الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجناح الالكتروني

عبدالله عطية

2019 / 8 / 2
الصحافة والاعلام


أعرف أن عنوان اليوم غريب لكن واقعي، ربما يمزج بين حالتين من الوضوح والإخفاء، لكن هذا الموضوع ضروري للمجتمع ان يعرفه ويطلع عليه كونه يعمل على وتر حساس من حياة الناس، فالأحزاب السياسية هنا عمدت بعد إنتهاء الحرب الأهلية بين عامين 2004 والى 2007 الى تشكيل الجناح الإعلامي لكل حزب، ويكون هذا الجناح بمثابة باب من أبواب الدعاية والتطبيل للحزب وشخصياته، فبعد ان نجحت في تعميق الشق في المجتمع عن طريق القتل على الهوية والتهجير، بدأت تبث السموم وتلوث عقول البسطاء عن طريق جناحها الإعلامي، الا هذه الأحزاب ذكية وخبيثة في الوقت ذاته لتدرك ان الصحف لا تستطيع ان تلعب الدور الإعلامي الذي تريده، كون قارىء الصحف واعي بما يكفي لكي يفهم ما تريد إيصاله، لذا تحولت الى التلفاز والراديو، كونه اكثر انتشاراً وتأثيراً في عامة الشعب، لذا فأن عدد القنوات ازداد بطريقة سريعة وملفتة للنظر، وبالتالي أصبحت الأحزاب تملك مؤسسات إعلامية كاملة، من وكالات أنباء وصحف واذاعات وقنوات تلفزيونية لتحكم السيطرة على عقول العامة.
بدأ زمن الجناح الالكتروني بالظهور مع موجة انتشار الانترنت في العراق في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013، فقد بدأت حركة الأحزاب في التواصل الاجتماعي عن طريق صفحات رسمية ناطقة بأسمها ومن ثم بعض المنشورات من المؤيدين لها، الا أنها أدركت بعد فترة وجيزة جداً ان هذا الجانب من المجتمع الذي أصبح متنفساً للناس غير مسيطر عليه، ولا بد التعامل معه بجدية، فعمدت الى إنشاء جيوش الكترونية لا تقل أهمية عن الجناح المسلح وتأثيره في الواقع، وكذلك المؤسسات الإعلامية التي تملكها، لذا أصبحت هذه الأحزاب في صُلب الواقع وتستطيع التأثير فيه وتغير إتجاه الرأي العام في الإتجاه الذي ترغب به ببساطة، لأن الناس لا تدرك أن الواقع الإفتراضي ايضاً مسيطر عليه.

الجيوش الألكترونية هذه تملك صفحات بأعداد معجبين كبير ولها سطوتها في الواقع الإفتراضي، ميزانياتها انفجارية، تمول كما في اجنحة الاحزاب الاخرى من مال الفساد السياسي، تتركز الية عملها على مبدأ دس السم في العسل، فهي تنقل اخبار اعتيادية ويومية وفجأة تشاهد خبراً بالضد من حزب او كتلة ساسية منافسة، وللأسف ان الناس تصدق وتحسبها انها فساد، الا انها لا تعرف ان هذه الجهة تحاول توجيه العامة نحو هذه القضية للتغطية عن قضية قام بها الحزب صاحب الجيش الالكتروني هذا، او عن طريق القيام بحملة هاشتاكات حول قضية في المجتمع او قرار سياسي، هذه العملية تتبنها النخب المثقفة والتي لها سطوتها في الشارع من كتاب وإعلاميين موالين للحزب هذا او ذاك ومن ثم يتبنها البقية من اصدقاءهم ومجعبيهم وهكذا تنتشر دون علم الناس بحقيقة عمل هذه الشخصية مع هذا الحزب او ذاك.

ابرز مثال عما تكلمت أعلاه هو حادثة دارت قبل يومين، تتلخص في تسلم نائبة سابقة لدورتين برلمانية ورئيسة كتلة، معروفة بطائفيتها وعنصريتها منصب مستشارة لشؤن المرأة، وبعد ان قامت الناشطين والناشطات بتبني حملة بأنه هذه النائبة لا تمثلهم، فجأة وبلا مقدمات ظهر موضوع القدسية وحفل افتتاح بطولة غرب أسيا من اجل تغيير إتجاه الرأي العام نحو قضية ثانوية، قد لا تمس حياة الناس بقدر ما تمس هذه الدرجات الخاصة حياة الناس، وللتذكر ايضاً لا احد يعرف كم عدد مستشارين رئاسة الجمهورية والوزراء الى اليوم وكذلك الدجات الخاصة الملحقة بها، ذكرتها فقط ليعرف القارىء كيف يتغلغل الفساد في جسد الدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #


.. واشنطن تحذر.. هجمات حزب الله شمالي إسرائيل قد تؤدي لحرب -غير




.. الجيش الإسرائيلي: استدعينا مقاتلين برا وجوا لمنع اختطاف جثث


.. محتجز إسرائيلي أنقذ من غزة يدعو حكومته إلى التوصل لصفقة تباد




.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ