الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية

سمير عادل

2003 / 4 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



الكلمة اليومية ل"صوت إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل
   ليس هناك اسهل على الإدارة الأمريكية من إتقانها لفن صنع الأكاذيب وتمرريها عبر وسائل إعلامها المأجورة .فلقد روجت بعد كشف خطتها باحتلال العراق وتنصيب حاكم عسكري،بأنها ستعيد ثروات العراق إلى الشعب العراقي.وراحت تنظم حملة دعائية مفادها بأن النظام الحاكم في بغداد سيحرق آبار النفط حالما تندلع الحرب، وعليه فإنها وضعت خطط عسكرية لحماية الآبار من اجل تأمينها للشعب العراقي حيث ستحتل القوات الأمريكية مدن الموصل والبصرة وكركوك .لكن كما يقولون في المثل الشعبي بأن حبل الكذب قصير، فحال انتهائها من احتلال ميناء أم قصر نظمت عقود مع شركة أمريكية بقيمة 5 ملايين دولار لاعادة أعمار الميناء.وهذه الصفقة أشعلت شرارة الغضب والشعور بالغبن لدى الحكومة البريطانية،التي سارعت في طرح هذه المسألة في جدول اجتماع القمة بين جورج بوش وتوني بلير في منتجع كمب ديفيد قبل يومين ،ليطالب الأخير بإعطاء تلك الصفقة إلى شركة عراقية أو المناصفة مع شركة بريطانية في افضل الأحوال .لكن هذه الكذبة نقطة في بحر أكاذيب الإدارة الأمريكية ،إذ بدأت تكشف عن خطتها بعد إطاحة نظام صدام تحت عنوان إعادة أعمار العراق، وان الأمم المتحدة سيكون لها دور شريطة أن تصبح تحت إدارة المكتب الذي أنشئه البنتاغون بأشراف جنرال أمريكي. وأدى ذلك بالحكومة الروسية أن ترد على المشروع الأمريكي بغضب لتصرح بأنها عازمة بالحفاظ على مصالحها الاقتصادية في العراق .
لكن هل إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى إشراك الأمم المتحدة في إعادة أعمار العراق في الوقت الذي شنت حربها دون موافقة المنظمة الدولية ؟ والجواب نعم إنها تحتاج إلى ذلك لإضفاء شرعية على احتلالها أو جودها في العراق بعد إطاحة النظام، إلى جانب تحميل المنظمة المذكورة،جزء كبيرا من الأعباء المادية لاعادة أعمار العراق .ويبدو أن الادعاءات الكاذبة للإدارة الأمريكية بالحفاظ على ثروة العراق من اجل الشعب العراقي ،باتت مفضوحا كلما مرت الأيام ،ولعل الخلاف المبكر الذي نشب بين الإدارة الأمريكية والبريطانية من اجل اقتسام الحصص هو أولى دلائل على ذلك .
وهكذا تجري عملية "تحرير العراق" على قدم وساق على مرحلتين ،فالمرحلة الأولى هي عسكرية التي ابتدأت منذ عشرة أيام وتتلخص بإبادة الجماهير عن طريق القصف الوحشي للمناطق المدنية وتحطيم البنى التحتية للمجتمع العراقي وبعد تجريده من سكانه ، يتم تدشين المرحلة الثانية وستكون اقتصادية وهي تحرير العراق من ثرواته عن طريق نهبه واقتسامه بين مجموعة من الشركات الأمريكية والبريطانية،وحيث تم الشروع بها بإعادة أعمار ميناء أم قصر، وستضفي الشرعية عليه، شلة من عصابة المعارضة البرجوازية العراقية لجنسيتها المحلية، بعد ارتشائها من فتات ذلك النهب .
فبعد خمسة وثلاثون عام من السرقة والنهب من قبل نظام البعثي البرجوازي الفاشي ،وبعد اقتطاع اكثر من ثلث أموال النفط لبناء ترسانة عسكرية وآلة وقمعية ضخمة،وبعد أن فرض الحرمان والفقر على الغالبية العظمى من المجتمع العراقي في الوقت الذي كانت الطبقة البرجوازية تنعم بخيرات وثروات المجتمع، التي أمنها الجهاز الاستبدادي للنظام المجرم في بغداد ،نقول بعد إطاحة النظام سينتقل دور السرقة والنهب هذه المرة إلى جنرال أمريكي مع مجموعة من عملاء مجرمين سابقين مثل وفيق السامرائي والخزرجي واياد علاوي وغيره من أولئك الفصيل الذين راهنوا على الحرب والقتل والدمار للحصول على غنائم السلطة على جثث نساء وشباب وأطفال العراق.

30/3/2003
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق