الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغازلة الايرانية لتركيا الى ماذا تفضي؟!

روشن قاسم

2006 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إن ما ذهبت إليه التحرشات الايرانية التي طالت قصف مناطق كردية تابعة لإقليم كردستان العراق، حيث إستهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني المناهض للنظام في تركيا، حملت إيماءات واضحة الرؤى المستقبلية تكشف عن ما تهندسه الدبلوماسية الايرانية مع الجوار المحاصص للورقة الكردية، التي بدأ دويها يدوي في أروقة الامم المتحدة من جهة، وكذلك بعد أن أصبحت هذه الورقة في حسابات مصلحة الدولة العظمى، لما لعبه الكرد من دور محوري في المشروع الديمقراطي المنشود في عراق اليوم.

لعل نظام الملالي لا يجد ما يثبطه أو يجعله يتراجع أمام التهديدات الدولية فيما يخص ملفه النووي، في ظل ما أتت به الانتخابات الايرانية الاخيرة لأحمدي نجاد حوصلة نظام الاستبداد والانتهاك الحاكم في إيران ، كما أن نظام الشمول الديني، تلك العهدة التي جعلت البلاد في سبات الاستبداد لزمن غفلت فيه الاستراتيجية الامريكية عن الخطر القادم من تلك الانظمة، والتي ما فتأت ان إنقلبت تلك الاستراتيجية بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول، إذ وجدت نفسها هذه الدول أمام إستحقاقات تودي هذه العفونة الى الهاوية، بعد أن نخره الفساد في سياسة الشللية لكل مفاصل الحياة عبر ذيوع الهاجس السلطوي و الفئوي، والمودي الى الانحطاط في المنطقة لما تصدره من جماعات تكفيرية، نتاج وأزمة العقل السلطوي، وغاياته المشوبة في توسيع الدائرة الطائفية ، وهنا يكمن التهديد الاكبر للمنطقة برمتها.

بات واضحا إن ما تثيره الهرولات الاخيرة للتحرك الايراني، وهي تقدم يد العون والمساندة للدولة التركية في ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني ضاربة سيادة دولة العراق عرض الحائط، يفصح عن النقيض تماماً للبهرجة و التبجح بشأن صومعتها التخصيبية، وإن دل على شيئ انما يدل على سعي محموم من قبل النظام الايراني المرتبك، استعدادا لمواجهة اية عقوبات دولية قد تفجعه بضربة عسكرية ، يحتاج فيها الى حماية من الدولة التركية تتمثل ربما في عدم استخدام الاخيرة أراضيها لقواعد عسكرية امريكية في حال الضربة، إضافة أنها تعطي بمواقفها وسياساتها لكل من سوريا وتركيا زخماً تنفذ خلاله من المواجهة الدولية في إطارمشاطرة العداوة للمرحلة المقبلة التي لن تقبل إلا بأفول سياسات الاضطهاد للأقليات والاثنيات وإشاعة الديمقراطية، بالمقابل تسرف تلك الانظمة في التعنت والتي باتت تلازمها لدرجة إنه لم يستطع الانفكاك عن النظرة الضيقة في إيجاد أمن قومي ستر لعقود زوايا مظلمة في مجال حقوق الانسان .

فهل المرحلة ستحمل للكرد تعسفاً أكبر ضمن الظرف الدولي، الحالي مقابل الواعز الإحترازي لتلك الدول بما ينذر بالزوال، رغم أن الدكتاتورية ما وفرت جهدا طيلة العقود المنصرمة في طمس الهوية الكردية؟

أم أن الكرد حمل حقاً استحقاق المسمار الذي سوف يدق في نعش الدكتاتورية؟

والى أي مدى تستطيع المساعي الدولية في دحض ايران للعدول عن لهثها وراء اليورانيوم ؟ ألا المشكلة الكردية في المنطقة كانت وما زالت تستوجب الدحض والمسعى من قبل المجتمع الدولي لايجاد الحل العادل لقضية الشعب الكردي؟!.

ألم تجعل سنوات الظلم والاحتقان من هذا الشعب قنبلة توازي شبح اليورانيوم الايراني ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي يستعد لإزالة الرصيف العائم بسبب سوء الأحوال ا


.. مسؤولون أميركيون: الضربات التي شنتها إسرائيل داخل لبنان قد ت




.. منتخب_ألمانيا يفتتح يورو2024 على أرضه بفوز كاسح على اسكلتندا


.. المستشفى العائم الإماراتي يجري أكثر من 600 عملية جراحية لمرض




.. مظاهرة في صنعاء تضامنا مع الفلسطينيين وقطاع غزة