الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة الشعب.. للشاروني !

محمد القصبي

2019 / 8 / 7
الادب والفن


رسالة حزينة تلقيتها من الصديق الفنان ورسام الكاريكاتير المعروف أحمد عبدالنعيم نائب رئيس التحرير بجريدة الأخبار المسائي

وحزن عبد النعيم الموجع ..لايعزي

لأمر خاص به.. بل لظلم يقع منذ سنوات على صديقه وأستاذه .. أستاذ جيلين أو ثلاثة من كتاب أدب الطفل الكبير للغاية يعقوب الشاروني..

أما مكمن الظلم فيكمن في تجاهل مانحي جوائز الدولة في مصر له عاماً وراء عام..

وتلك رسالة عبد النعيم التي أرسلها لي لتنشر في الحوار المتمدن وعنوانها :

ماذا ننتظر لتكريم الشاروني

_ يبقى فى عمر الزمن لحظات انتظار بمساحة حلم الوصول للهدف .. ولكن يجنح الحلم ويأبى الوصول وتبقى لحظات انتظار.. قد يتسلسل اليأس للمنتظر و يبقى الحلم شاهد على براح الأمل وروعة المنتظر .. أداعب أفكارى كلما طالعت أسماء المكرمين لجوائز الدولة.. أبحث عن اسمه لا أجده.. أراجع الأسماء واتساءل : أين صاحب التسعين عاماً و400 كتاباً ؟..أين يعقوب الشاروني مقصد العديد من الجوائز العالمية ؟ أين الشارونى أحد أهم رواد أدب الأطفال فى العالم؟

منذ عدة أسابيع .. تناقلت وسائل الاعلام اختيار الأمم المتحدة رواية الشاروني " ليلة النار" كواحد ة من افضل 6 اعمال موجهة للأطفال على مستوى العالم ، ونوهت المنظمة الدولية إلى أن الشارونى أحد أفضل كتاب العالم فى مجال أدب الطفل ..

إنه صاحب المشروع الدائم وحلم تغيير الواقع وزارع بذرة الأمل فينا.. تعلمنا منه ومازلنا ..

لقد رشح اتحاد الكتاب الشارونى لجائزة الدولة التقديرية هذا العام.. ولكن لظروف بيروقراطية تأجل التصويت على الترشيح للعام القادم .. وعلى صاحب التسعين عام ان ينتظر لو كان فى العمر باقية حتى يرضى الموظف البيروقراطى الذى ربما لا يعرف قدر الشارونى ..!!

أستاذنا ..عذراً .. لقد توارثنا قوانين توت عنخ و يطبقها عبد الروتين براحة بال !! ويذهب من يذهب ..

ألا يستحق الشارونى منا الاعتذار؟بل ألا يستحق جائزة النيل وهو الأحق بها ؟ هل من العدل أن ينتظر كل عام جهة ترشحة للتقديرية وكأنها تتفضل عليه بذلك .. ياسادة عندما كنت فى زيارة إلى معرض أبو ظبى الدولى للكتاب وأثناء محاضرتى عن فنون الطفل ذكرت فى حديثى أننى جالست الشارونى وزرته فى بيته وزارنى فى مكتبى واعتبرت انها كلمات عابرة ..وردت على سبيل الاستشهاد برايه فى أكثر من نقطه فى حديثى .. وفجأة تغير انصات الحضور واتسعت حدقه عيون القاعة واستغربت المنصة وبعد انتهاء المحاضرة تغير الوضع .. الكل يسألنى : هل صحيح تعرف الشارونى ؟.. هو صديقك؟ .. حقيقى زارك الشارونى فى مكتبك؟ .. لديك صور معه؟ .. كيف التواصل معه ؟.. رسالتى للدكتوراه عن أدب الشارونى .. أرجوك حدثنا اكثر عنه .. هل يسكن عالمه فقط؟ .. كنت اجيب الحضور بسعاده وابحث فى هاتفى عن صورة معه حتى يصدق محدثى .. ارتفعت قامتى من قامة رجل يعيش بيننا لايشغله هم سوى ان ينتج فى كل لحظة حلم جديد.. يسير فى الطريق.. يوزع عمل او دراسة او فكرة وعندما بدأنا فى صحيفة اخبار الادب التجهيز لملف خاص عن الشارونى فى عيد ميلاده التسعين حمل الينا البريد الالكترونى دراسات وشهادات من الصين وايطاليا وماليزيا واليمن والكويت وسوريا وسلطنة عمان والأردن والكثير من دول العالم واضطررنا للاعتذار للبعض ، حيث وجدنا أن نشر هذا الذي تدفق علينا من مقالات حول الشاروني في حاجة إلى أعداد متتالية من الصحيفة وليس ملف من 8 صفحات !!! وقد لاقى العدد استحسان الجميع ..

.. نحن أمام مبدع حقيقى لايجيد فن الدعاية لنفسه ولا يختلق المعارك الكلامية حتى نسكته بجائزة او تكريم .. لا يجلس على مقاهى وسط البلد .. ينظِّر ويهاجم او يرش البخور فى دواوين المسئولين ..لا يملك شلة ولاينتمى لتيار

فقط يبدع..

وكونه يبدع ..ألا يكفي هذا ليكرم ؟!!!!

......

انتهت رسالة صديقي أحمد عبد النعيم ...

وأقول له أنه إن كان حزيناً .. فلست مثله ..لقد تجاوزت مرحلة الحزن هذه

منذ سنوات ..إلى مرحلة الغضب ..وأنا أرى جوائز الدولة تتجاوز من يستحقون لتصل إلى من لايستحقون ..

وجدران المجلس الأعلى للثقافة من الزجاج الشفاف ..كل ما يدور في قاعاته من اتصالات وتربيطات يراها الكثيرون ..

الأمر الذي دفعني منذ أكثر من عشر سنوات إلى أن أكتب في مجلة القصة التي تصدر عن نادي القصة إلى أن ينصرف العادلون والمظلومون في المشهد الثقافي عن جوائز الدولة ويتكاتفوا لإطلاق جائزة الشعب ..

جائزة الشعب يمكن تجميع قيمتها من تبرعات الشارع ..ولو انتهى ما يتم تجميعه جنيهات قليلة ..فقيمتها تستمد من عدالة اختيار مستحقيها ،وفي هذه الحالة ستتجاوز قيمتها تلك الجوائز التي يطلقون عليها ظلماً جوائز الدولة !!

..وماهي إلا جوائز بعض من

موظفي الحكومة ، بما يعنيه هذا من بيروقراطية وفساد!!

وعلى قدر علمي أن كل ما يحصل عليه الفائز بجائزة جونكور الفرنسية .. إحدى أهم الجوائز الأدبية في العالم فقط دعوة لتناول الطعام في مطعم دروون بباريس!!!

لذا ..أختلف بشدة مع الصديق أحمد عبد النعيم حين يتحدث عن حرمان الشاروني من التكريم بجائزة الدولة التقديرية....فإن كان ثمة تكريم يستحقه الشاروني – وكما قال عبد النعيم نفسه عبر رسالته - فجائزة النيل..نعم هو جدير بها أكثر من هذا الناقد الذي إدعى منذ عامين أنه يعاني من مرض عضال ..وبالتالي ينبغي منحه الجائزة الأهم ..على طريقة " يا تلحقوني يامتلحقونيش" !!

فلحقوه ومنحوه الجائزة !! ..

فإن كنت قد أخطأت ..كما أخطأ الصديق أحمد عبد النعيم بالحديث عن "تكريم" الشاروني بجائزة "الدولة" ..فإني أصوب الخطأ وأشدد على أن منح الشاروني مثل هذه الجوائز تكريم لها وليس له !!

أما التكريم الحقيقي للكاتب إن كان بالفعل قيمة إبداعية .. تأتي ليس من مانحي الجوائز ..إنما من القار يء ..

ولنتذكر ..أن ألبرتو مورافيا لم يحصل إلا على جائزة فيارجيو من بلده إيطاليا رغم أن تأثيره في القاريء عبر العالم تجاوز العديد ممن حصلوا على نوبل

ومثله باولو كويلو صاحب "الخيميائي" التي ترجمت إلى 80 لغة وتجاوزت مبيعاتها 150 مليون نسخة عبر القارات الست.. وغيرهما كُثرٌ .. حرموا من كبريات الجوائز العالمية..لكنهم في الحقيقة حصدوا الجائزة الكبرى.



.

تهافت ولهفة القاريء على مايكتبون تلك..أم الجوائز التي تتضاءل أمامها كل الجوائز في الجغرافية العربية والعالمية..وهذا هو التكريم الحقيقي للكاتب

وأظن ..بل يقيناً.. كاتبنا الكبير يعقوب الشاروني تلقى من هذا النوع من التكريم مالم يتلقاه غيره من الكتاب العرب ..فلا تخلو غرفة طفل في الجغرافية العربية من كتاب له .

وأظن.. أنه لاحاجة له مع هذا التكريم.. لجوائز موظفي الحكومة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع