الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية تكفي.. لجمالها

سليم البيك

2006 / 5 / 11
الادب والفن


سألني حين حاولت عابثاً وصف جمالها..
ما الذي يشبه جمالها؟
فحاولت قائلاً.. حين تستلقي ذات سنة تحت زيتونة.. في مكان ما في الجليل.. في ترشيحا.. في ربيع أسكرته الأرض بورودها.. تتنفس جمالاً و حريةً.. تنتشي برشفة ماء تمدك بها شفاه وردية.. فتسكر أنت الآخر.. تتأمل حبات التراب.. و قطرات البحر.. تحتار من أين تعانق النسيم الأنثوي.. تخاف أن تفوتك منه خصلة إلى غيرك.. تموت لعناق ينال من خلاياك الحسية كلها.. لا تنسل نسمة منك بعذريتها.. و كل ذلك.. بعيداً عن الأمن و العسكر.
حين تبقى مستلقياً.. تمارس حباً ما مع هذا التراب الرطب.. حتى يتماها لونه مع روحك.. فتخاف الموت إن هجرته لساعة.. تخاف ألا تعود.. فيأتي غيرك ليغتصبه.. تداعب نسمة فتغار أخرى تتحرش بك.. تتمايل الزيتونة أمامك.. برقصة شرقية تثير فيك ما لم يثار بعد.. تلتفت الشمس لهن.. و تتعرى أمامك أكثر فأكثر.. تغريك بدفء.. بقهوة صباح.. بزيت مقدس و زعتر.. فتشرق النساء.. خفية عن الجميع.. ولكن..
يظهر في الأفق.. خلفهن.. خيالات سوداء.. لجيش احتلال مدجج بما توصلت إليه البشرية من عنصرية و بشاعة.. لمتطرفي اليهود بكل ما عهدوا به من حقد و كره.. لأمن قومي عربي ما عرفناه إلا كذبة.. لرجال أمن.. لسجانين.. يظهر كل هؤلاء ليتنافسوا على النيل من النساء و من جمالها..
سألني: ما علاقة ذلك بجمالها؟
اسمع.. هي أكثر من ذلك.. و من الكذب التكلم عن ذاك الجمال و هناك أسير رأي.. لن يفهم أحد مدى جمالها و هناك أرضاً محتلة.. لا يمكن وصف جمالها في جو يطفح برائحة السجون العفنة.. من الكفر وصفه و هناك طفلة تبكي أسيراً أو شهيداً.. يا صاحبي.. ليست هناك حرية تكفي لوصف جمالها بعد..
أحمل في دمي كميات عشق تكفي لوصفه.. أكثر مما فيه من كريات حمراء.. في قلبي اشتياق يسكن غرفه الأربع.. في داخلي ما يكفي لوصفه.. أما قلمي.. ففيه حبر عاشق و مشتاق لحرية منتظرة.. قد تعين في وصفه..
غير ذلك.. أخشى إن فعلت و وصفته أن أتهم .. بتدبير انقلاب عسكري.. أو التحريض على ثورة.. أو الخيانة و العمالة مع عدو الأمة.. و في النقيض قد أتهم.. بأني حالم رومانسي.. أحرض لقتال "إسرائيل".. للنضال من أجل العودة و التحرير و الحياة بسلام و حرية.. للاشتراكية و العدالة..
اسمع.. أصابوا أم لم يصيبوا في تهمهم.. ما أنتظره فعلاً هو انفجار قلمي بحبره ليعانق حرية.. نسمة.. أرضاً.. ليعانق كل النساء.. فوق ذات التراب.. تحت ذات الزيتونة..
لو تعرف كم أتوق لوصف جمالها.. كم أتوق لحرية.. تكفي لذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل