الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مديح التفاهة

سمير الأمير

2019 / 8 / 6
الادب والفن


كان الفلاسفة الإغريق قد حددوا /اكتشفوا وظيفتين هامتين للأدب والكتابة الإبداعية بشكل عام..تحدث عنهما أرسطو في " البوطيقا" وهما المتعة والفائدة..ومضت قرون كثيرة قبل أن تكتشف الصحافة الأدبية المصرية أن المتعة والفائدة dolce and utilityلم يعد لوجودهما أية ضرورة وأن التفاهة triviality أصبحت أكثر قدرة علي نمذجة أجيال جديدة من الكتاب "البيض eggs"..الذين يستخفون بالنصوص الكلاسيكية ويستخدمون أساليبها في في التعبير عن أفكارهم العبيطة التي تجعل منهم كتابا آمنين مطمئنين لا يغضبون عدوا ولا صديقا ولا يؤثرون في احد خوفا من أي اتهام محتمل بتكديرالنوم العام...و يندر طبعا أن تجد مطبوعة تقيم وزنا لمبدعين يحترقون يوميا بحثا عن صيغ للتعبير عن حالتنا الثقافية والإنسانية الصعبة..ما يحدث أن هؤلاء التافهين يجدون ترحيبا من المسئولين عن الصحافة الأدبية مؤثري السلامة والمحافظين علي ما ورثوه من بهيمة الأنعام..رغم أن الجدية والرصانة لا تعني أبدا التحزب والفجاجة السياسية..ولكن حتي هذه الرصانة لم تعد مطلوبة فقد يصبح هناك اتهام بأنهم جادون ويتمتعون بضمائر مستقلة ولذا فإن أي من هؤلاء يبحث بدأب عن كل ما هو "تافه" ليعبر به آمنا وسط حالة الترقب لكل ما هو جاد في عالم أصبح لا يأبه للقيمة " منذ أن ظهر الشعار العبقري " خليهم يتسلوا".. وفي خضم هذا الاطمئنان وبسبب عدم التدقيق تجد أسماء مكررة في نفس المطبوعة الواحدة(أي والله)..وهو ما يعني أن هناك ندرة في هذا النوع من الكتابة تجعل الطلب علي الفلاسفة الجدد كبيرا لدرجة أن منحهم مساحات ثابتة لم يعد كافيا..قلنا إن الاطمئنان قد يجعل المحرر غافلا عن الكاتب التافه فلا يراجع تفاهته التي أحيانا تنزلق إلي سفالة قد تودي به وبالمحرر معا لو حدث أن لجنة من التافهين في أماكن غير صحفية قررت أن تطمئن بنفسها أن التفاهة لم تتخذ أغراضا أخري كالانحطاط والتهتك وهو طبعا ما يمكن أن يثير حفيظة المتأوطنين والمتأسلمين ..في آن واحد وهي حالة توحد بين نقيضين لو تفاقمت ستؤدي إلي عواقب وخيمة تهدد مستقبل " التفاهة" في ربوع المحروسة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا