الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كربلاء ...ورقصة السامبا

اسماعيل موسى حميدي

2019 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الشرف ليس له معنى في قواميس اللغة ،ومعناه الحقيقي يكمن في النفوس مثله مثل القدسية فهي كلمة ليس لها معنى محدد في بطون المعاجم بقدر ما يتوافر معناها ويفهم في نفس كل انسان وبحسب عقائده .
احد الاشخاص يتحدث في مجلس، وفي سياق كلامه ذكر مدينة كربلاء ،فرد عليه أحدهم، قائلا له عليك ان تقول (كربلاء المقدسة) ،لانها هكذا تسمى .
وبالحقيقة أضيفت كلمة (مقدسة) الى إسم كربلاء بعد 2003، ولو تخيلنا الامر، فلربما اضيفت هذه الكلمة بمقترح من خالد العطية مثلا او محمود الحسن وهو بمزاج رائق واصبحت رسمية ،ومن لاينطق بها فهو أثم وينتقص من قدسية المدينة.
ولو سألنا أنفسنا هل نحن كنا أثمين قبل الافاضة بكلمة مقدسة واقترانها بكربلاء في المخاطبات الرسمية،وهل كربلاء تصبح مقدسة بامزجة وبكلمات ، الجواب طبعا لا ،لان القداسة تكمن في النفوس ، فانت مثلما تضمر احتراما خاصا وقيمة اعتبارية لا تزحزح لكل شخص داخل نفسك ،فبالتاكيد ان هناك قيمة روحية قدسية اعتبارية لكل العقائد التي يمتلئ بها جوفك.
وهنا نقول القداسة لا تتحدد بامكنة ولا بإزمنة
لو ان الحكومة اصدرت قرارا يخضع ملعب كربلاء ضمن حدود محافظة جديدة مستحدثة ،هنا ،هل ان موضوع انتهاك كربلاء سيتغير من عازفة الكمان ،وهل القدسية تحددها حدود ادارية يتفق عليها سياسيون مصلحيون.
لماذا القدسية ،وكيف تحصل القداسة ،ومن يفهمها من الناس... لم يسجل التأريخ الاسلامي، بان سلوكيات المسلمين كانت تتغير بحضرة النبي( ص) الذي كان ابسطهم سلوكا وتواضعا ،ولم نسمع برواية ان المسلمين بوجودهم قرب النبي(ص) كان لهم سلوكهم الخاص وعند الافراغ منه يتبعون سلوكا آخر سوى المنافقين ، كان الحلال واحدا والحرام واحدا وقيم الاشياء واحدة، وهذا ماكان يدعو به النبي (ص) كل الناس الى يوم القيامة.
بمعنى ان السلوك الحرام الذي تؤمن به وتحدده المرجعيات الدينية، لابد من ان يكون في كل الامكنة والازمنة والاصقاع ،مثلا اذا كانت الموسيقى محرمة ،فعلى رجال الدين ان يستنكروا على كل اداء لموسيقى في اي بقعة من امكنة جمهورهم الاسلامي، فالحرام نفسه حرام في داخل الكعبة وخارجها.
واعتقد التجربة في ايران مستوعبة تماما للفكرة ،ففي ايران عند ضريح الامام الرضا (ع) تدخل للضريح بخفيك بعد ان تضعهما في كيس ،تصطحب جوالك معك وتلتقط السيلفي مع المزار ،الحجاب يحاسب عليه داخل الضريح ضمن قانون يسري على كل الجمهورية الاسلامية، فتحاسب النساء على الحجاب داخل المزار مثلما تحاسب في ابعد محافظة في ايران وبنفس الالية ونفس قانون الانضباط.فليس هنا حرام وهناك حلال.
سؤال اخير الى الحكومة
كربلاء مدينة مليونية الزائرين وعلى مدار السنة ،وتتفوق عالميا في خصوصيتها،بالوقت الذي ليس فيها طريق حولي مثمر او مترو متواضع وخدماتها مخجلة، والزائرون يخرجون من المدينة بعد كل زيارة على ظهور الستوتات لتبدو المدينة وكأنها تعرضت لتسونامي...
من الذي فكر ان يبني ملعبا وسط هذه المدينة الباكية على مدار السنة، الا يفكر بالوفود الرياضية، الا يفكر بمهرجانات الرياضة العالمية ،الا يفكر بان الرياضة اصبحت عالمية الايقاع وترتبط بقانون دولي يحكمها بمراسيم موحدة.
ماذا لو قدر لفريق البرازيل ان يرقص رقصة (السامبا) بعد فوزه في ملعب كربلاء ونحن منشغلون بطبخ الهريسة في محرم ...الا توجد مدينة محايدة غير كربلاء يبنى فيها هذا الملعب الرياضي.
الشابة ممشوقة القامة التي هيجت الضجيج بصريخ كمانها الوسيم والتي انقسم الجمور فيه الى فئات ،حسب رأيي الشخصي ،عندما شاهدها الجمهور في الملعب ربما هيجت غرائزه، ولكن لايختلف ذلك عند مشاهدة رجل الدين لمذيعة في قناة دجلة او الحرة او غيرها في التلفاز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن