الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرسُ السمّ - هه ورامان

محمد يعقوب الهنداوي

2019 / 8 / 8
الادب والفن


(الى "برستو" الحبيبة ظبية الشهيدة "حلبجة") *

بينَ نوروزَ والنبعِ
يجتاحُ روحي صهيلُ الدموع
وأجراسُها المُستثارة تضربُ
تَنــْــقَضّ
يَنثالُ في وقعِها الجمرُ

كُنّـا بعريِ الطفولةِ والخوفِ
نركضُ بين الشجيرات
كانتْ طيورُ الأبابيلِ تُمـْطِرُنا بالسّموم


وبينَ البنفسجِ والماءِ
كُنّـا صغاراً نموتُ
صغاراً نموتُ
صغارا

الربيعُ يـُداري وجومَ القصيدةِ
والنسغُ يختلّ في نزواتي
ليَـكسِرَ قارورةَ الانتظار
يُـريقُ اضطرابي
وفي سبخةِ الحزنِ
غاصتْ عروقي
وغاضتْ بروقي
وأدركتُ ما كنتُ إلاّ رذاذاً
هَطـَلـْتُ على عاقرِ الرملِ
مستكثراً رعشةَ الحبّ فيّ

لكنّ عقمُ الليالي إسْتقاني
وألفيتُ بينَ الرمالِ
اندفاقي زريّـا

وسيـّانَ عندَ النكوصِ اقتناصُ النجومِ
ونبشُ القبورِ
فما عدتُ شيـّـا
ولا عدتِ لي

في سماءِ المدينةِ
تنثالُ دوامةُ الغيمِ
في شعلةِ الإزدِهاءِ الذي قاربَ الاكتمال
وفي عرسِ نشوتِـها المستحيلةِ
أرقبُ سرّ تطاولِـها شعلةً رَفَعَتْ جسدي


منْ مَصافِ البراءةِ
حتّى سدومِ التألـّـُهِ
حتى تخومِ الفناء
إنّـما العرسُ لنْ يكتملْ
إذْ طيورُ الأبابيلِ تـُمطرُنا بالسّمومِ الشّذيّـة
بينَ الدموعِ وبينِ اللذاذةِ
بينَ البنفسجِ والآسِ
كُـنّـا بِعُرْيِ الطفولةِ والخوفِ
نركضُ
ننكبُّ
ننهضُ
تنقضّ صفراءَ ترشقـُـنا بالطراوةِ والعبقِ

يمتدّ رتلٌ فقيرٌ جديدٌ من المرمرِ المتكبـّرِ بينَ القبور

* * *

(حلبجة: المدينة الكردية الشهيدة التي قصفها البعثيون الفاشست بالأسلحة الكيمياوية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا