الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا إلى أين؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2019 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



بالقطع، لقد بات من كلاسيكيات الحدث اليوم وأدبياته، ومن الإنصاف والشجاعة والرجولة الإشارة إلى العامل الخارجي الضاغط، والفاعل بقوة بالحدث السوري، وبات يشكل محوراً لنشاط محلي وإقليمي ودولي دؤوب لتفادي أذاه، وصار مفصلاً رئيسياً من أزمة مستعصية وتستعصي وأزمة تتفاعل وتتعقد أكثر مع مرور الوقت مع تداخل وتدخل وإقحام عوامل جديدة وزجها في أتون الصراع المحتدم كوقود سريع الاشتعال يعيق كل عمليات ومحاولات الإطفاء القائمة على غير صعيد، لقد ارتبط، والحال، اسم سوريا بالإرهاب، بكل أسف.
ويعتبر الإرهاب اليوم، ومع وجود هذا الكم الهائل، من المجرمين المرتزقة والإرهابيين الدوليين المأجورين المعروفين تحت اسم "ثوار سوريا"، تحريفاً كبيرا لاهتمامات وشجون وطموحات السوريين، وليّاً لمسار الحدث السوري الذي أخذ بالتصاعد من بدايات القرن مع المحاولات الخجولة للإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، تطور فيما بعد لحراك مدني ونشاط سياسي سلمي تصاعد، لأسباب لا مجال لذكرها الآن، كي يصل ذروته بالانفجار الكبير في العام 2011، ودخول العامل الخارجي على خط الأزمة. هذا الإرهاب اليوم أخذ جل الاهتمام والهم السوري وذهب به نحو مواضع قد يصعب الخروج منها وباتت تـُنسي الجميع الهم والوجع الأساسي وهذا انقلاب غادر ومؤلم على طموح ومستقبل ومصير السوري في مسار الأولويات والأفضليات، لكنه بنفس الوقت، يـُرضي ويـُشبع نوازع وأهداف ويلبي غايات كثيرين منخرطين في هذا الصراع المرير.
والقفز لاستنتاجات وتصورات جاهزة وإعطاء أحكام وهمية غير حقيقية، بات هو الآخر جزءا من الكارثة والمحرقة نفسها ويدلل على مكابرة مدمرة تشي بعدم استيعاب كلي لما جرى وما هو جار.
فالكارثة والمحرقة السورية القائمة منذ نيف ودهر طويل مستمرة بنجاح منقطع النظير وتخرج من نفق لتدخل في دهليز وقد تتفاقم مستقبلا بما لا يمكن تخيله، تماما، كما لم يكن لأحد سابقا أن يتخيل ما حصل وما يحصل الآن نتيجة التقديرات الخاطئة وقصر النظر والاستخفاف بممكنات الانفجار والتقليل من حجم وتداعيات العبث واللهو اللا مسؤول، وطالما هناك وعلى عدة مستويات وفي غير مكان من لازال متشبثا برؤاه الساذجة ووصفاته التقليدية البالية وجدله العقيم مع جهل فظيع ومقيم حيال قضايا مهمة وجوهرية...

فاستعداء الداخل بكل مكوناته والاستخفاف والاستهانة به صار جزءاً من ممارسة معتادة وحياة يومية للنخب والطواقم الحكومية المتتالية كما بالنسبة لتحدي الخارج والاستخفاف به والنحو نحو مقارعته والسعي للتصادم معه واستفزازه تحت مبررات ويافطات إيديولوجية مقززة ومستهلكة وفقدت بريقها وأي جدوى ونجاعة لها، كما لمحاولة الظهور الدائم بمظهر الضحية والمحقوق المستهدف وصاحب الحق المطلق من دون إجراء أية مراجعات أو تنازلات جذرية مطلوبة وضرورية لا بل إسعافية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل استفحال الوضع وترديه أكثر وأكثر والتعويل على كليشيهات علاجية طوباوية ورهانات خاسرة سلفاً هو أمر غير حكيم، بالمرة، وقد يعطي نتائج عكسية كما حدث سابقاً، وفي نفس الوقت قد يعطي انطباعاً مغايراً، وفي نفس الوقت لا يشي بنوايا طيبة ولا ينبئ باحتمال حدوث انفراج قريب فسياسات التضييق العامة على الجميع لم تؤت أكلها، أو تثمر سابقا وتجريب المجرب يعني المخ المضروب والمخرب حيث أن بناء الثقة أمر أكثر من ملحّ وضروري...
وقديما قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وفي أحيان كثيرة قد يكون الصمت من ألماس وبلوتونيون والزئبق الأحمر حيث الذهب بمنزلة التنك أمامه...
والأهم قولهم: لا خيل عندك تهديها ولا مال....فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
لم ترفع الأقلام، ولن تجف الصحف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة