الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن - الكولكة -

غسان صابور

2019 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


وعــن " الـــكـــولـــكـــة "
كتب صديق مراسل فيسبوكي من مدينة اللاذقية ما يلي :
" عم حاول كولك... بس ما عم يطلع معي "...
فجاءته تعليقات مختلفة حيادية... ما عدا واحدة من فيسبوكية عتيقة بعيدة.. تقول :
إبحث عن شبيح.. وامدحه!!!......
(الكولكة كلمة عامية سورية تعني الكلام عن كل شيء ولا شيء.. يعني طق حنك فارغ.. وكلام حيادي جدا لا طعم له ولا لون.. ولا أية مسؤولية)...
أما أنا فأرسلت له ما يلي :
يا صديقي الطيب
أستغرب عجزك اليوم عن "الــكــولــكــة"... علما أنها تاريخيا موروثات كاملة عاداتية وعرفية دارجة عتيقة معروفة.. بعالم الرياء المشرقي عامة.. والسوري خاصة... ألا ترى المحادثات الهاتفية كيف تبدأ دوما بسلامات وتحيات واستفسارات عجيبة غريبة عن العائلة والعشيرة كلها والصحة والعافية.. حتى مع مريض متعب... تدوم أكثر من ربع ساعة... وبعدها صلب الموضوع والغاية.. لا تدومان أكثر من دقيقة أو دقيقتين...
يا صديقي... كلما أقرأ كلماتك الصباحية.. غالبها... يمكن أن يتحول إلى دراسات وأطروحات جامعية بعلم الاجتماع Sociologie... ولكن ماذا تبقى منه يا صديقي الطيب... ماذا تبقى من المجتمع والاجتماع؟؟؟!!!...
وحتى نلتقي...
*****
ــ نعم عندما أنظر لمجتمعاتنا المختلفة.. هــنــاك و هــنــا.. وخاصة هنا.. عندما تسمع المحادثات والكلمات.. وخاصة خلال السنوات الثمانية الفائتة.. عن نقص الغذاء والعناية والدواء.. ونقص الغاز والكهرباء.. وقليل يتكلمون عن ضيق التنفس والكلام.. بالمناطق التي ما زالت تهيمن عليها جحافل المقاتلين المحليين والغرباء.. وتفجير البيوت والطرقات.. وهيمنة الشريعة التي تمنع وتحرم أبسط الحريات الإنسانية... وهنا.. وهنا بالسهرات والاجتماعات والحفلات.. أهم الأحاديث تدور عن السيارات والفيللات.. وآخر
الماركات.. وعن التبولة وأفخم الأكلات.. وعن الطقس والنزهات... وعما يملكون ـ هناك ـ مما لم يتفجر ولم يتهدم.. كأنما كل شيء.. تمام... تـــمـــام!!!...
ولا أية كلمة واحدة عن تكاثر وتفجر وازدهار الفساد كضرورة مقبولة.. وعادة مسموحة.. نظرا لحالة الحرب... بدلا من السعي هنا وخاصة هناك للبحث عن أفضل الطرق لإصلاح البلد وإعادة وحدته.. وغسل كل ما هيمن عليه من فكر وعادات وقوانين مكركبة لا إنسانية.. مجنزرة.. ما زالت لا تسمح ولا تقبل أي تطور أو تفهم لما جرى من مصائب ونكبات...
هذه كلمات تغضب وتزعج هناك.. وما زالت غير مقبولة هنا... ولكنني كما تعودت وكما أكتب من سنوات.. لا أستطيع سوى الحقيقة.. ولا شيء سوى الحقيقة.. لأن الصمت عن الحقيقة.. والصمت عن الضلال والخطأ.. مشاركة كاملة بالضلال والخطأ... وأخطر منهما الــحــيــاد... الذي حولت العادات والأعراف والقوانين " والكــوكــلــة" جنزرتنا به منذ طفولتنا وفتوتنا ورجولتنا وكهولتنا.. الاعتياد عليه واتباعه أبدا... ولهذا السبب غادرت البلد!!!...
***************
هــامــش حقيقي بسيط...
ــ حــالــتــنــا الــواقــعــيــة... هـــنـــاك :
لا حاجة لحمل لقب دكتور بالسياسة.. وما أكثر حاملي هذا اللقب هناك وهنا... لتفهم حالة هذا البلد اليوم هناك... وأن الأصدقاء وأشباه الأصدقاء كلهم.. والأعداء.. وما أكثرهم.. لا يرغبون على الإطلاق أن يعود سلام كامل حقيقي لهذا البلد.. وإنه سوف يبقى على حالته بلا تغيير Statu Co... لأن مصالحهم واستراتيجياتهم وتجاراتهم ــ من الواضح ــ أن يبقى البلد على حالته الجامدة بلا تغيير... وجل ما أخشى تقسيمه وتجزئته.. أو على الأقل " لــبــنــنــتــه " بتقسيمات طائفية.. حسب المطالب والمصالح والعنتريات الأردوغانية.. يحصل فيها على مناطق حدودية سورية.. يطمع بها من سنوات...
من كان يحلم بسنة 1948 أن فلسطين سوف تجزأ وتقسم... وها هي اليوم ضائعة مفقودة بكاملها... من كان يفكر ويخطط؟؟؟... من كان يحذر ويسعى ويبني ويدافع؟؟؟...
حذري وخوفي وألمي ويأسي وبأسي على بلد مولدي سوريا... أن يضيع... أن يضيع إلى إلأبد... بحياد وصمت مجرم من هــنــا و هــنــاك!!!... كما ضاعت فلسطين وعديدة من البلدان التي لم تحذر شعوبها وسلطاتها ومن تبقى من مفكريها... وخاصة لأنها لم تخطط رؤية صحيحة للمستقبل............
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدّد بإعادة لبنان -إلى العصر الحجري- حال اندلاع حرب


.. ما أبرز الملفات التي سيتناولها ترمب في المناظرة الرئاسية الأ




.. ديموغرافيا الولايات المتأرجحة.. كيف سيكون أثرها على الانتخاب


.. بايدن وترمب وجها لوجه.. ما أسباب تضاعف أهمية المناظرة بينهما




.. الولايات المتحدة تشهد مناظرة -تاريخية- بين الرئيس الأمريكي ب