الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كاليري دهوك اسطورة اليوم وحضارة للمستقبل
سيروان شاكر
2019 / 7 / 31الادب والفن
كاليري دهوك اسطورة اليوم وحضارة للمستقبل
المكان الذي ينبع منه الجمال وبالتالي فهي السعادة الدائمة للانسانية.
منطقة لا تخضع لاي قوانين مادية او ايدلوجية انها حرة في ذاتها ومنطقية في ادائها الحسي، تكثرفيها معاني الابداع من عمل الى اخر- اعمال تمتاز بالحقيقة الانسانية وبالعلاقات الوظيفية في وقائع كلية تقوم في ادائها جمالا وتحقق ذاتيتها واقعا تحاول التوفيق بين مبادىء العقل والخيال وبين ماهو موجود في الطبيعة، لتعبر هذه الاعمال والعلاقة الوظيفية بينها عن وعي استحضار المعطيات الحسية لتغدو فيما بعد نتائجا ابداعيا للعمل الفني وهدفا انسانيا موضوعيا في نسق منطقي يسير العالم الطبيعي وفقا لها، هذه الاعمال ليست مجرد عبارات لفظية بل هي اعمال ترمز الى حقيقة العالم بين الكليات بوصفها حقائق حسية يعبر عنها الفنان فكريا وجسديا وادائيا وبين رموز تقوم على مجردات ذات طبيعة وجودانية لحقائق تأصلت في الذات.
(كاليري دهوك) برجماتية جديدة في دراسة ماهو حقيقي ويعرض اعمال مثالية باساليب يغلب الفكر عن الواقع ويغلب اللاوعي عن الوعي- تحقيق اللامشروعية في عالم الواقع عبر الاحساس، اذ يتلمس الفكر عبر الادراك الحسي بحثا عن الاشياء الحقيقية في عالم الخفايا الذاتية لتؤدي غرضها من اللاوعي بفهم الوعي عن قواعد كانت غائبة عنها- تتطابق مع الواقع لاستكمال هذا العالم عن طريق الفن وهنا عن طريق الفن التشكيلي بالاخص، علاقة حقيقية بين جميع العوالم الحسية والمادية ليكون لها اثرا في الفكر الانساني.
يقوم الفنان التشكيلي شيراز عزيز الذي كانت له صفقة كبيرة مع الخيال لاستقطاب الرموز المادية وتحويلها الى عوالم واشياء حسية، كان هدف عزيز واضحا منذ توليه ادارة التشكيليين ووضع منهجا ابداعيا للكاليري (كاليري دهوك) فشخصيته تؤهله ان يكون في هذا المكان ليغير من صورة الواقع دون تردد ويؤكد دائما في عبارته اننا جئنا لنزيل هذا العالم من جذوره ونخلق عالما يدركون فيه ذواتهم ويكون هدفهم صنع المستقبل في الخيال. بهذا ينهي شيراز هذا الفنان المبدع مقولته فيبدأ النقاش بين الاطراف المشاركين- لقد كان وما يزال الصوت النابع في عالم الحرية عالم الخيال والابداع.
ان دور مثل هذه المراكز الفنية العالية القيمة كبير من جميع النواحي فهي اساس لكل حضارة نظيفة وقيمة وهي التي تحدد طبيعة الوجدان البشري من خلال كل عمل فني عل حدى- فكان لكاليري دهوك تاريخا مصاحبا بضوء الحقيقة وليس مجرد كلمات زائفة كما يستعملها البعض للترويج لحقائق بعيدة عن الواقع او من اجل غرض معين ليس له اي قيمة انسانية- فايضا كان له الدور في تغيير مسار الحركة وصور المحسوسات على نحو فعال فيكيف المشاهد ذاته تبعا للاعمال الابداعية التي كانت تعرض ضمن بيئة الفن لتساعد الفكر في حلول تفك رموز مجازية تستأثر اهتمام المشاهد وبدورها تدفعه لاستكشافها والتعامل معها فكريا، ان مسيرتها مرهونة بالوجود البشري لتكوين مخيلة معرفية لدى المشاهد ويعد العنصر الاساسي للعملية الابداعية، فمدى تاثير المشاهد بهذه الاعمال انما يجعل من الفنان ان يبحث عن الحقيقة في النظرة التكاملية الانسانية اكثر فاكثر وهذا ما حصل بالفعل فمنذ تاسيس هذا الكاليري كانت مسيرته واضحة من المؤسسين الى عهد شيراز، لقد تنوعت المفاهيم وتنوعت الاعمال وتنوعت والاراء والافكار وكان لكل هذا هدف واضح ومعين لايمكن انكاره، تلك المساحة الصغيرة في دهوك بجدرانها المزينة بالابداع والاحاسيس فهو قدر عظيم في غاية الاهمية ذلك ان هذا المجال قد تجاوز كل المفاهيم والاعراف الانسانية لتصنع معنا حقيقيا للوجود الانساني بمفاهيمه واعرافه الحديثة والمعاصرة فهو يتيح للانسانية اختراق عالم الجمال ويصنع اجواءا خارج حدود الادراك وفي النهاية يصنع سمفونية يغذي بها معنى الانسانية ويقيم جماليته، فيظل الفن في كردستان بمعناه التراثي والحضاري مسيرة بارزة في صنع الحقيقة الذاتية وليس اكثر مواجهة كبرى من اجل تحقيق الرؤية الصحيحة لمعالجة الفضاء الثابت الذي لايحاكي شيئا وتظل اشكالية معالجة الفضاء ازاء ما يقدمه هذا الكاليري المسالة التشكيلية الحقيقية فما يفعل هذا المكان ليس الا بناء عصر جديد من الوعي الجمالي الذي لطالما كان غائبا لفترة طويلة وخصوصا في غياب هذه الاماكن القديرة والقيمة، فهو محرك لتأمل جديد وجميل اسرت الحس في صورة مقدسة ثم اسس حركة انتاج جديدة ليعلن الانفتاح نحو تعددية الاساليب الانسانية بمفهوم واحد الا وهو تعزيز الفعل الانساني في التقاط مفهوم المعرفة التي تغدو حاضرة كما تتكشف في الادراك الحسي على نحو ما تتبدى بوصفها جزءا كبيرا في الخبرة الحسية وهكذا ينتقل الفنان من مبادئه الفردية بتحليل فكرة الجمال بوصفها مواقف مستمدة من الواقع الطبيعي فقط لكشف واظهار ميول وحاجات الفنان وتنميتها عن طريق الممارسة الابداعية وعرضها في هذا المكان المقدس حسيا وذاتيا فصورة النتاج الاخير لاتظهر او لا تكتمل صورته الا وكان له مغزى اعمق من الخواص المكملة لصورة الذات او صورة العمل الفني.
كاليري دهوك اوسع صورة لاظهار هذه الخفايا استنادا لما تقدم طيلة السنوات الماضية من عروض ابهرت المشاهد الحقيقي والمتذوق الفني- ولا ننسى دور مديرعام الثقافة والفنون في دهوك الفنان المسرحي (ايوب رمضان) الذي سعى جاهدا لانجاح واكمال مسيرة الفن في هذا المكان الحي روحا وجعل منه ظاهرة ابداعية في منطقة قلما نجد فيها مثل هذه التجمعات الابداعية بمظهر حقيقي – صادقا- جماليا- واعيا لمقدراته الذاتية وايضا لاننسى دور الفنان التشكيلي (فمان اسماعيل) الذي كان احد اعضاء انجاح هذا الكاليري من وظيفة ادائية ووظيفة ابداعية جنبا الى جنب مع الفنان شيراز عزيز، فهم من خيرة الفنانين المنجزين في دهوك وكاليري دهوك. وفي رحلة هذا الكاليري قد شارك ابرز الفنانين المبدعين صورة واحساسا منهم:
1- سعدي عباس البابلي
2- خالد النعيمي
3- سيروان شاكر
4- عبدالرحمن وحيد كلحو
5- محمد عارف
6- مريم البحايري
7- شيراز عزيز
8- فمان اسماعيل
9-كوهدار صلاح الدين
10-جمال سليم
11-سمير دوسكى
12-فهمي بالاي
13- دارا حمه سعيد
14- زيرفان علي عبدي
15- دلشاد نايف
16- حسن عبدالغفور
17- سليمان علي
18- رشيد علي
19- دادفان محمد شرف
20- فتاح محمد
21- محمد فتاح
22-جوتيارنذير
23-دلوفان محمد امين
وغيرهم من الاسماء اللامعة في عالم الفن التشكيلي وعذرا قد لم نذكرهم بالاسماء الا ان معظم الفنانين التشكيليين لهم الدور في بناء هذا الصرح الحضاري والانساني والابداعي.
الكاتب.. سيروان شاكر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ذكرى وفاة الفنان الراحل أحمد سامي رحمة الله عليه ??
.. من سوريا إلى الولايات المتحدة.. رحلة شغف بالموسيقى والجيتار
.. فنان بولندي يحتج وحيدا أمام السفارة الإسرائيلية في وارسو
.. أحمد بدير وإدوارد يؤديان واجب العزاء في زوج الفنانة بدرية طل
.. برغم إصابة قدامها الفنانة وفاء عامر تقدم واجب العزاء في زوج