الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبقرية صدى الهتاف

علي تولي

2019 / 7 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد كل هذا الملق وهذا الجأر بالنفاق وسوء الأخلاق والغلو في الشقاق، عبر أجهزة إعلام أضحت حراماً على الشعب الثائر وحلال على بغاث الطير من كل جنس، ومازال الفضاء يحمل صدى هتاف الثوار من الشباب والكنداكات بالدولة المنشودة التي تكفل للجميع الحقوق فكانت عبقرية صدى هتاف الثوار دهشة العالم وتوهانه عشقاَ لهذا الإبداع الثوري.. الحرية والسلمية والعدالة.. أرواح العقلاء تحصدها بنادق الجهلاء.. ثورة من عمق العالم المستبطن في العقل الباطن لكل البشر، ثورة تغلي بها النفوس غليانا، خرج أوارها الآن من بورتسودان وأحياء الخرطوم والعديد من المدن، لم نقل إنها استراحة محارب بقدر ما هي كمون الفرسان لجلال الحزن ومهابته بين الأهل بعد تعددت سرادق العزاء، في من كانوا سيفرحوا بالعيد في ساحة القيادة يحلمون بأن تكون أيام الله وأعياده محفوفة باهتمامهم يستصحبونها في غمار الاحتشاد الثوري، فكانت الفجيعة أكبر ولو أن أرواحهم تحوم وتجوب فضاء الثورة في كل الشوارع كل والأماكن العامة والخاصة، تعيد للثوار عزائمهم وسخائمهم، يقيمون أودها ويعجمون عودها.. وكما عهدنا ثورتنا بتزايدها واطِّرادها كل يوم، فستخرج أضخم مما كانت عليه قبل موجة الحزن النبيل على من كانوا بالأمس يرفعون حداء الغناء الثوري وشعاراتها الحديثة، فكم أذكوا القلوب بحب الوطن وكم أبكوا العيون بحلو الشجن الثوري، غابوا عنا كلمح البصر، سقطوا على المتاريس.. خلفها، وأمامها، يفتحون صدورهم عارية أمام زخات مطر رصاص القتل الصادر أمرها من داخل القصر، مدفوعة بإشارة كفيلهم الخليجي وانتهازية الذيلي الجاسوس طه، تم تنفيذ القتل بأيدي المأجورين من جند دعم الإرهاب الجنجويدي المأجور المرتزق، هي آخر أيام تم فيها الإجماع على ألا تفاوض مع المجلس، فضاق بساحة الاعتصام ذرعاً، فكانت الجهالة والحماقة والغباء والرعونة سيدة للساحة، فافتقدنا من فقدنا تساقطوا أمام الأعين فمنهم من تم حمله ومنهم من تم التمثيل به بعد حمله في عربات غير مكشوفة، فثقِّلت أجسادهم بالآجُرِّ الثقيل البلوك، مصفدي الأرجل والأيادي والرؤوس حتى تغوص جثامينهم الطاهرة النقية في النيل لكي لا يعلم أحد أين هم؟ أأحياءٌ همو أم أموات؟ ولكن هيهات فقد تكشفت سوءات ما فعلوه، من ادَّعوا السيادة على دين الله لوحدهم، يقتلون في أقدس أيام الله قداسةً ، وينتهكون الحرمات ويتعدون حدود الله، اغتصبووووا… اغتصبوا الحرائر في نهار الصائمين الموحدين العابدين التائبين المستغفرين بالأسحار، اغتصبوهن في خيام الاعتصام، اغتصبوهن في المشافي والأدهى والأنكى يا بني كوز وهذا ديدنكم، في مسجد الجامعة الذي كان لكم بؤرة كما تزعمون تبثون على منبره ما تمتلئ به لهازمكم وأشداقكم من الإكراه في الدين حتى أتى على مسجدكم أن تُسجَّى الحرائر على سجَّاده، لتُغتصب أمَة الله، ولم يندَ لكم جبين! ولم يرف منكم عليهن طرفُ! إنكم معاشر الكيزان كما نعتكم الشعب السوداني عبر عقودكم الثلاثة: (الكيزان جهاز وسخان)، لم يكن من فراغ، ولكنها أخلاقكم ، والطيور على أشكالها تقع، حتى نخال أنها استمدت سِفادَها منكم، والأن مجلس أمن الإنقاذ أو المجلس العسكري الدموي الإرهابي المستعين بجند دعم الإرهاب السريع، يمثل واجهتكم الحقيقية التي تواجه الشعب بكل هذا القبح وبكل غباء واستحمار، في المدعو كباشي.. او قل الكذباشي.. أو الكذب ماشي، فهو وجميع أعضاء مجلسهم ومن ترصد من خلفه تفاجأوا بعقول الثوار المذهلة وثورتهم المعجزة، فكان صداها بالخارج تغلب على محاولات تكميمهم للأفواه في الداخل عن طريق الإعلام في ثورته المضادة والمعاضدة لتنظيمهم وملكهم العضوض، الذي نرى أن بنيان دولتهم العميقة قد تخلخل واضطرب فاضرب اعضاء المجلس فأخذوا يراوحون بين الاعتراف الواضح والكذب الصراح، وكل هذا من عبقرية هذا الشباب وكل الكنداكات والاطفال بعد أن ارتفعت أصواتهم، عبر الميديا، أدركوا أعضاء المجلس الدموي الإرهابي بشاعة ما هم فيه من الجهل وقلة العقل، والطيش، والسفه، فكانت تصرفاتهم تشي بقصر مدى حيلتهم أمام هذا المد الثوري المتعاظم المتلاطم موج خلجانه.
والجهل كل الجهل قد تكدس على حميدتي سيس وخبير تصريف شؤون الحمير يستحمر الناس في سعيه لتكوين دولة تصريف، ويسعى لتجارة كسدت بين أوساط المجتمع السوداني الذي مورس عليه مثل هذا الغباء من قبل الكيزان في حشد طاقاتهم الخطابية وصناعة المنابر، كأعراس الشهداء المختلقة واستمالتهم بخلق برامج مفخخة بشعائر دينية، أما الاستمالة بالنفوذ القبلي والعشائري هذا ما كان موكولاَ لعلي عثمان محمد طه، في وزارته التي عرف بالتخطيط الاجتماعي بل بالتخبط الاجتماعي، وليس ما يفعله حميدتي ببعيد عن دور يلعبه هذا الخفاش الإرهابي الظلامي بالإدارات الأهلية التي ذهب نفوذها منذ القدم فكثرت نعوت الشعب السوداني لها بالرجعية والتقليدية والتخلف، والرجوع إليها كالرجوع إلى عهد الإقطاع الجائر، وما نركز عليه أننا نقول إن التفاوض عيب صريح لا لبس فيه، فلا يحق لأي كائن من هذا الشعب أن يجلس ليتفاوض مع من كان هذا خلقه: الكذب والنفاق، وسوء الأخلاق، القتل وإنكار القاتل، مع سبق الإصرار والترصد! وإخفاء الجثث، واغتصاب النساء والأطفال والأولاد، واغتصاب الموتى، والاغتصاب في المساجد، والمشافي، والتحرش في الشوارع، وكل هذا يحدث في أقدس أيام الله، في رمضان. يا أخوان من أنتم؟! أخوان مسلمون أم أخوان مستأسلمون لمثل هذه الأفعال.
التفاوض عيب
عارٌ علينا إن فعلنا عظيمُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد