الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تريد السفارة الامريكية بالمغرب من الامازيغيين ؟

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2006 / 5 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان تقيم الحركة الامازيغية علاقات مميزة مع السفارات الاجنبية بالمغرب ومنها السفارة الامريكية فذلك امر مهم وضروري في حدود يسمح للطرفين بتبادل الاراء حول المستجدات السياسية والثقافية بالبلاد بشكل يضمن استقلالية الحركة في القرار وفي التنفيذ ويسمح للدول الاخرى اخذ صورة ربما تكون مغابرة للصورة التي تروج لها الدولة في علاقاتها الخارجية .
في نفس السياق تحدثت بعض الجرائد الوطنية عن لقاء مرتقب بين مجموعة من الفعالبات الامازيغية والسفير الامريكي بالمغرب ، لكن ثمة تساؤلات ارى بشكل متواضع ان من الاجدى طرحها ونقاشها وتتعلق بمثل هذه اللقاءات ومدى فعالياتها بالنسبة للقضية الامازيغية ومستقبلها.
*موقف الولابات المتحدة الامريكية من حقوق الامازيغ بالمغرب:
اصدرت الخارجية الامريكية تقريرها السنوي2005 حول اوضاع حقوق الانسان الخاص بالمغرب وقد تضمن وقائع ومعلومات زيادة على انها غير صحيحة بل مخجلة عن الامازيغ ووضعيتهم بالمغرب مما يطرح من جدبد صدقية الادارة الامريكية في احترام التنوع الثقافي في العالم و لنتمعن جيدا في الفقرة الخاصة بالثقافة واللغة في التقرير:" الأقليات الوطنية، والعرقية والإثنية
اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة العربية. لكن الفرنسية والعربية تستخدمان معاً في وسائل الإعلام الإخبارية وفي المؤسسات التعليمية. ويتم تدريس المواد العلمية والتقنية بالفرنسية، مما يمنع السكان الذين لا يتحدثون سوى العربية، وهم نسبة كبيرة من المواطنين، من المشاركة في هذه البرامج. وكانت الإصلاحات التعليمية في الماضي قد أكدت استخدام العربية في المدارس الثانوية. لكن عدم تغيير الجامعات بطريقة مماثلة أدى إلى حرمان كثير من الطلاب من القدرة على دخول الحقول المجزية مالياً في التعليم العالي. ولا يملك الفقراء الموارد المالية الكافية للحصول على تعليم إضافي باللغة الفرنسية من أجل تقوية الساعات القليلة التي تُدَرّس فيها اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية كل أسبوع.
ينحدر نحو 60 بالمئة من السكان من تراث بربري، بما في ذلك الأسرة
المالكة.
وتقول الجماعات الثقافية البربرية أن تقاليدهم ولغتهم آخذة في الإختفاءبسرعة. وللإستجابة إلى هذا القلق، إزداد البث الإذاعي باللغة البربرية (الأمازيغية) خلال العام من أربع إلى ثماني ساعات في اليوم. وتمت إضافة دروس اللغة البربرية في المنهاج الدراسي في حوالي 350 مدرسة، يوجد فيها حوالي 25 ألف طالب. " ملخص عن تقرير الخارجبة الامريكية
الملاحظة الاولى هي في عنوان الفقرة حيث عنون بالاقليات الوطنية والعرقية والاثنبة : كما هو معروف وبديهي الامازيغ بالمغرب اكثرية مطلقة ولا اظن ان الادارة الامريكية بمراكزها البحثية العملاقة وامكانياتها الهائلة يخفى علبها الوضع اللسني والاثني بالمغرب وشمال افريقيا وبالتالي فالتقرير يظلم الامازيغ اذ اعتبرهم اقلية و سمى لغتهم البربرية وهي تسمية لم تعد مستعملة حتى من عتاة الدول الاستبدادية والديكتاتورية واصبحت تغيب خجلا حتى من بيانات والقرارات العلنية لصناديد القومية العربية فكيف تقبل الولايات المتحدة لنفسها ان تظلم حق الامازيغ في الوقت الذي ما فتئت فيه تطالب الدول الاخرى باحترام حقوق الانسان والاعتراف بالتعددية الثقافية والسياسية وهي مطالب من صلب مبادرة الشرق الاوسط الكبير الامريكية.
لذا يبقى من المشروع التساؤل عن جدوائية النقاش مع الادارة الامريكية في شخص سفيرها في المغرب في الوقت الذي سبق لفعاليات امازيغية سنة 1999 ان تناقشت مع سفير امريكي سابق بالمغرب : ادوارد غابرييل والذي شرحت له عن كثب مواقف الحركة الامازيغية ومطالب الامازيغ بالمغرب لكن يبدو ان اللقاءات الامريكية مع الفعاليات الامازيغية لها طابع اعلامي فلكلوري غير مؤثر على قرارات الادارة الامريكية في سبيل الاعتراف بامازيغية المغرب.في الوقت الذي تحظى فيه اللقاءات الامريكية مع قوى اسلامية توسم بالاعتدال كل الترحاب والحفاوة ولعل منح جائزة الاسلام الديموقراطي من طرف احد المعاهد الامريكية للدكتور سعد الدين العثماني بالغ الاثر على السياسة المحلية المغربية والاقليمية بشكل عام لان الجائزة هي رسالة تحمل ضوء اخضر معلن عن قبول الادارة الامريكية العدالة والتنمية المغربي لتقلد مناصب مهمة في الحكومة المرتقبة وهي في نفس الوقت اشارة عن احترام العدالة والتنمية لقواعد اللعبة الامريكية أي الاسلام الديموقراطي الامريكي مقابل الحكومة وتسيير الشؤون العامة. فماذا ستناقش الادارة الامريكية مع فعالبات امازيغية علمانية ديموقراطية في الوقت الذي سلمت فيه رقابهم للعدالة والتنمية الطامح الى تحقيق الدولة الدينية ؟ ام ان الادارة الامريكية تذبح الشعب المغربي وتسير في جنازته ؟
التساؤل الثاني يتعلق بطبيعة الفعاليات التي ستلتقي السفير الامريكي بالمغرب والتي من المفترض انها يجب ان تكون ذات برنامج واضح ومطالب محددة وبالفعل فبعض الجرائد الوطنية تناولت بعض الاسماء التي ستلتقي السفير الامريكي وهي اسماء مناضلة ولها دراية بالمشهد الامازيغي وبالملف المطلبي الا ان تغييب اسماء اخرى لها تنظيمات مناضلة يطرح اكثر من استفهام وتساؤل لاسيما اذا عرفنا ان الامازيغ ينتظمون في جمعيات امازيغية مشهود لها بالنضالية والتمثيلية ومنها الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة والتي تحظى باحترام كبير من طرف شرائح واسعة من الشعب المغربي بفعل مواقفها النضالية الثابثة من جهة وبفعل شمولية طرحها للقضية الامازيغية في اطار تحقيق الديموقراطبة الفعلية ، كما ان اقصاء الحزب الديموقراطي الامازيغي من المشاركة اقصاء لطرف سياسي امازيغي وحيد في الساحة السياسية المغربية ونظرا لطبيعته كحزب سياسي فهو المعني اكثر من غيره في نقاش وتحديد السياسات الكبرى في نقاشاته مع المتحاورين المغاربة والاجانب ؟ فمن المسؤول عن انتقاء الحساسيات السياسية والثقافية المزمع مشاركتها
واقصاء فعاليات اخرى ؟

هذه تساؤلات بسيطة تتوخى تسليط الضوء على موضوع نعتبره مهما ومنهجيا لأن العلاقات الدولية والخارجية الامازيغية يجب ان تكون مستهدفة للدفاع عن الامازيغية بشموليتها وتكون قاطرة وحدوية للنضال الامازيغي يركبها الجميع ولاتقصي احدا ولعل التجربة الكردية في العراق والتي تناطح فيها الحزبان الكرديان لمدد طويلة لكن النجاح حالفهم عندما وحدوا جهودهم داخليا وخارجبا واستطاعوا بكل جدارة واستحقاق انتزاع رئاسة دولة مهمة وقوية في الشرق الاوسط وهي العراق الفيديرالي التعددي الديموقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء خان يونس


.. ياسين اليحياوي: -المجازفة قد تكون الطريق للريادة..-




.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول