الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برکات سيدنا الشيخ

نزار جاف

2006 / 5 / 12
القضية الفلسطينية


المبادرة الاخيرة للعلامة المصري الشيخ يوسف القرضاوي بعقد مؤتمر لمناصرة الشعب الفلسطيني، هي من ضمن تلک الخطوات السياسية التي يخطوها سيدنا الشيخ بين الفترة و الاخرى والتي تثير خلفها"کالعادة"عاصفة من الجدل و القيل و القال.
مبادرة الشيخ التي فسرتها"مصادر قرار خليجية" بإنها"تآمر على الحرکة الفلسطينية الکبيرة فتح التي ظلت تقود الکفاح الفلسطيني لأربعين عاما و نيف من أجل تحقيق الدولة المستقلة"، تأتي في وقت عصيب جدا تمر بها القضية الفلسطينية و تشهد تحرکات و تداعيات غير مسبوقة على عدة أصعدة متباينة، والذي يدعو للقلق و الإستغراب هو ذلک"الإقصاء"المتعمد لحرکة إرتبطت القضية الفلسطينية بإسمها و إستطاعت أن تحقق شيئا مهما على الارض للشعب الفلسطيني، ومن الطبيعي جدا أن ينظر لهکذا مؤتمر"أحادي"الحضور فلسطينيا و"محدود المواصفات" و"الحضور إسلاميا، بأنه سوف يکون بمثابة إضافة المزيد من الوقود الى نار هي من أساسها مستعرة و لاتحتاج للوقود بقدر ماهي بحاجة الى من يساهم في منع"أوکسجين"الفتن و الفوضى عنها.
الشيخ القرضاوي الذي لم يدعو الى هکذا مؤتمر في ضوء الکثير من الاحداث المأساوية التي عصفت بشعوب مسلمة أخرى في المنطقة و العالم وظل يشيح بنظره بعيدا عنها و ينشغل بأمور دينه من دنياه الفانية، ولم تتبادر فکرة هکذا مؤتمر الى ذهنه حين کانت عصابات"رادوفان کاردوفيتش" تغتصب الفتيات المسلمات بشکل جماعي و تحرق ديار المسلمين و تنهب ممتلکاتهم، مثلما إن الشيخ لم يکرم أمة الاسلام بهکذا فکرة "مخلصة"لإنقاذ شعب العراق من محارق النظام البعثي المجرم الذي دمر العراق و دفن الالوف منهم تحت التراب في مقابر جماعية بيضت وجه النازية الهتلرية في ألمانيا.
ولو کان الشعب الفلسطيني حقا هو الشغل الشاغل للشيخ القرضاوي، لکان لابد له من أن يدعو الى هکذا مؤتمر وقد کان ياسر عرفات و حکومته و شعبه يعانون الامرين على کافة الاصعدة، لکن"الاهداف"المرجوة و"المقاصد"الواضحة التي تبدو جلية للمراقبين، تفصح عن النيات غير السليمة من عقد هذا المؤتمر و من الجزم بفشله مسبقا، ذلک إن الشيخ يوسف القرضاوي الذي يکاد يلعب لعبة القط و الفأر مع دول المنطقة و الغرب، يرفع عقيرته تارة بالسياسة و يخفضها تارة أخرى بإنشغاله في أمور خيرية بحتة بعيدة کل البعد عن السياسة، سوف يضعه هذا المؤتمر"المريب"تحت الاضواء الکاشفة و يدفعه للمزيد من الافصاح عن الاهداف العامة التي يتوخاها في نهاية المطاف.
الشيخ يوسف القرضاوي الذي لم يکرمنا لحد الان بکلمة واحدة بشأن جرائم إبادة 182ألف کوردي مسلم و بيع المئات من الفتيات الکورديات المسلمات في سوق نخاسة هو أدرى من غيره بها، کما إنه لم يحرک ساکنا لجريمة حلبجة و ظل يتحاشاها کما يتحاشا الخوض في مواضيع ترتبط بأولياء نعمته، سوف لن يقبض الشعب الفلسطيني من برکات مؤتمره هذا سوى المزيد من الرصاص و الدمار و الشقاق، وهي برکات الاحرى بسيدنا الشيخ أن يحفظها لنفسه و يکرم الشعب الفلسطيني و قواه السياسية إما بسکوته أو بکلام أو عمل لن يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية آنيا أو مستقبليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30