصراع ، من غرانادا
1983 الى العراق اليوم .
" ان ما ارهق كاهل "هامبشاير هو نظرية او عقيدة وسائل الاعلام الامريكية انها "خسرت الحرب " في فيتنام اضعفت معنويات الراي العام الأمريكي.فطبقا له
"[حين يرى أقارب المجند ان ولدهم او أي جندي يمكن ان يكون ابنهم قد أصيب بجروح او اصبح مقعدا سواء في الواقع الحي ,او من خلال تخيله امام اعينهم ، فان ذلك يؤول الى تآكل تضامنهم إزاء اهداف حكوماتهم من الحرب. وهذا ما حصل اثناء حرب الفيتنام. نعرف ما الذي حصل في الراي العام كنتيجة من الجرعات المتكررة للدماء والاحشاء التي كانت تضخ للرأي العام والذي لم يكن مهيئاً للتعامل معها .المسألة تبقى اذن : ما الذي تستطيع الحكومة فعله إزاء مشاكل كهذه آخذين في الاعتبارامكانيات التقنية العالية لوسائل الاتصالات الحديثة واعتياد الراي العام العالمي على حرية المعلومات ؟
شاهد "هامبشاير نموذجا مثاليا في سياسة بريطانيا خلال حرب الفوكلاند، حين فرض البريطانيون الرقابة الكاملة على وسائل الاعلام .فقد سمح البريطانيون لوحدة من 29 صحفيا فقط لمرافقة القوات الى جزيرة جنوب المحيط الأطلسي .هذه الترتيبات مكّنت الانكليزمن السيطرة وباحكام على تحركاتهم وعزل المراقبين الناقدين عن المشهد. فئة قليلة فقط هم من شاهدوا اشتباكاً حقيقياً.اضافة الى ذلك مارست بريطانيا التحكم الكامل على نسخ مراسلات وتقارير الصحفيين والمخبرين وتدقيقها
قبل النشر. متاثرا بتلك الإجراءات ، كتب "هامبشاير"في دورية كلية الحروب البحرية :
[ بالرغم من فهم الاختيار في المجتمع الديمقراطي فقد كشفت لنا حرب الفولكلاند التأكد من ان طريقة تغطية الحرب لا يجب ان تنسف سياسة الحكومة .
ان هناك الامكانية في جنوب الأطلسي لكي نبين للناس في الوطن صورة زاهية ،واقعية ، تجري الان لرجال ينتمون الى امتين مختلفتين حول جزيرتين اعتياديتين ولذلك غير مهمتين يفعلان أشياء دائمة وقبيحة لبعضهم البعض. بعد هجوم الفيتنام الشمالية عام 1968شاهد الراي العام الأمريكي وبهذا الخصوص العالم كله ،شاهد نموذجا اسلوب فيتنام الجنوبية في تنفيذ الإعدام ـ الإعدام الحقيقي لجندي من الأعداء من خلال أجهزة التلفاز في بيوتهم . وهذا النوع من الأشياء لا ينتج دعما للحرب في الوطن.واذا كنت تريد المحافظة على الدعم الشعبي لا يتوجب على جانبك ان ينظر اليه على انه همجيا ووحشيا .

لقد اعطى نموذج الفولكلاند الحل "آلية التحكم في مراقبة القتال , اعتماد الرقابة ،حشد التاييد على شكل حب الوطن في الداخل وفي مناطق القتال . وقد أظهرت لنا كل من الارجنتين وبريطانيا العظمى كيف تعمل هذه الحكمة ".
وبينما ثمن "هامبشاير "نهج بريطانيا العام غير انه عاب عليهم بانهم كانوا اغبياء. فقد فشل البريطانيون في تقدير ان إدارة الاخبار هي اكثر من الرقابة الأمنية على المعلومات .فهي تعني أيضا تزويد الصور "فوسائل الاعلام يجب ان تدار بعناية " يشرح موضحا ، ولا يجب ان تغلق بشكل كامل .


" انه من الضروري ان الحكومة وفرعها العسكري ان يعطوا بانتظام تصريحات مختصرة الى كل ممثلي منظمات الاخبار كممارسة لكي يضمنوا علاقة الثقة ، ولرعاية مجرى صحة المعلومات و يجب ان تتضمن الخطط معايير دمج وسائل الاعلام في منظمات الحرب ..ان تهمل السلطة دعم مواصلات المحطات غير المهمة وتذهب الى تلك التي تتسم باتساع حزمة اخبارها ولها السبق الصحفي أولا.
ان وسائل الاعلام يمكن ان تكون أداة نافعة ، بل وحتى سلاح في تنفيذ الحرب سايكولوجيا ،بحيث ان منفذي الحرب لا يحتاجوا لاستخدام أسلحتهم الأشد فتكا."









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور