الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية ختان الذكور

إسماعيل حسني

2019 / 7 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كان البشر في العصور الغابرة يذبحون أبنائهم ويقدمونهم قرابين للآلهة حتى تحميهم وترزقهم ، ومع تطور الفكر الإنساني واكتشاف البشر لبشاعة تلك الجريمة بدأوا ينادون بتقديم قرابين حيوانية وليس بشرية ، إلا أن هذا كان من شأنه إضعاف هيبة الكهنة وقداسة التقاليد المتوارثة التي تفرض سفك دماء بشرية للحصول على رضا الآلهة ، وبعد لغط يبدو أنه قد استغرق بعض الوقت اهتدى الكهنة في بعض المناطق من العالم ومنها مصر القديمة إلى حل وسط يرضي الناس ويحفظ هيبة الكهنة والتقاليد المقدسة ، وهو تقديم قرابين حيوانية بالإضافة إلى سفك رمزي لدماء البشر عن طريق ختان الذكور ☺️
ولم يكن اختيار الكهنة للختان عن طريق الصدفة أو الوحي ، بل كانت الغلفة التي تغطي حشفة الذكر تشكل مشكلة طبية غير مفهومة آنذاك ، إذ أن فتحتها الصغيرة تسمح بخروج بول الطفل وتتبقى قطرات من البول تحت الغلفة تتحلل بفعل البكتيريا وتُكون مادة بيضاء كريهة الرائحة تُسمى smegma ، ورغم أن هذه المشكلة تزول مع نمو الإنسان ونمو عضوه الذكري ، والرائحة الكريهة تزول بالنظافة ولا تحتاج إلى تدخل جراحي ، إلا أن الكهنة قد وجدوا فيها الحل الوسط المريح ، باعتبارها حسب علمهم آنذاك مجرد قطعة من الجلد ، فلم تكن وظائفها أو خصائصها التشريحية معروفة في تلك العصور 😟
وهو ما نقله العبرانيون عن المصريين في قصة إبراهيم بالحرف ، فتوقفوا عن التضحية بأبنائهم وبدأوا في التضحية بالأغنام من ناحية ، واعتمدوا الختان لإسالة دم بشري يُرضي الإله المتعطش دائما إلى الدماء ، وأعلنوا أن الختان هو العهد الذي بينهم وبين هذا الإله مقابل تعهد الرب بإظهار قوس قزح عندما تمطر السماء ☺️
وعندما جاء المسيح تم ختانه في اليوم الثامن كأي طفل يهودي ، واستمر أتباعه في ممارسة الختان كفريضة دينية ، حتى بدأت المسيحية في الإنتشار بين الشعوب الغير يهودية التي لم تعرف الختان ، فرفضت هذه الشعوب اعتبار الختان شرط للإيمان بالمسيحية ، وتصاعد هذا الخلاف وأصبح يهدد انتشار المسيحية في بلاد اليونان وما حولها ، فعُقد المجمع الأول سنة 50 في أورشليم وتقرر عدم إلزام غير اليهود من أتباع المسيح بالختان ، واتحلت المشكلة ☺️ وأسقط الختان من العهد الجديد نزولاً على رغبة الشعب ، وأصبح غير ملزم في أغلب كنائس العالم باستثناء بعض الكنائس البروتستانتية والأرثوذوكسية المتهودة ، ومنها الكنيسة المصرية ☺️
وعندما جاء الإسلام ، لم يكن الختان شائعا بين العرب إلا لدى بعض الأحناف وبعض أهل يثرب المختلطين بالقبائل اليهودية ، ولكن لأن الإسلام كان مهتما في بداية الدعوة بالحصول على اعتراف اليهود فقد اتخذ الرسول القدس قبلة وصام عاشوراء وأشيع أنه ولد مختونا ، بل ومسرورا أيضا (أي مقطوع حبل السرة) ، كما ذكر الرسول ختان الرجال والنساء من بين سنن الفطرة ، إلا أن الختان لم يرد في القرآن كفريضة دينية ، وعندما أصر اليهود على إنكار نبوة الرسول غضب عليهم ، وأمر بمخالفتهم في كل شيء فتغيرت القبلة إلى مكة ، وأعلن الرسول صوم تاسوعة ، وقال خالفوا اليهود وصلوا بنعالكم ، ولم يذكر عن الرسول أنه كان يشترط الختان لدخول الإسلام ، أو أنه كان يكشف ملابس الرجال للتأكد من ختانهم ، إلا أن اعتياد الأنصار من أهل المدينة على الختان تغلب في الأذهان وتسللت خدعة الختان إلى السنة النبوية وكتب الفقه فيما بعد 😭
وفي العصر الحديث أثبت الطب وعلم التشريح أهمية الغلفة وخطورة الختان على الحياة الجنسية للبشر ، وظهرت العديد من الأبحاث التي تؤكد أضرار الختان وتُبطل مزاعم اليهود بفوائده ، إلا أن النفوذ اليهودى يمنع أية منظمة عالمية من تبني هذه الأبحاث ، ويخشى العديد من الأطباء ومراكز البحث الخوض في هذا الأمر خوفا من الإتهام بمعاداة السلفية والعنصرية ضد اليهود 🤬
وتوتة توتة ، فرغت الحدوتة 😢
#لا_لختان_الذكور_والإناث
#الختان_جريمة_ضد_البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية