الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هم جيل مختلف عن جيل جاهين - وائل الخطيب

اشرف عتريس

2019 / 8 / 6
الادب والفن


هم جيل مختلف عن جيل جاهين - وائل الخطيب
-----------------------------------------------------------------
كثير من الصعوبة والمشقة نستطيع أن نجد تماسا أوتماهيا..بين جيل الثمانينيات فى شعر العامية وجيل العبقرى صلاح جاهين وقد يرجع هذا الى الظروف السياسية والاقتصادية والثورة الاجتماعية أنذاك ورؤية طليعية خروجا من مأزق عهد سابق كان يحلم ولايعرف متى يرى حلمه ..
جيل الثمانينيات كان لزاما عليه ان يزرع فى أرض جديدة بثقافة جديدة ومفردات فى العامية تطورت بفعل الزمن الذى لايرجع الى الخلف (دون تفريط فى التراث ) وما هضمه جيدا ًباحثاً بكل رغبة حقيقية فى التجديد (حتى بداية التسعينيات ) فظهر كيان أدبى مستقل (نثر العامية ) اعترفت به المؤسسةبعد مشقة وعناء له وكل افراد جيله ومن لحق بهم وكان (الجابرى ) رائداً لتلك الثورة
واليوم لى رأيا فى كتابة هذا اللون من الابداع الحقيقى لجيل يستحق الاشادة والتقدير وهل هناك مشابهة بين الكتابة الإبداعية بالعامية المصرية لدى اثنين ممن أنتجوا شعرا بلسان المصريين،فما بالنا باثنين من الشعراء أحدهما بالفعل هو مدرسة إبداعية في شعر العامية بكل ما تعنيه كلمة مدرسة) صلاح جاهين(، وبين شاعرمن جيل جاء لاحقا متأثرا ومستوعبا وهاضما) للتجارب الشعرية السابقة بداية من فؤاد حداد وسيد حجاب ومجدي نجيب وأحمد فؤاد نجم،والأبنودي ،وانتهاء بأبناء جيله رفقاء التجربة
) شومان،الجابرى، صادق شرشر،سعدنى السلامونى،الحلوانى،الجارحى)ويكون هوالمتفردبمعجمه الخاص وتركيبة الجملة وبكارة الصورة ومضمون القصيدة ..عند أشرف عتريس.

وإذا بحثنا عن التماهي والتماس بين (جاهين) و (عتريس) فمن أين نبدأ وبين أيدينا اختلاافات واضحة و(قارَّة) من اختلاف الجيل وقضايا الواقع الحياتي والرؤى والمفردات؟.. ومع كل هذا الاختلاف فأنت حتما أمام شاعرين يكتبان بالعامية في نفس الهموم ونفس القدرة على التشكيل بالمفردة والتشاكل بالرؤى والاشتباك بالموقف مع الآني والقادم،مع الأرضي والمقدس،مع الوطن والحبيبة،مع الولد والبنت.

كلاهما تعددت أصناف وأنواع وأشكال الكتابة الإبداعية لديهما بالعامية المصرية،كلاهما كتب القصيدة والأغنية والمسرحية،(جاهين) يكتب (الرباعيات) ، و(عتريس) يكتب (الواحديات)،ورغم أن الرباعيات شكل في الكتابة موروث وله قوانينه ونسقه،تأتي (واحديات) أشرف عتريس بنسقها الخاص ومضمونها المتفرد والمنفرد،ويكون التماس والتماهي هنا واضحا في تفرد التجربة بين كلا الشاعرين.

العمل الإبداعي بكل أشكاله وأنواعه هو التفرد والانفراد في أرقى صورهما داخل منظومة الإنتاج الإنساني،ولا يوجد تفرد وانفراد دونما اتكاء على موروث،على عقل جمعي،على تاريخ وتجارب،علامات طريق طويل منذ رسم الإنسان على جدران كهفه،نفسَه وأيامه.
من هنا نبدأ في اختيار ودراسة هذا التماس والتماهي جذباً ومقاومة،اختلافا واتفاقا،تشابها ومشابهة،ما بين الرباعيات والواحديات،فإذا كان المعجم لكل شاعر يسمح خلال تجاربه الإبداعية بتكرار مفردات وصور بعينها،وبتكرار حقول دلالية تشير وتؤكد وترسم ملامح التجربة؛فإن لكل شاعر تجربة شعرية تقف بمفردها وبتفردها بعيدا عن اي تكرار،بمعنى أنها تتحول إلى مفردة في معجم أكبر عنوانه الذات الشاعرة،فلا عند (جاهين) تكررت الرباعيات ولا تكررت (الواحديات) عند عتريس،كلاهما تجربة اقل ما توصفان أنهما مثيرتان للدهشة والاندهاش مثيرتان للجدل والمجادلة،مرهقتان للعقل مزلزلتان للوجدان.
يفتتح (صلاح جاهين) رباعياته من بداية طبيعية إذا سلمنا براي النقاد عن أنها –الرباعيات- تأملات فلسفية بصياغة شعرية،يبدأ (جاهين) من بداية الحياة ونهايتها من (الميلاد) و (الموت)،متسائلا دون إجابة منتظرة عن سؤاله الذي أطلقه سابحا في فضاء اللامتناهي،فجوهر الرباعية الأولى/المفتتح في ثناياها الحقيقة الأكيدة والمؤكدة حتى للعامة دونما فلسفة؛التراب بداية ونهاية،ويظل السؤال في نهاية الرباعية مدهشاً:
خرج ابن آدم من العدم قلت : ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه
تراب بيحيا .. وحي بيصير تراب
الأصل هو الموت.. ولا الحياة؟
عجبي!!!
على طول الرباعيات تنتهي كل رباعية أو ينتهي كل نسق لرباعية بالكلمة الأثيرية التي تحوي جوهر التجربة (التعجب) والاندهاش والدهشة .. (عجبي).


بينما يفتتح (أشرف عتريس) تجربته (واحديات) باندهاش من نوع آخر يليق بجيل مختلف وواقع مختلف،اندهاش لا يفصح عنه لكنه يزرعه في أرض المتلقي مثل (جاهين) غير منتظر لحصاد زرعه،ففي هذا المفتتح القصير جدا بكثافته الشعرية وصورته الإبداعية الثقيلة يخضع قارءه لما يعتقده،واضعا إياه – جوهر الواحدية – في مساواة مع المقدس الأعلى المتصل بالأصل والجذر؛بالمكان والجيل:
محنة ....
ريحة جنااان ...
طعم المكان ...
احنا.
تبحث عن (عجبي) جاهين هنا فتجدها موزعة على طول الواحدية بما تخفيه وفيما تعلنه،فلا تأتي في نهاية الواحدية فتنهي تأملك واندهاشك وتقضي على جوهر التجربة بل يتركها الشاعر سابحة في فضاء مجمل التجربة.
فهو لايعجب قدر ما يسال ولا يملك اجبات جاهزة أو ذات خبرة وحكمة حياتية ..
نعم هى أسئلة فلسفية لا تبغى التفسيرلكنها تثير التفكير بلسان جيله آنذاك بجرأة
لم ينكر هذا الجيل ما خلفه الأباء (جاهين والابنودى ونجم وحداد) لكنهم تجاوزوا
فخ التقليد والنسخ الى مفهوم الحياة وعبثيتها وقيمة وطن لايراهم ويتغافل
بقصد عنهم رغم عشقهم له وتلك أزمة (حقيقية ) أبدع فيها عتريس فى ديوانه وأكثر من تجربة اخرى واستشهد بحضور (نجيب سرور) وغيابه أيضاً..
ولنا لقاء آخر مع تجربة عتريس فى (انت متورط معايا) وكأنه يورط الجميع طواعية
وشاركنا معه فى رؤية ووجهة نظر وفكر جيل أنتمى إليه بكل فخر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-