الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى الكوردية أسرى العامل الاقليمي و صعوبة الاعتماد على العامل الدولي.

هشام عقراوي

2019 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أعتمدت القوى الكوردية في سياساتها و نضالها من أجل التحرر على العامل الاقليمي و بشكل أعمى مع أدراك الجميع أن القوى الاقليمية هي قوى محتلة لكوردستان و من المستحيل أن تقوم أية دولة في المنطقة بتأييد حقوق الشعب الكوردي في أية بقعة من الارض و ليست فقط في كوردستان المقسمة و المحتلة.
القوى الكوردية أعتمدوا على الدول الاقليمية كتركيا و أيران و العراق و سوريا في نضالهم و كانت الخلافات بين هذه الدول العامل الرئيسي في تحرك الكثير من القوى الكوردية و حتى تشكيلها وولادة البعض منهم من العدم.
فكلما حصل خلاف بين العراق و أيران أو بين تركيا و العراق أو بين سوريا و تركيا أو بين تركيا و ايران أو حتى أبان الحروب العالمية قامت ثورات كوردية،معتمدين على العامل الاقليمي. و ما أن تنتهي الخلافات بين هذه الدول الاقليمية أو تهدئ نرى أنتهاء الثورات الكوردية و زوالها لحين نشوب خلاف أقليمي اخر.
هذه السياسة من قبل القوى الكوردية تفسر بشكل كبير سبب أو اسباب فشل القوى الكوردية و الكورد بشكل عام في الحصول على حقوقهم و نيل الحرية المعهودة.
بأعتقادي هناك خلل كبير في السياسة الكوردية بشكل عام ألا وهو أهمال العامل الدولي و عجزهم عن تحويلة الى العامل الرئيسي في تحرك القوى الكوردية لأن اي تغيير لصالح الكورد في المنطقة سيأتي من العامل الدولي و ليس من الاقليمي. الدول الاقليمية هي دول محتلة و رأينا كيف تم أفشال الاستفتاء على الاستقلال من قبل تركيا و أيران و العراق و حتى سوريا و هذه الدول المعادية لبعضها توحدوا ضد أستقلال كوردستان. ولأن الكورد لم يضمنوا العامل الدولي فأن عملية الاستفتاء باءت بالفشل.
الدول الاجنبية هي التي قامت بتقسيم كوردستان و هي التي ستقوم بتوحيد و منح الاستقلال للكورد لو أرادت معتمدة على السياسية التي يتبعها الكورد.
هذا لا يعني أبدا أهمال العامل الاقليمي و أستغلاله، بأمكان الكورد أستغلال الخلافات الاقليمية و حتى الدولية لا من أجل التقارب و التحالف مع الدول الاقليمية تحالفا حقيقيا بل من أجل الضغط على الدول الاجنبية كأمريكا و روسيا و أوربا من خلال العامل الاقليمي و مصالح الدول الكبرى.
ذكرنا تجربة الاستفتاء في جنوب كوردستان كمثال على فشل الاعتماد على العامل الاقليمي و تبعات أهمال العامل الدولي و الحصول على الضمانات الدولية.
بأمكاننا ذكر تجربة غربي كوردستان كمثال على السياسة المفروض أتباعها حاليا.
في غربي كوردستان تعتمد القوى السياسية المحركة للنضال هناك على العامل الدولي بشكل أكثر من العامل الاقليمي و لكن هذا العامل الدولي غير مضمون بسبب كون تركيا دولة حليفة لأمريكا و أمريكا تحاول لعب دور الحامي للكورد الذين يعاديهم اردوغان. لذا نرى صعوبة كبيرة في تمكن أمريكا من حماية الكورد و الحفاظ على علاقاتها مع تركيا في نفس الوقت و قد يأتي الوقت الذي تتنازل فيها أمريكا لصالح تركيا.
روسيا أنسحبت من دعمها للكورد بعد تصالحها مع تركيا و صار أستخدام الورقة الروسية صعبا للكورد. و روسيا تحاول لعب دور المنسق بين سوريا و تركيا و هذا قد يكون ممكنا و لكن من المستحيل أن تستطيع تركيا التنسيق بين الكورد و تركيا لأن تركيا قد تتعاون مع الاسد و لمنها سوف لن تتعاون مع الكورد ابدا.
لربما يكون هناك حاجة للعودة الى العامل الاقليمي بشكل تكتكي و هنا نقصد الاسد و أيران الذين تكرههم أمريكا من أجل ضمان عدم منح أمريكا لدور الحارس على نصف الاراضي السورية و منها غربي كوردستان أيضا.
بقاء غربي كوردستان تحت حماية القوى الكوردية هو الافضل بالنسبة للاسد و سوريا من أن تقوم تركيا بأحتلالها و أي تقارب كوردي سوريا سوف لن تتحملة أمركيا حيث عندها سيبسط الاسد سلطته على أغلبية الاراضي السورية و سوف ينتهي الدور الامريكي هناك.
نعم الاعتماد على العامل الدولي أفضل من الاقليمي و لكن عندما يكون العامل الدولي مضمونا و التحرك بأتجاه العامل الاقليمي يجب أن يكون بهدف فرض الضمانات على العامل الدولي لأن حقوق الكورد أعتمادا على العامل الاقليمي سوف لن تكون أكثر من الحكم الذاتي البسيط بينما الاستقلال سوف يأتي من خلال العامل الدولي و في الوقت المناسب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص