الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة البحث عن المعنى (2)

محمد موجاني

2019 / 7 / 27
سيرة ذاتية


في بومالن دادس، وفي الداخلية بالذات، كان واجب علي أن أجد مكانا لي وأنسج علاقات جديدة بتلاميذ جدد أتو من مناطق مختلفة، و جمعتنا نفس الظروف، لكن كان هدفنا واحد هو متابعة الدراسة. ولن أنسى أبدا تلك الضغوط التي كانت تضايقني كلما رغبت أن أغادر أهلي وانتظر أن تعطى لي نقود ، وبما أني لا أملك الجرأة الكافية لأبادر بالطلب ، فمرة هي أمي ومرة هو جدي هم الذين يأخذون المبادرة ويتفهمون الوضعية. لكن كان المبلغ بخيسا بل هو لسد مصاريف التنقل ليس أكثر .
في الداخلية ، حيث كان عدد التلاميذ يفوق أربعمائة تلميذ ، كانت الظروف صعبة ونحتاج إلى وقت للتأقلم مع هذا الوضع. هنالك يعرف تفشي ظواهر سيئة من سرقة، وتدخين وتعاطي المخدرات،.... خاصة وأن الكل في مرحلة المراهقة والكل تخلص من المراقبة من طرف الاباء وتحرر شيء ما من سلطتهم ... ولست أستحي أن أقول اني كنت برء أو كنت استثناء أو أفضل بل كنت اختار لنفسي مكان وأسجل حضوري وسط المجموعة مع كل هفوة.
بالنسبة للتحصيل الدراسي، في هذه المرحلة ، أصبح لأباس به بل هو في تراجع ملحوظ وذلك راجع إلى تغيير الوسط وتغير الظروف ، وصراحة كان المسار الذي أسلكه عشوائيا ولست من الذين يقولون أني أحلم بأن أكون.....مسار كله مجرد خطوات عشوائية....وليس إلا رحلة تجاه المجهول دون بداية ولا نهاية .
في سباق ضد عقارب الساعة، كنت أسعى من جهة أن أرد الجميل وأرضي والدي قدر المستطاع ، ومن جهة أخرى، أريد ألا أفارق زملائي ، ولو سألني أي أحد في تلك اللحظة عن الهدف من متابعتي للدراسة ﻷ---جبته لأني نجحت ولا أرى نفسي في أي مكان آخر غير هذا، أو لأن الذين لم تتح لهم نفس الفرصة كثيرا ما يتحصرون ويشعرون بالندم ولا أريد أن أكون منهم في قادم الأيام .
في السنة الختامية لم تكن الأمور على ما يرام بل فشلت في اجتياز البكالوريا بنجاح، ربما الحظ سئم من التواجد بجانبي هذه المرة ، وكنت مصرا على إعادة المحاولة لأني لم أكن الواحد الذي تعطل ، بل كنا مجموعة من الأصدقاء، وهكذا لم يكن التأثير بليغ وكما يقال " إذا عمت هانت " و لأنه في جميع الأحوال ليس عيبا أن نخسر أحيانا لكن علينا ألا ننهزم .
في السنة التانية، وربما في الإعادة إفادة، كنت على يقين أنني سأجتاز هذه المرة بنجاح، وهذا ما حصل بالفعل . وانا حاصل على شهادة البكالوريا التي هي بمثابة تأشيرة للهروب، كنت أجد نفسي أمام طرق شائكة وغير معبدة، كثيرة هي الهموم التي توقد شرارة بداخلي ، أسئلة تؤرقني وتنبش من لحمي، خليط من الأحاسيس تندر بعثمة وخوف من مستقبل مجهول : ما المآل؟ وما الوجهة؟
بعد تفكير وتردد لمدة صيف كامل ، قررت ألا أفارق زملائي، وأن أستأنف المغامرة، فلتحقنا بالجامعة، وكل واحد منا سجل بالتخصص الذي يراه يناسبه ويتمشى مع طموحاته. أما أنا ، فقررت أن أسجل بالدراسات الفرنسية لأني كنت أعشق هذه اللغة رغم أنها تكرهني وتنفر مني! . ربما لأنها كانت تشك في نقص عشقي لها وتحتاج لبعض الوقت لتكتسب ثقتي ، وفي الاخير، بعد إسرار وعزم من جهتي ، قررت أن تبادلني نفس الاحساس ونفس الحب ، وهكذا بدأت علاقة عشق بدون حدود ، ومن طبيعة الحال أينما يوجد العشق والحب يمكن العثور على كل شيء. هكذا بدأت أتخدت قرارات مصيرية في حياتي وأعرف نفسي شيء فشىء دون أن أحتاج إلى آراء الآخرين ، لتقليدهم والسير على خطاهم ، لأن الحياة كالحلم ، وحده المعني يعرف أدق التفاصيل والخيار الذي يناسب ممكناته ، بل يكفي أحيانا أن يعرف الإنسان نفسه حق المعرفة ليقل للشيء كن فيكون !
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ