الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوان السَبْعينيّات/1

وديع العبيدي

2019 / 8 / 8
سيرة ذاتية


- إلى تِلْكَ الْأيّامِ الصّعْبَةِ الجّميلةِ..
إلى أصْدِقائِنا الجّميلينَ..
مِثْلَل أجْنِحَةِ الْفَرَاشَاتِ الْمُلَوّنَةِ..
وَهُمُ يُحَلّقُونَ..
يُحَلّقُونَ عَالِيَاً..
(عُذْرَاً.. لَنْ أذْكُرَ أْسْمَاءَ..)-

(الْبَدْءُ مِنَ النّهَايَةِ)..
-إنني دائما أبدأ من النهاية، لذلك أنتهي إلى (صفر)!-
(1)
غَنّيْتُ.. قيلَ: تُعَذّبُنا
ضَحِكْتُ.. قيلَ: سَتَسْحَقُنا
ضَمَتّ.. قيلَ: تَلاشَيْنا
أعْطوني لُغَةً أخرى..
غَيْرَ الضّمْتِوَغَيْرَ الْكَلِمَاتِ..
غَيْرَ الحُزْنِ وَغَيْرَ الْفَرَحِ
المَشْؤومِ عَلى عُودِ ثُقابٍ..
أعْطوني امْرأةً أخْرى..
غَيْرَ نسَاءِ الأرْضِ جميعاً..
وَغَيْرَ بِلادِ الأرْضِ جميعاً..
أعْطوني زَلْزَلَةً أخْرَى..
غَيْرَ وَلازِلِ هذا الْقَرْنِ..
وَهذا الْكَوْنِ..
وَدَعُوني.. أفْقُدُ إحسَاسي!..
إنّي تَعِبْتُ.
(2)
رِئتي مِثْلَ الجّبَلِ الثائر..
تَنْبَعِجُ إذْ أتَنَفّسُهَا..
قلْبي تابوتٌ..
تَنْخُرُ فيهِ الدّودُ..
وَيَمْلأ سَقْفَهُ سَرْبُ ذُباب..
وأنَا مقتولٌ
يَتَنَفّسُ مِنْ دَمِهِ..
رَائِحَةَ الْلَعْنَةِ..
كَيْفَ أكُونُ نَقيّا في الأرْضِ..
وأمْلَاُ شعْري زُهُورَ الْيَاسِ..
كَيْفَ أكُونُ رَفيعَاً..
في نِصْفِ وَضاعَةِ هَذا الْعَالمِ..
(3)
آهٍ من لُغَةِ الْكَلِمَاتِ/ الأرقامِ/ الآهاتِ/ الصّدَقَاتِ..
إنّي أسْترْجِعُ هَذا الْحينَ سَفَرَ الأعْمَى..
في جَنّةِ سُحُبِ الْغُفْرَانِ.
(4)
آهٍ مِنْ قلْبي الذي لَمْ يَتَعَلّمْ..
كيفَ يُخْفي الحُزْنَ في عينيه..
أوْ يخنُقُ جَذْرَ السّوسِ..
مِنْ أوّلِ وَهْلَة..
آهٍ مَنْ هَذا الْضَياعِ الْمُرّ..
في هَذا السّكونِ..
إنَني أولَدُ مثلَ الْعَنكبوتِ..
وأعيشُ الآنَ مثلَ السّرَطانِ..
أبَداً.. لا لنْ أمُوت..
لَنْ يَمُوتَ السّرَطانُ..
فَأنا.. بِاسمِ العَذَابَاتِ سأحْيَا..
أمْلأُ كُلّ السّمواتِ.. دُخَان..
(5)
رُبّمَا.. أخْلَعُ أظْفاري.. بليلةٍ..
رُبّمَا.. أمْلأُ فَمي بالترَاب..
رُبّمَا.. أفْقُدُ إحْساسي لِوَهْلة..
رُبّمَا.. أخْرُجُ عَنْ طَوْرِ الشّبابِ..
إنّمَا.. ماذا سَأفعَلُ بالّذي في القلْبِ..
يَا رَبَّ العَذابِ!..
(6)
إنّني أخْرِجُ صَوْتي الآنَ..
مَنْ كُلّ الأنابيبِ التي..
يُمْنَعُ فيها السّرَيانُ..
(7)
إنّني أحْلُمُ هَذا الحينَ..
أنّ الجَوَّ ألْطَفُ..
إنّني أحْلُمُ هَذا الحينَ..
هَذا الحينَ أحْلُمُ..
عِنْدَمَا..
يُصْبِحُ الْحُلْمُ..
تقاليدَ وعَادَاتٍ غَريبةً.
29- نوفمبر 1979م
(بصرة السّبعينيات)/ عراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-