الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية ، يا للعجب !

ثامر قلو

2006 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


آثار وتداعيات الفوضى العراقية بعد سقوط نظام الصنم لم تطال البسطاء من العراقيين ، بل امتدت مع الاسف لتصيب شريحة كبيرة منهم وخاصة من الذين شربوا ونهلوا من المعارف التقدمية واليسارية التي تناصر للانسان وقضيته بعيدا عن أي مفهوم أخر ، ومن بين هؤلاء من يدعوا لنصرة الطائفة عيني عينك وعلى المكشوف كما هو حال الكاتب فالح حسون الدراجي ، واخرون يدعون لها ويؤازرونها خفية مع ان كتاباتهم السافرة تسدل الستار وتكشف المرامي ،

كيف يستطيع المرء ان كان تقدميا أن يتابع قراءات كاتب يساري أو تقدمي أو ماركسي ، وهي تدعوا للطائفية ؟
كيف يستطيع المرء ، ان كان تقدميا حتما من متابعة ما يكتبه الكاتب العراقي المعروف عبدالخالق حسين ، او فالح حسون الدراجي أو وداد فاخر ، وربما عشرات آخرون غيرهم لا نعرفهم أو لايسع المجال لمتابعة كتاباتهم ؟
قبل الطوفان الكبير في التاسع من نيسان عام الفين وثلاثة وبعده بقليل كنت أمر على مقالات كتابنا التقدميين هؤلاء لثقتي الكبيرة في خلفياتهم الثقافية التي لا تحيد عن انتاج الكلمات والافكار التي تؤسس لبناء الانسان بعيدا الطائفية والعرقية وغيرها كثير مما هي زاد وملح الاخرون .
أما بعده فصرت احيد النظر ، ما أن أمر على هذه الاسماء ، ليس لاني لا أكن احتراما لأصحابها ، فهم أفضل حال ، واكثر تفهما لقضايا الاقليات والمرأة و غيرها كثير ، وهو أمر لم يزل يجعلهم في ميزة عن الاخرين ، وانما للاسف والحسرة الناتجة من شبهات الكلمات والافكار الطائفية في كتاباتهم .

دعونا من المماحكات الشخصية ، فقد ينفي بعضهم صفة الطائفية عن نفسه ، وهو ما لا شك سيفعله الكاتب عبد الخالق حسين ، على خلاف فالح حسون الدراجي الذي يتباهى بالمذهبية شعرا وربما عناءا !
في مقاله المنشور في موقع ايلاف ، يدعو الدكتور عبد الخالق حسين لنصرة الفدرالية الطائفية في العراق مروجا لها ومدافعا عنها بلا رتوش !
هو يتصور أن النظام الفيدرالي المؤسس على تقسيم الشعب العراقي على أسس طائفية هو الضمانة لتذليل معضلات العراق وتثبيت استقراره !
أما كيف ، فانهم يضربون لك الامثال عن فيدرالية سويسرا ، وكونفدرالية ألمانيا ، واتحادية جزر الواق واق !

هكذا ببساطة ، يساوى بين هنري ، الانسان الاوربي الذي قضى منذ عشرات ان لم يكن مئات السنين على ترهات العاطفة والغيبية ، قضى على آثارها ومؤثراتها لا بذكاء الفرد بل بسيادة النظام وفرض سلطة القانون سواسية على الجميع ، هكذا يساويه مع عبود او حسين أو ميخائيل ، الذي ما انفك يدخل مخاضا قبل أن يخرج من أخر ، ويدخل حربا ، لم يزل حبيس تداعيات حرب سابقة .

ثم من قال أن هؤلاء الاوربيين يبنون فيدرالياتهم بالاستناد على المؤسسات الطائفية أو المذهبية ، او على تقاسيم البشر العرقية أو المذهبية أو الجلدية ؟
نعم في أوربا قد تنعم أي محافظة بميزات قريبة الشبه من النظام الفيدرالي الاداري من حيث ادارة وتصريف أمور المواطنين ، ولكن شتان ما بين حالنا وحالهم ، وما بين ظروف شعبنا و ظروف شعوبهم .



قد تكون زله ، والاستاذ عبد الخالق حسين منها براء ، ان كان القصد من رؤاه وأفكاره انتاج مثل هذه الفيدراليات الادارية التي تخدم البشر وترفه عنه وتسهل أموره قبل أي شي اخر ، لكنه من الجانب الاخر يحق لنا التسائل ، ان كانت الفيدرالية التي يدعوا لها الاستاذ عبد الخاق حسين يصاحبها شبه ، أو أي تقارب في الهدف والمضمون منها ؟
دعونا نؤسس كما يحلوا للدكتور عبد الخالق حسين فيدرالية الشيعة ، وفيدرالية السنة ، وفيدرالية الكرد ، فماذا عن الفيدراليات الاخرى ؟
أليس من حق الكلدوآشوريين تأسيس فيدرالية خاصة بهم ، كما يجب أن يكون حال التركمان والشبك والايزديين وغيرهم ؟
اذا كان الكاتب عبد الخالق حسين التقدمي واليساري يتغافل هذه الشرائح وينكر لها حقها بالفدرالية ، فلن يعيرها اهتمام ذا شأن غيره حتما،ولكني للحق أقول ، فان ما مررت بصدده حول هذه الشرائح لم يكن الا كمزحة ثقيلة ، أو التذكير بأن للعراق امتدادات أخرى لا يجب التغافل عنها .

لا بأس ، لنكف عن المعارضة ، ونرفع رايات الاستاذ عبد الخالق حسين ونؤسس الفيدرالية الشيعية كما يحلو له ثانية ، فماذا بعد ؟
هل شعبنا العراقي في الجنوب مؤهل في هذا الواقع المرير لتقبل فكرة الفيدرالية وتسخيرها لخدمة الانسان في الجنوب العراقي في المجالات الحياتية في جانب ، والاسهام في تقوية الاواصر بين مكونات وطوائف الشعب العراقي في الجانب الاخر ؟
العراقي ، سواء في الجنوب أو في أي مكان من العراق الكبير ، يعيش أياما وأوقاتا عصيبة ، فهو كالتائه ، أفقدته مرارة الايام الطويلة كثيرا من أركانه ، أو هكذا يستقتل كثيرون ، وليس من بينهم حتما الدكتور عبد الخالق حسين من اضاعة بعض بقايا بوصلته .
نستبشرك يا دكتور ، ان الفيدرالية الشيعية ستتحول حديقة خلفية للجمهورية الاسلامية التي تحاربها في كتاباتك ، ليس لكي يصولوا في هنيهاتها لعبا بل لضمها الى الدولة الام الرؤوم وستجد مئات الالوف يرقصون طربا لحلاوة الفكرة وعاطفيتها .
ألم يرقص كثيرون طربا للوحدة العربية ، وكان همهم يوما تقديم العراق قربانا لها ؟
ألم يرقص كثيرون زمنا أو أزمانا طربا للوحدة السوفيتية على بعاد المسافات ؟
ما الذي يحول هؤلاء عن طلب الرقص مع الجمهورية الاسلامية ولو حتى كومبارسا في حدائقها الخلفية ؟ بماذا يختلف هؤلاء عما سبقهم ، فالزمن حاليا هو زمنهن ، أليس كذلك أيها السادة ؟
وبعدها ، كيف يكون حال بغداد لو سلمنا بما يقول الاستاذ عبد الخالق حسين ، فهل ستؤسس فيدرالية في جانبها الكرخي ، واخرى في جانبها الرصافي ؟
وان كان هذا مرادا ، فكيف تحل معضلة الاقليتين في الجانبين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان