الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2019 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عــــــلـــــــــى جــــــــــــدار الأحـــــــــــداث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
هـــي مجموعة مقالات في غالبيتها قصيرة جداً ، وقريبة من (الخاطــــرة) التي خطرت على الذهن في يوم من الأيام ، وصاغها القلم بشكل من الأشكال أو صورة من الصور ، أو هي (زفــــــــــرة) احتبس الصدر بها طويلاً ، ثم نفثها على شكل كلمات مقروءة ومنطوقة ، وقد تكون (فكـــــرة) طريفة أو غريبة أو فريدة ، عبرت في حينها عن معناً لم يكن معروفاً أو متداولاً عند نشرها ، وكذلك يمكن أن تكون فكرة آنية تلد من رحم أحداث منطقتنا ، المزدحمة دائماً بالمفاجآت والأحداث المتلاحقة!
وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون (مقالاً طويلاً) عبر في الماضي ـ أو أنه يعبر الآن ـ عن تغير الأحوال وانقلاب المفاهيم وتعطل القيم الوطنية ، أو على العكس من هذا ، يمكن أن يكون محاولة لإحياء القيم الوطنية والإنسانية أو التذكير بها!!
والمقال القصير التالي واحداً منها:
***
الإعلام الخليجي ، وفضائيتي الجزيرة والعربية على وجه الخصوص ، وكذلك الإعلام العربي الطائفي ـ السني والشيعي على حد سواء ـ ممثلاً بفضائيتي (الصفا/ السنية) و (العترة/ الشيعية) ومن على يمين ويسار هذه الفضائيات الطائفية ، أخذ في برامجه ونشراته الإخبارية عندما يشير إلى العرب ، يشير لهم بعناوينهم الطائفية متًغافلاً ومتناسياً عناوينهم الوطنية المعروفة جيداً!
فهذا الإعلام عندما يذكر العراقيين مثلاً: يصفهم بشيعة وسنة وأكراد ، متجاوزاً عن صفتهم كمواطنين عراقيين!!
وعندما يذكر المواطنين السوريين : يذكرهم كسنة وشيعة ودروز وعلويين ومسيحيين وأكراد ، نازعاً عنهم هويتهم الوطنية السورية أيضاً!!
وكذلك عندما ويذكر اللبنانيين : يجعل منهم تشكيلة تشبه تشكيلة أخوتنا الذين ركبوا سفينة نوح "من كل زوجين اثنين" : شيعة سنة مسيحيين مارونيين أرثوذكس أرمن أكراد....إلخ!!
وحينما يذكر المواطنين المصريين : يذكرهم كمسلمين وأقباط ، وأضاف إليهم النوبيين مؤخراً!!
وينفس هذه الطريقة يتعامل مع المغاربة في مغرب الوطن العربي ، على أنهم عرب وأمازيغ ، وأضاف إليهم مؤخراً الزنوج والطوارق !!
فيا ترى.. هل هذا المنهج الإعلامي الخليجي ، الذي يذكر العرب ويذكّرهم دائماً بصفاتهم الطائفية هذه وهي ــ كما نعلم جميعاً ــ صفات موجودة في كل المجتمعات الإنسانية ، وليس عند العرب وحدهم.. فهل هذا المنهج الإعلامي جاء تقليداً للإعلام الغربي كما هي العادة؟؟.. أم أنه منهجاً بريئاً جاء عفوياً واعتباطياً ، وفرضته سياقات الأحداث العربية المتلاحقة؟؟ .. أم هو منهج مرسوم بدقة ، ليؤدي غرضاً محدداً في هذه المنطقة وفي حياة العرب ومستقبل أجيالهم؟؟؟

الحقيقة: إن كل الدلائل المتوفرة تشير إلى أن هذا المنهج الإعلامي الخليجي مرسوم ليؤدي هدفاً محدداً ، ومتناغماً مع مشاريع الشرق أوسطية المختلفة الصغير والكبير والجديد للمنطقة العربية ، وممهداً لها!!
والمطلوب فيه : أن ينسى العرب ، ليس وطنهم العربي فقط ، بل ينسون كل أوطانهم (القطرية) ، ولا يتذكرون إلا أوطانهم (الطائفية).. والمطلوب أيضاً أن يتحولوا إلى [ كانتونات طائفية وعرقية] وليس مواطنين لهم أوطان معروفة!
لأن في هذه الحالة.. وعندها فقط :
يستطيع "الكانتون الإسرائيلي" أن يعيش في هذه المنطقة العربية ، سيداً عليها وحاكماً لها ومالكا لثرواتها!!
وكما نظر "زبيغينو بريجنسكي" ـ متشار الأمن القومي في عهد كارتر ـ لهذا الذي نراه اليوم قبل أكثر من لأربعين عاماً .. في كتابه : (بين جيلين)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم