الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا صولة الشباب إذا غضب

ستار الجودة

2019 / 8 / 4
حقوق الانسان




ستار الجوده
يمثل الشباب في كل بلدان العالم المتحضر الرصيد الاستراتجي لبناء المجتمعات, لما يمتلك من القوة البدنية والذهنية والقدرة على أداء المهام , وينظر العالم المتحضر, أن الزيادة السكانية للشباب ثروة وطنية ،كون التطور يستند إلى رؤية مستقبلية وإدارة سليمة وناضجة تقوم بإحداث توازن بين النمو السكاني للشباب والموارد المتاحة,إما البلدان المتخلفة التي تعاني من الفساد وسوء الإدارة, ترى أن الزيادة السكانية للشباب ستضيف أعباء أخرى إلى واقع الخدمات والتنمية المتردية أصلاً في بلادها، وستضع صنّاع القرار في مأزق في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها بسبب سوء الإدارة والفساد وتسلط قوى موازية,وهنا نستثني دولة الصين لخصوصيتها.
العراق واحد من البلدان الذي يمتلك رصيد كبير من نسبة الشباب السكانية,حسب ما (أكده الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط لعام 2018، ان الشباب يشكلون اليوم نسبة 27.4 % من سكان العراق البالغ عددهم 38 مليون نسمه، اذ يبلغ عددهم 10.5 مليون شخص، ويشكلون 36.1 % من القوى العاملة، فيما يسكن 2.2 مليون من الشباب في العاصمة بغداد ),والسؤال, هل استثمرت تلك الطاقات الشبابية أم اعتبرت عبا وهمشت؟
قبل الإجابة و التحليل وإيجاد المعالجات, لا نريد أن نقف عند حالة معينة,مثل ما حدث مؤخرا في ملعب كربلاء ضمن بطولة غرب أسيا الدولية ,وعزف الفتاة اللبنانية السلام الجمهوري العراقي, وانتقاد البعض, بان العرض مساس للقدسية ,ناسين او متناسين بان أغلبية الشباب والحضور في الملعب ومن ضمنهم المسؤولين هم من أهالي مدينة كربلاء المقدسة وحريصين على قدسيتها بصدق ,وبدون مزايدات, ورحبوا بالعزف والاستعراض, وان نبي الله داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كان دعائه الى الله بالة المزمار الموسيقية لجمال الصوت ,والحالة الأخرى محاربة من يرتدي البنطلون القصير "البرمودا" بدواعي مخالف للذوق العام,ناسين ومتناسين بان ملوك العراق والقوات المسلحة العراقية كانت ترتدي البنطلون القصير الذي يسمى اليوم " برموداى, وحريات أخرى ذهب ضحيتها شباب بعمر الورد من الجنسين تركت اثأر سلبية نفسية عند الشباب, أدت الى الهجرة والغربة والانتحار وتحمل المتاعب والعوز و إرسال رسائل سلبية للعالم .
من يقرءا المشهد الشبابي في العراق عبر وسائل الإعلام والواقع والتظاهرات التي تطالب بأبسط الحقوق المشروعة وتصاعد معدل حالات الانتحار للشباب ,يجد وللأسف ان عدد كبير من الشباب يواجه تحديات متعددة, بسبب النظام الديمقراطي الهش والمنظومة المركزية الغير قادرة على أيجاد حلول وتوفير فرص عمل وحماية الشباب من خطابات التطرف الديني والفكري من البعض والتجاوز على حرياتهم الشخصية وقمع الحريات الفكرية والثقافية وحق التظاهر التي كفلها الدستور, و إشاعة غياب التسامح والتنوع الاجتماعي ,وكذلك التهديد الأمني المستمر على قدرات الشباب ، وتهميش دوره ,الأمر الذي يجعل أداءه(الشباب) يأخذ منحنيات غير ايجابية بسبب الفراغ الكبير الذي يعيشه واللجوء الى المقاهي التي انتشرت في العاصمة بغداد وعموم المحافظات كانتشار النار في الهشيم لقتل الفراغ, التي تروج بعضها السموم والمخدرات والتراخي الأخلاقي ,وتنامي بؤر الفساد والقمار والروليت بشكل غير مسبوق , مقابل صمت من المؤسسات الحكومية و منظماته المجتمع مدني في معالجة مثل هذه المشاكل والقيام بدور المثقف وتطبيق القانون ,
يشير الباحثين والمتخصصين بشان الإرهاب والتطرف الديني والفكري المتنوع وعبر كل الأديان يجر المجتمعات الى حالة خطرة, ممكن ان تهدد الأمن المجتمعي ومنها إهمال فئة الشباب, وعرفوا التطرف (بأنه ابن التعصب و وليدهما الإرهاب, تطرف فكر يتحول الى فعل مادي ينتقل من التنظير الى التنفيذ ومن النظرية الى التطبيق, يهدد المجتمعات بالتشظي والتفتت والجريمة بنوعيها ,وكذلك التعصب سبب أخر للإرهاب نتيجة مروه عبر بوابة التطرف, تأمين أفكار الشباب من خلال احتوائهم عبر مؤسسات تؤمن لهم العيش الكريم , يؤمن الأمن والرخاء والبناء للمجتمع ,وإهمالهم وتهميشهم والضغط المستمر وسلب حقوقهم الوطنية المشروعة يجر المجتمعات الى مشاكل لا يحمد عقباها, و يدق جرس الإنذار خصوصا في المجتمعات التي تكون فيه نسبة الشباب كبيرة.
نحتاج الى معالجات جذرية لمعالجة العنف الفكري والجسدي ضد الشباب ,وحمايتهم وتوفير كل متطلبات العيش الكريم وبما كفله الدستور لهم ,والحد من الخطابات التي تشيع التطرف والغلو و وتضخيم الأمور والمتاجرة باسم المقدسات والتدخل بحريات الشباب بحدود الذوق العام , واجب الدولة بمؤسساتها والمجتمع بمؤسساته,و ضرورة الاستعانة بالباحثين والمختصين بالشؤون الاجتماعية ,والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال رعاية الشباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟


.. لغياب الأدلة.. الأمم المتحدة تغلق قضايا ضد موظفي أونروا




.. اعتقال حاخامات وناشطين في احتجاجات على حدود غزة


.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل




.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة