الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الوصف اللساني عند الفردية ونظرية التلقي - المَلَكة الإبداعية والخيال الخلاق في أنسنة الجمال - مع المزارع الثوري والأديب المترجم صباح الجاسم الحلقة السادسة من حوارنا معه في -بؤرة ضوء-

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2019 / 7 / 30
مقابلات و حوارات


استخلص روبرت هولب من الوظيفة الاتصالية للبلاغة نقطة بداية لنظرية التلقي حين قال: «وكتاب فن الشعر لأرسطو باشتماله على فكرة التطهير بوصفها مقولة أساسية من مقولات التجربة الجمالية، يمكن أن يعد أقدم تصوير لنظرية تقوم فيها استجابة الجمهور المتلقي بدور أساسي».
يعني أن تاريخ نظرية التلقي والتأويل يعود إلى (نظرية المحاكاة) عند أرسطو لاشتمالها على فكرة التطهير التي تقوم وتنهض على استجابة المتلقين وردود أفعالهم تجاه الأثر الأدبي.

• متى مارست نظرية التلقي والتأويل في نصوص الآخرين المفهومة والصعبة المراس منها والتي تحتاج منك الاستعمال العقلي، وأثرت فيها الحديث عن التلقي الضمني والعدول عن النص وسنن القراءة وتطرقت إلى الكثير من المفاهيم النقدية عن فكرة الموازنات والسرقات والوساطات ؟

- ينبغي على النص الأدبي أن يبقى حيًا من خلال مشاركة وتفاعل المتلقي بأجواء جمالية التلقي وذلك عبر استكمال النص على اعتبار أن المتلقي يكتب بـ " أياد ثلاث" الكاتب والنص ويد القارئ هذه العلاقة الجدلية تقوم ما بين المنتج والمتلقي. فيكون القارئ منتجًا لمعنى النص وجماليته.
لا بد من توضيح مرامي العمل الفني حيث تبقى القراءة المنتجة مهمة كونها تقود إلى سلسلة من إبداعات جديدة ذات الصلة، من هنا تتحقق جمالية استكشاف وسبر المعنى في القراءة الثانية للعمل الأدبي. كذلك تدرّج اهتمامي بمتابعة ما توفر لدي من نصوص عراقية أولًا من ثم عربية. فكانت بدايتي حديثة لفترة ما بعد احتلال العراق واخضاعه إلى حلبة صراعات لمختلف الإرادات التي تدور بين أكثر من جهة طامعة محليًا تُدار من قبل إرادة خارجية أكبر. فقرأت لبعض أدبائنا ما شدني من تجارب غنية في الأسلوب والتناول فكتبت عن ما أنتجه القاص حامد فاضل و د. مجيد الربيعي والروائي الشاعر توفيق حنون المعموري والروائية د. نهاد عبد و د. طه حامد الشبيب وغيرهم من كتّاب القصة القصيرة وكذلك كتبت عن بعض الشعراء الشباب العراقيين . وقد جذبت ذائقتي اساليبهم السردية ، فلكل أسلوبه. أما عربيًا فاستغورت أبعاد نص الكاتبة والشاعرة السعودية بلقيس الملحم حول روايتها الموسومة ( بجمان الذي رأى نصف وجهها).


• ما أهمية الوصف اللساني للخطاب من حيث التراكيب النحوية، والقواعد والقيود الضابطة الضرورية لبنية الخطاب؟ هل نحن بحاجة إلى سيمانطيقا خطابية قائمة على دالة الصدق وصراحة المعلومات على مستوى جمهور مثقف، جمهور مسرحي ؟

- الأخطاء في اللغة تُعَد تجني على اللغة، فلا ينبغي تمريرها على كونها جزءًا منها ومن غير الأهمية العناية بتشذيبها. لذا فقد أفاد القرآن بشكل كبير في أهمية المحافظة عليه وفهمه والعناية بلغته العربية.
لقد اطلعت من دراستي الجامعية منتصف سبعينيات القرن الماضي على - علم اللغة العام- للعالم اللغوي السويسري فردنان دي سوسير وأثارني عمق بحوثه ورؤاه في التقابلات الثنائية في علم اللغة والكلام والأصوات اللغوية بما في ذلك التاريخي والوظيفي سواء الداخلي منها أو الخارجي. كان الهدف الأساس من اللسانيات هو معرفة القوانين الضمنية التي تحكم اللغة وسماتها الصوتية والتركيبية والدلالية للحفاظ على اللغات الأم ما أمكن. وكمحصلة تبقى اللغة الرسمية هي الخادمة للمجتمع ككل فإذا ما اطلقت الحرية للغة كي تتحرر من قواعدها فأنها ستتشعب إلى لهجات فحسب، ووفقًا لتقدم المدنية تتطور اللغة وللسلطة السياسية المركزية دورٌ وتأثير على اللغة أيضًا. على أن القياسي يبقى له الفيصل في المحافظة على اللغة وقوة ثباتها.

• هل شعرت يوما بأن الجمال الفني محدود بدائرة مشاعرك وحدوسك؟ أم حسبت أن الفن يقتصر على محاكاة الطبيعة؟

- الجمال الفني لا تحدّه حدود المشاعر ولا حدسٌ ما .. إنما هو يتنامى ويتوالد وما مهمة الإبداع سوى استكشافه والتمتع بمزاياه.

• ما هدفك المنشود بتلك المحاكاة عند كتابة نص يخال للبعض أنك تعيشه، أو رسمت لوحة مغموسة بخداع فني يكاد يوهم الناظر على أنه حقيقي؟

- إنما هدفي الأساس هو التنوير والمشاركة في ما أتمكن إليه من استكشاف. فالجمال هو ذلك الشعور التعاوني بين أكثر من متلقي وكلما زاد عدد المتمتعين كلما علت وتوسّعت هالة التمتع وعلت دائرة المخيال فتتقلص العتمة بذلك وتتسع دائرة النور والضوء.


• هل أنت مع الفردية المحددة في تمييز مضمون النص أو تمييز الشكل ، الحركات ، التورية في التعابير، اللون المحلي ، الظل والنور على المسرح ، التدرج الضوئي، الوضعية، والغاية التي بها تختلف المواضيع المطروحة ؟

- كل عمل ينبغي أن يحمل سمة من سمات الإبداع سواء في المضمون أو الأدوات أو الأفكار. أنا مع الإبتكار والتجديد .. فالإبداع ليس لوحة مكرورة أو قصة معادة أو ظلًا لوحده أو نورًا ليس في موضعه المتاح. الفردية إن كانت منتمية لما هو تنويري وجمالي في مضمون النص فأهلًا بها.

انتظروا قادمنا "المَلَكة الإبداعية والخيال الخلاق في أنسنة الجمال " الحلقة السابعة من حوارنا مع الأديب المترجم صباح الجاسم في "بؤرة ضوء"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يحصل على -الحصانة الجزئية- ما معنى ذلك؟ • فرانس 24


.. حزب الله: قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على




.. مشاهد من كاميرا مراقبة توثق لحظة إطلاق النار على مستوطن قرب


.. ما الوجهة التي سينزح إليها السكان بعد استيلاء قوات الدعم على




.. هاريس: فخورة بكوني نائبة الرئيس بايدن