الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدسية والهتلية

عبدالله عطية

2019 / 8 / 1
كتابات ساخرة


يبدوا ان مصطلح القدسية التحق في الأونة الأخيرة بأخوانه من مصطلحات التي يتعمد السياسي الأسلامي ورجل الدين ان يلحقها بأسمة، فالمقدس والقدسية والخطوط الحمراء وغيرها التي إعتدنا على سماعها بمبرر او لا، المفرح اليوم أصبحت مدينة كاملة مؤطرة بالقدسية، لماذا؟ لا شيء فقط لأنه فتاة تعزف على الة الكمان، لماذا؟ لأن الفتيات ترقص؟ لماذا؟ لأنها كربلاء، اي غباء هذا الذي يجعل شخص يخاف من فتاة ترقص، يخاف الجمال، يخاف فرح الناس، هؤلاء الهتلية والسفلة من تجار الموت والدين والسياسة يخافون على مصالحهم اكثر من مخافتهم على الحسين ومكانته، او على كربلاء حتى، يخافون ان يستقر الناس ويعوا ماذا فعلوهم ليفعلوا بهم مافعلوا هم أنفسهم بالجلاوزة من اصحاب قائد الضرورة ومن مشى على خطاهم، فالأيام تدور لكن الناس لا تنسى.
العراق منذ ستة عشر عام لم يرى النور بسبب هؤلاء مدعي الدين والزهد، الملايين قتلت وهجرت وهاجرت فقط ليبقى فلان في منصب ما، انا اسأل هنا كل تيار اسلامي في العراق ماذا قدمتم للعراق؟، لا شيء اكيد وبعدها يأتي احدهم يشعر بالخجل من الحسين لتنظيم حفل لبهجة الناس وسعادتهم، ولا يشعر بالخجل كون الالف من الاطفال بلا طعام ويعملون في تقاطعات الطرق، لا يشعر بالخجل من استغلال حاجة نساء الشهداء تحت مسمى المتعة، لا يخجل حينما يعتلي رجل الدين المنبر ويحرض على قتل الاخر، لا يخجل من سرقات السياسيين واستغلال مناصبهم، هل يعقل ان فتاة واحدة مع الموسيقى هزت عروشكم وحركت غيرتكم على القدسية؟، لكن للأسف رجل الدين في العراق يملك القابلية للحديث عن اي موضوع، الا المشاكل التي يسببها هو للمجتمع.
القرآن كنص وكتاب سماوي مقدس حسب علمي لا يحتوي اي نص يحرم او يمنع الطرب والغناء، اذن لماذا هذا اللغط والكلام الفارغ، هل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ ولا تقولوا السنة والصحابة والحديث المنقول والمنسوخ وهذه التفاصيل من الروايات التي تصنعونها لأن تأريخكم محض زيف وكذب، لذا ان هذه الهجمة حول إستضافة البطولة لها اجندتها التي تتعلق بحوانب الاستثمار والمشاريع وغيرها ممن لا يطلعون الناس عليها، فقط يحركون جيوشهم الالكترونية والطبالون من اتباعهم، لتحقيق ما يرمون اليه عن طريق الضحك على عقول الناس بالمصطلحات الرنانة والخطب والمواعظ الذين هم انفسهم لا يتعظون منها، فقط من اجل السيطرة على عقول الناس وتوجيهها الى القضية التي يريدون.
شيء اخر هنا ينبغي الالتفات اليه هو الجمهور الحاضر في ملعب المبارة كان مستمتع من العرض الذي قدم ومن مشاهدة المباراة، لو نفترض ان هذا الجمهور كان رافض العرض وفق قانون القدسية، لماذا لم يحتج حينها؟، لماذا لم يغادر الملعب؟ لماذا لم تخرج الناس في احتجاجات على هذا الافتتاح مثلما خرجت على احزاب الاسلام السياسي الفاسدة؟ من اجابة هذه الأسئلة سوف تعرفون ان لا شيء مقدس، وان القداسة هي نوع من حماية انفسهم ومناصبهم، القداسة فقط خوفاً على مصالحهم.
لذا انا كمواطن عراقي اطالب الجهات التشريعية بضرورة تشريع قانون مدنية المدن، ويكون موازي لقانون قدسيتها، حتى لا يغلب التطرف على المجتمع، لضمان حرية الناس الشخصية، وكذلك من اجل التوازن الفكري في المجتمع، لان موجة الاسلاموية اجتاحت المجتمع وباتت تسيطر عليه، لذا اعتقد ان هذا القانون سوف يمون ضروري جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس