الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أنتم حقا، أيها -المعارضون للاحتلال-؟

كوبي نيف

2019 / 7 / 30
القضية الفلسطينية



(هآرتس)


الصور المحزنة جدا التي نشرت في الشبكات الاجتماعية ليست لقطط مسكينة ماتت، بل هي صور يحملها رجال ونساء يعتبرون انفسهم يساريين يعارضون الاحتلال، وهم يقفون بسرور وفخر بالزي العسكري للاحتياط، أو الى جانب أبنائهم الذين يتجندون للجيش أو ينهون دورة لقادة الفصائل أو قادة الدبابات أو دورات الضباط.

عدد "اليساريين المعارضين للاحتلال"، أي الذين يصوتون لاحزاب اليسار الصهيوني وكأنهم يعارضون الاحتلال، العمل وميرتس على شتى صورها وجنرالاتها، يتراوح بين 350 ألف شخص، رجل وامرأة بالغين، حسب الانتخابات الاخيرة وبين 600 ألف حسب الاستطلاعات الاخيرة.

من اجل النقاش تعالوا نفترض بحسابات بسيطة أنه نحو ربع أو ثلث هؤلاء الاشخاص، 100 إلى 250 الف شخص "من معارضي الاحتلال" من هذا النوع خدموا و/أو يخدمون "في خدمة النظام أو الاحتياط، خلال خمسين سنة من الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني في يهودا والسامرة وغزة في الجيش الاسرائيلي" الذي اساس عمله تعزيز الاحتلال والقمع.

وما هو عدد الذين رفضوا من بين مئات الآلاف من "معارضي الاحتلال" درجة تقديمهم للمحاكمة في الخمسين سنة هذه، الخدمة في المناطق أو في الجيش بسبب معارضتهم لاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني؟ هنا ايضا من الصعب الوصول الى ارقام دقيقة، لكن اذا اضفنا لغرض النقاش مجمل رافضي حربي لبنان (رافضي التجنيد معارضي الاحتلال) فان عدد الرافضين الذين تم تقديمه للمحاكمة خلال هذه السنين على اقصى تقدير ربما يصل الى 500 شخص. أي فقط 0.002 في المئة من اجمالي "معارضي الاحتلال" المجندين، عارضوا فعليا الاحتلال.

الباقون، 99.8 في المئة من معارضي الاحتلال، ليس فقط أنهم لم يعارضوا الاحتلال بالفعل، وليس فقط أنهم شاركوا ويشاركون بشكل فعلي، "ايضا موظف في مقر القيادة، مشغل الطائرات المسيرة أو شاويش في كلية التدريب هم شركاء كاملون". مع ذلك، هم يتفاخرون بنشر صورهم وصور أبنائهم الذين يفعلون العجائب في الجيش وفي هذا القمع. والذين يبدو أنهم يعارضونه بشدة وتصميم.

هل تعرفون طريق مشابهة لـ "المعارضة". يمكن لمن يعارض العنصرية أن يعمل كنادل في مطعم ممنوع دخول السود و/أو اليهود اليه. هل يخطر بالبال أن من يعتبر أكل اللحم هو عملية قتل يقوم بأكل الشنيتسل والهامبورغر ويعمل في مسلخ للدواجن؟

ولكن هذا هو بالضبط ما تفعله الاغلبية الساحقة من "معارضي الاحتلال". فهم يعلنون عن معارضة الاحتلال وفي نفس الوقت يخدمون في الجيش الذي يقوم باعمال القمع اليومية التي ينفذها الاحتلال منذ 52 سنة. الذي يعارضونه، كما يبدو، هل يمكن حدوث ذلك؟ في الحقيقة، نعم.

نهاية الاحتلال لا تأتي بالدم والنار، اذا حدث ذلك، وليس من خلال استبدال السلطة. لأنه ليس هناك أي حكم في اسرائيل يتجرأ على انهاء الاحتلال، وليس من خلال أي ضغط من قبل العالم، لأن حكامه ايضا لن يتجرأوا ولن يتحركوا من اجل الوقوف وفرض مقاطعة اقتصادية ناجعة ضد اسرائيل تعمل على انهاء الاحتلال.

الاحتلال يمكن انهاءه فقط عن طريق رفض جماعي جوهري في كل سنة، من قبل آلاف الاسرائيليين، وليس خمسة أو عشرة اشخاص، يعارضون حقا الاحتلال، هكذا في كل سنة مهما احتجنا من سنوات الى حين انهاء الاحتلال. ولكن اذا واصلتم كالعادة القول "هذا جيد، لقد كتبت تعليق ضد الاحتلال وحتى أنني صوت لميرتس"، وتجندتم ببهجة في صفوف الاحتلال فان الاحتلال سيستمر في الوجود، ولم لا، هذا الامر بسيط جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام