الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدد مكان الطرق

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قصة ذات عبرة ومعزى
قصة واقعية رواها لي بطلها
تعطل محرك سفينة عملاقة فجأة بعرض البحر وتوقفت السفينة دون حراك تتجاذبها أمواج البحر وأنواؤه الشديدة وساد هرج ومرج ممزوج ببعض قلق وخوف، فاستعان أصحاب السفينة بجميع الخبراء الموجودين على متنها واستشاروا الطاقم الخبير المحنك دون جدوى تذكر، ومع ذلك لم يستطع أحد منهم معرفة كيف يصلح المحرك ورفضت المحركات الدوران وتمنعت السفينة عن الإقلاع، فاضطروا، والحال، لإجراء اتصالات خارجية مع شركات بالبر إلى أن أتاهم الرد بأن خبيراً محنكاً قادم إليهم بطائرة هليكوبتر على وجه السرعة وهو رجل عجوز بلغ من العمر عتياً ويعمل في إصلاح السفن منذ أن كان شاباً، ويحمل بيديه حقيبة أدوات كبيرة معه ويحمل في دماغه، وهو الأهم خبرة ومعارف السنين الطويلة، وعندما وصل وترجل من الطائرة راح يذرع السفينة جيئة وذهاباً .
ثم، ودون أن يتوجه بالكلام لأي منهم، أو ينبس ببنت شفا، تركهم ونزل أسفل السفينة وولج محركاتها العملاقة وراح يفحص المحرك بشكل دقيق كطبيب ماهر ضليع، من القمة إلى القاع. كان يتقدم رويداً رويداً وبهدوء بالغ وهو يتحسس كل مكان تطأه قدمه، يتوقف قليلاً ثم يعاود الحركة..كان هناك اثنان من أصحاب وطاقم السفينة معه يراقبانه باهتمام بالغ ويريان ما هو فاعل، راجيان أن يعرفا ماذا يفعل لإصلاح المحرك. بعد الانتهاء من الفحص، ذهب الرجل العجوز إلى حقيبته، وأخرج بهدوء مطرقة صغيرة وجلس يطرق على جزء من المحرك. وفوراً، ولدهشة الجميع، عاد المحرك للحياة، وبدأ هدير المحركات يغلب على هدير الأمواج، ودبت الحياة من جديد بالسفينة وسط أهازيج وأفراح وصيحات البحارة، ومن ثم، وبنفس العناية والهدوء والروية، أشعل سيجارة، وراح ينفث دخانها وهو يتأمل ويتأكد من عودة الروح للسفينة الجاثية في عرض البحر، وبعد فترة التأكد من الجاهزية أعاد المطرقة إلى مكانها ومضى في سبيله. لقد تم إصلاح المحرك ودبت الروح مجدداً في أوصال السفينة وعادت كخلية النحل للعمل تمخر عباب البحر الأزرق اللا متناهي .
بعد أسبوع من ذلك استلم أصحاب السفينة فاتورة الإصلاح مذيـّلة بتوقيع من الرجل العجوز وقد بلغت عشرة آلاف دولار دولاراً ينطح دولارا
يا للهول صرخ صاحب السفينة؟ عشرة آلاف دولار لربع ساعة من العمل، وهي بالكاد طرقة خفيفة بمطرقة على قطعة حديد!!!! ذهل طاقم السفينة أيضاً، وهتف معه مستنكراً، نعم “هو بالكاد فعل شيئاً”، ما هذا الرجل الطماع؟
لذلك اتفقوا على أن يكتبوا للرجل العجوز ملاحظة تقول: “رجاءاً أرسل لنا فاتورة مفصلة بتكاليف العمل.”
بعد فترة وصلهم الجواب من الخبير المخضرم وكانت الفاتورة كالتالي :
الطرق بالمطرقة ……………$1.00 دولاراً واحداً فقط
معرفة وتحديد مكان وأين تطرق……………$9999.00 تسعة آلاف وتسعمائة وتسع وتسعون دولاراً...
التوقيع شيخ الكار..
تقبل الجميع وأذعنوا للأمر بشجاعة ورجولة وواقعية...نعم تشخيص الحالة ومعرفة مكان المرض والعطل هو العلاج المكلف نفسه..
ما يهم هي المعرفة والخبرة بالتشخيص والسرعة والمهارة وليس بالجهد، الجهد قد يكون متواضعاً لكن النتيجة باهرة، المهم معرفة أين تبذل الجهد وتوظفه في حياتك وتقطف من الجهد البسيط أعلى الأرباح...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو