الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانونية وقف الاتفاقيات مع اسرائيل، في وجهة نظر

سمير دويكات

2019 / 7 / 28
الادب والفن


قانونية وقف الاتفاقيات مع اسرائيل، في وجهة نظر
المحامي سمير دويكات
مساء الخميس الماضي لن يكون كما بقية الايام، ففيه تم الاعلان رسميا عن قرار بوقف كل الاتفاقيات مع اسرائيل وهي الاتفاقيات التي نشات في ما سمي "اوسلو"، وبالتالي يشمل ما يشمل جميع الاتفاقيات دون استثناء ومنها الاجراءات المرافقة والخطابات واللقاءات وغيرها ويشمل كل الاعمال فوق الارض، ربما يكون القرار مجرد اعلان او ربما تم الاعلان عنه لتلقى الردود من اسرائيل وعبر العالم، لكن الاعلان له ابعاده القانونية والسياسية في انتهاء مرحلة اوسلو تماما، وفي اسرائيل وفي اروقتهم الصغيرة ربما فرحوا في هذا الاعلان، كون انهم يستندون على اجراءات ترامب التي تعزز الاحتلال وكون انهم مستعدون تماما لهذا الاجراء منذ عشرين عاما بانتهاء المرحلة الانتقالية وهي السقف القانوني والزمني لسير اوسلو، بالتالي فان اسرائيل لا تمارس اي عمل الا في كونها سلطة احتلال وقد قامت في اجراءات كثيرة لتكريس هذا الاحتلال واخرها ضرب الاتفاقات بعرض الحائط واعتبار القدس عاصمة لها وخارج اي تفاهمات او اتفاقات وتعمل ايضا على ممارسة احتلالها ليل ونهار. وبدأت في فرض علاقة المنسق على سكان المناطق المحتلة، واوصت الجهات الامنية في منح الاف التصاريح والتي ستكون ملاذ امن حتى لموظفي السلطة لاستمرار عيشهم الكريم، في ظل ان الامر كله في يد سلطات الاحتلال. اذ ان الاحتلال قادر على شل حركة الفلسطينيين خلال خمسة دقائق فقط، وهو امر لا اعرف ان كان في الحسبان ام لا لدى البعض، لكن نكتب ذلك وليس لدينا اي علم بخفايا بعض الامور.
كان يمكن ان يعول جميع الاطراقف على قيادة اسرائيلية جديدة ولكن نفس الوجوه ونفس التجارب حالت دون الامر، والجميع يدرك ان الامر اصبح منتهيا الى ابعد حد، وما بقي سوى الرصاصة التي ستنطلق في ناحية ما لاشعال المنطقة.
في العواصم المختلفة عبر العالم لم نسمع ردود بحجم الاعلان، حتى في اوروبا ادركوا ان المسألة صارت اكبر من مجرد الكلام وبالتالي التزموا الصمت سوى من تصريحات فردية هنا او هناك، وفي امريكا كانوا يتوقعون كل هذه الاجراءات ولكن يعولون على ان القيادة الفلسطينية لن تنجر الى تطبيق مباشر للاعلان وبالتالي حدوث مواجهة فورية، ذلك بان الرئيس ابو مازن يعتبر ان الامر ما يزال في طور المعالجة الممكنة.
العرب كذلك يدركون ان اجراءات امريكا هي السبب وان القضية الفلسطينية اخذت ابعاد كبيرة وان الوضع العربي لا يسمح بضغط اكبر على امريكا واسرائيل من اجل التراجع عن اجراءاتها التي كانت سببا في الاعلان، وان حركات المقاومة هي السبيل لضبط الامور في الايام القادمة لكن يريدون المحافظة على العروش حتى الرمق الاخير وان العرب ليس كما الشعوب العربية، فلديهم اي النظام الرسمي العربي حسابات بعيدة نوعا ما.
فلسطينيا، سواء المستوى الرسمي او الشعبي، ليس هناك ما يخسرونه، لكن يدركون ان الامور اصبحت على شفير الهاوية، وان المواطن مرهق ويشعر بتعب السنين وخاصة ان الامر مترافق مع حصار مالي شديد ووضع داخلي اشبه بانه منهار وخاصة في مرافق الدولة الاساسية مثل القضاء والصحة في ظل قطع التحويلات الطبية وتوقف العجلة الاقتصادية المحلي وغيرها من الاساباب، وغياب الشرعية عن المؤسسات وتصارع قوى داخلية حول الادارة المقبلة، ويدركون ان اي مواجهة في وجه اسرائيل ستكون صعبة في ظل جاهزية سلطات الاحتلال، ولكن نعرف امكانيات الشعب الفلسطيني وادارته الداخلية في مواجهة الاحتلال وانه اشبه بالغريق الذي لا يهمه الامر بقدر ما يهمه زوال الاحتلال، وان المواجهة وان كان صعبة ستكون شاملة وان اسرائيل ومستوطنيها لن يتحملوا ان تفرض مواجهة عنيفة وخاصة انهم من الناحية الجغرافية والسكانية يشعرون ان الامر اصبح معقد، وخاصة انهم من الشمال والجنوب يواجهون تهديدات قد تصل الى حد التهديد بالبقاء.
في المحصلة، فان الامر اتخذ ولاقى قبول نوعا ما مع التحفظ الكبير من الشارع، ودون البحث في الابعاد التاريخية ولكن في ظل عدم نيل اوسلو الثقة يوما ما من الشعب الفلسطيني فان الامر لا يبدوا غريبا، وان القيادة تدرك ان الامور اكثر تعقيدا من مجرد اتخاذ امر بهذا الحجم، لكن الجميع ومنذ زمن ليس بقصير اعتبروا الامر خارج حساباتهم.
لكن، ماذا على الفلسطينين ان يعملوا؟ هذا الامر ليس بجديد في رفض اسرائيل منح الفلسطينيين حقوقهم، وهدم البيوت والقتل والاعتقال والتضييق على الناس، وبالتالي كان يلزم ان يكون لهم استراتيجية لمواجهة الرفض الاسرائيلي وعدم النزاهة والحيادية الامريكية وبالتالي فانهم مطالبون اليوم باشياء طلبت قبل ومن قت طويل وهي الوحدة وبناء قيادة وطنية، وتعزيز صمود الناس وتعزيز الوضع الداخلي، لكن الامر يحدث بالعكس وكأن احدا لا يريد الخير لشعبنا الفلسطيني، قبل الوقوع في قلب العاصفة، ومنها كما التزود ببعض الوسائل ولو على صعيد الاعلام والقانون والسياسة كسبيل اخير لعدم المواجهة الخاسرة وبالتالي تفويت الفرصة على الاحتلال واعوانه وهي تحتاج الى قرارات حاسمة ومصيرية، لكن نقلل من الخسارة الى حدها الادني بدل الخسارة الكلية لا سمح الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال