الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن حمزة الشمّري

زكي رضا

2019 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حمزة الشمّري السمسار والشقي الذي يدير صالات القمار ودور الدعارة، وتاجر المخدّرات الذي دمّر مئات الآلاف من شابّات وشبّان وطننا، والنخّاس الذي يبيع ويشتري نساء العراق كأية بضاعة رائجة ونحن نعيش عصر الجواري ونكاح المتعة عهد الإسلاميين الأسود ، والذي وبلا أدنى شك ومن خلال علاقته المتينة بساسة ورجال دين وزعماء ميليشيات وعشائر من العيار الثقيل جدا ، له علاقة بكل أشكال الجريمة في عراقنا المبتلى بحكم الإسلام السياسي وعمائمه كتجارة الأعضاء البشرية وجرائم الخطف وفرض الأتاوات والفساد. حمزة الشمّري هو نفسه، رجل البر والإحسان، والداعم الكبير للحشد الشعبي ماليا، والرجل الذي يحصل على سيف ذوالفقار من المؤسسة الدينية كونه شيعي مجاهد ومن أتباع الحوزة، وعلى شكر وتقدير من سياسيّة أصبحت اليوم مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، والذي يبدو أنه قد حصل عليه منها لإيمانها بدوره في مجال حقوق المرأة. وهو نفسه من كان يقف الى جانب قائمة نوري المالكي وحزبه في كل إنتخابات، جامعا لها الأصوات بالترهيب والترغيب. حمزة الشمّري صاحب الغرف الحمراء في علب بغداد الليلية، والموائد الخضراء في صالات القمار العلنيّة والمحميّة بقوة قانون الميليشيات والأحزاب الإسلاميّة، هو اليوم قيد الإعتقال.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم هو: هل بإعتقال الحاج حمزة الشمّري، ستنتهي الدعارة الرسميّة وتُغلَقْ دورها المنتشرة في بغداد والتي تعمل تحت سمع وبصر أجهزة الدولة وحمايتها، وهل ستنتهي الدعارة " السرّية" والمعروفة بزواج المتعة، وهل ستُغلق صالات القمار، وهل ستنتهي تجارة النساء والأعضاء البشرية، وهل ستتوقف تجارة المخدّرات، وينتهي عهد الأتاوات والفساد، وهل سنرى نهاية لمافيات وعصابات التسول، وغيرها الكثير من أوجه الفساد والجريمة؟ الجواب سيكون بنعم، لو كان حمزة الشمّري هو بطل هذه الليلة كما يقول المصريون. لكن الحقيقة هي أنّ السؤال سيبقى قائما دون جواب، لأنّ حمزة الشمّري لم يكن الا موظفّا بسيطا في مؤسسة كبرى وإن كان ذو " شنة ورنة"، ورحيله لا يعني شيئا، لأن هناك حمزة شمّري جديد سيحل محلّه.

في بلد تحكمه المافيا رسميا كالعراق، يعتبر تقديم كبش فداء بين الحين والآخر أمر ضروري عند زعماء المافيا، وحمزة الشمري ليس سوى كبش فداء لزعماء كبار من المافيا. إنها أصول اللعبة التي لا يجيدها صغار الموظفين كالشمري، والأمر لا يختصر على العراق وحده، بل في كل مكان تكون فيه المافيا هي الدولة، أو تتحكم بمفاصل الدولة. ولو عدنا لسنوات ست مضت، سنرى المافيا تنهي في قلب الخضراء (نمير كريم عبد الحسن العقابي) وهو أحد كبار أصحاب الأموال بالعراق وقتها ، والمستثمر التي كانت تفتح له خزائن البلد بعد أن ترسو عليه المناقصات من كل حدب وصوب، ليكون كبش فداء لشريكه، كون شريكه كان ولايزال جزء من نسيج المافيا وأذرعها التي تصل الى حيث تشاء ووقتما تشاء.

أنّ الميليشيات الإسلامية والتي كان حمزة الشمري وجه من وجوهها المعروفة، لا يُمكن أن تترك مواردا مالية تقدر بمئات ملايين الدولار سنويا بعد إعتقاله دون إستثمار. فهذه الميليشيات وبعد الحصار الأمريكي على إيران وضعف الميزانية العراقية، وإدراج بعض قياداتها على القائمة الأمريكية السوداء، ستكون بحاجة الى المال لتستمر بنشاطاتها. وليال بغداد هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لهذه الميليشيات، وإن كانت غير إسلامية، بل وإن كانت عاهرة.

الطامة الكبرى هي موقف المرجعية التي تتدخل بكل أمور الحياة بالعراق وتدعو لمحاربة الموسيقى أو منع إقامة سيرك للأطفال كما حدث في البصرة قبل سنوات بحجة أنّ الأرض التي سيقام عليها السيرك ملكا للوقف الشيعي، والتي تحارب المدنية بحجة شيوع الإلحاد. هذه المرجعية التي تدعو لمراقبة مواقع التواصل الإجتماعي خوفا على الشباب من الإنحراف، لكنها تغض بصرها تعففا من دور دعارة الحاج حمزة الشمري وصالات قماره ومواده المخدّرة، فهل الموسيقى والمسرح ومواقع التواصل الإجتماعي رذيلة والدعارة فضيلة في نظرها!؟

العراق الذي يحكمه منذ شباط 1963 عصابات قادمة من الأّزقّة الخلفية، قادر وتحت نفس السلطات كما سلطة اليوم على إنتاج الكثير من أمثال حمزة الشمّري، والحقيقة هو أن الزمن اليوم هو زمن حمزة الشمّري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
ابو احمد الشمري ( 2019 / 8 / 9 - 10:54 )
لاجف يراعك و لا فض فوك. احسنت استاذ زكي في تعرية المافيات الاسلاموية


2 - الأخ العزبز بو أحمد
Zaki Reza ( 2019 / 8 / 9 - 11:35 )
شكرا لمروركم العاطر، المافيات بحاجة علاوة على تعريتها، الى شن حرب بلا هوادة عليها، وفق القانون... لكن السؤال هنا، من سيطبق القانون، هل هموم لصوص السلطة وميليشياتها وعمائمها ..!!؟


3 - المافيات ألأسلامية هي من تقود العراق
صباح اصلان ( 2019 / 8 / 10 - 19:43 )
منذ ان ابتلى العراق وشعبه بالعمائم واستيلاء عملاء ايران على الحكم بحجة الحكم للاكثرية الشيعية حركت ايران عملائها وجواسيسها وما اكثرهم لتنظم الاحزاب الأسلامية الشيعية للوصول الى السلطة وحكم البلاد لتحول العراق الى محافظة ايرانية تقاد من عملاء الولي الفقيه.
ثم جاءت فتوى المرجعية السيستانية لتطلب متطوعين من الحشد الشعبي لمقاتلة داعش ، فكانت الفرصة العظمى لعملاء ايران لقيادة الحشد الشيعي فتأسس الحرس الثوري العراقي تحت اسم الحشد الشعبي ليكون اليد الضاربة بيد ايران في العراق .
استولت الاحزاب الأسلامية على الوزارات لتبدا لجانها الأقتصادية بحلب خزينة الدولة من خلال عقود المناقصات والاستيرادات و حصص العمولات التي تنزل في جيوب الاحزاب و قياداتها من نوري المالكي الى العامري و الصدر والخزعلي وبقية رؤوس الفساد والمافيات الاسلامية . اصبح اولئك العملاء من اصحاب الملايين والمليارات من سرقات اموال العراق .
وما الحاج حمزة الشمري الا احد رجال تلك المافيات الاسلامية ، الذي اطيح به ك كبش فداء لتبييض وجه عادل عبد المهدي رئيس جهاز الفساد العراقي بعد ان فاحت الروائح النتة من الحكومة .


4 - اخ زكي هذا الداعشي صاحب الجيفه 3 كائن سافل يجب ان
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 8 / 11 - 06:53 )
تستنكف من وجود تعليقه المعادي لكل خير وشريف في عراقنا وخصوصا ابطالنا الاشاوس محطمي داعش-اي الخشد الشعبي البطل جيش كادحي العراق محرره ودعامة وضمانة تخلصنا من الامبريالية الاميركية المجرمه-تحياتي


5 - الى الجيفة رقم 4
صباح اصلان ( 2019 / 8 / 11 - 22:01 )
لو لم تكن من عملاء ايران القذرين لما ثارت حفيضتك من تعليقي على جماعتك .
انتقادي ليس لجهاد الرجال الذين حاربوا داعش لكونهم عاطلين عن العمل وانخرطوا للقتال مضحين بدمائهم لأعالة عوائلهم من رواتب الحشد . انهم ابطال لكني انتقد قيادات فاسدة من عملاء ايران التي تحركهم حسب اهوائها للسيطرة على العراق بواسطتهم ، هل تنكر انه كلهم يؤيدون ولاية السفيه الأيراني الخامنئي ومستعدين لتنفيذ اوامره حتى ضد العراق نفسه وسرقة ثرواته التي يحولوها الى ايران عن طريق شراء الكهرباء والبنزين منها بدلا من انشاء محطات التوليد و مصافي النفط ؟
هل تنكر ان ايران حولت الشباب العراقي الى مدمني مخدرات بتهريبها انواع المخدرات الى العراق .


6 - تفو على الجيفه بعثوهابيه رقم5 وعلى كل من يسمح بنشر
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2019 / 8 / 12 - 03:39 )
سمومها خاصة ضد شعب ايران الشعب الشقيق والجار الوفي وبالخصوص في هذه الايام التي تقف فيها ايران ضد الشر العالمي كله متمثلا بالامبريالية الاميركية والنازية الصهيونية والرجعية الارهابية العربية متمثلة بمهلكة ال سعود ودويلات الخليج المجرمة قاتلة شعب اليمن ومئات الالف من ابناء شعبنا العراقي القاعدة وداعش ونغولة البعث-نحن نختلف فكريا ليس فقط مع ايديولوجية النظام الايراني وانما نختلف حتى مع ايديولوجية قادة ثورة العشرين المجيده ولكننا مع ايران في معركتها الباسله ضد اعداء ايران ومنطقتنا والعالم الى المزبله ايها البعثوابيين ومعكم ايضا مدعي التقدمية العميان في معاداتهم لايران ولابطالنا الميامين-الحشد الشعبي عزتنا ورافعي رؤسنا في انتصارهم الاسطوري على داعش وفي سهرهم على العراق شعبا ووطنا

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو