الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة شخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب...

غسان صابور

2019 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة شخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب...
يا سيادة الرئيس
غالب من يتابعون انتفاضاتك وأوامرك.. وانسحاب أوامرك.. واتفاقاتك ومعاهداتك بالعواصم العالمية.. أو بالبيت الأبيض في واشنطن.. ونقضك لها باليوم الثاني.. بشحطة قلم على صفحتك بتويتر.. أو لحفنة من الصحفيين القلائل الملتفين أو الموظفين حولك... غالب هؤلاء البشر يعتقدون أنك مضطرب ـ عقليا ـ بشكل من الأشكال... ويجب إزاحتك Impeachment... يعني إزاحتك من السلطة.. لوجود خطر واضح على مسيرة الحكم ومسيرة الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية.. وعلاقاتها التجارية والاجتماعية.. والإنسانية...
أما أنا كلي ثقة حازمة أنك لست معتوها.. ولا مضطربا عقليا... ولكن هذا أسلوبك بالمحافظة على انتخابك مرة ثانية.. لا للمحافظة على مسيرة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم.. إنما لحماية مصالحك التجارية الشخصية.. وخاصة.. وبالأحرى على مصالح المافيات واللوبيات التي عملت وساهمت بمليارات الدولارات لانتخابك.. وطريقة تمثيلك بهذا الدور "المهزوز" من وقت لآخر.. على طريقة مهرجي التلفزيون.. تتماشى مع عقلية غالب الشعب الأمريكي العادي.. والذي لا يحب كثيرا التفكير والتحليل الإنساني.. والدعوات لحرية الفكر والديمقراطية.. والذي يكتفي بخلق ديانات وكنائس جديدة كل صباح.. تجمع أموالا طائلة على ظهور الأغبياء.. دون أن تدفع سنتيما واحدا.. كضريبة... متابعة لما كتب على إحدى وجوه الدولار In God we trust بالله نحن نؤمن... بالرغم أن سياسة حكوماتهم من سنوات تزرع الموت والأسى والتفجير والخراب لدى شعوب العالم.. حفاظا على مصالح وانتفاخ ثروات مافياتها.. ككبرى شركات النفط والتبغ والأدوية.. وبيع الأسلحة... لا علاقة لها بأية آلهة...
يا سيد ترامب... أنت لست معتوها.. وطرق سياساتك الرأسمالية.. تتمة ومتابعة لجميع السياسات الرأسمالية القاتلة.. لغالب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.. وحتى من سبقك.. رغم سواد بشرته.. لم يأت بأي جديد لسود البشرة.. مثل جميع سود البشرة الذين استورد أجدادهم كعبيد هالكين معذبين لبناء مزارع وصناعات أمريكا.. بعد أن قتلتم كل أكثرية وأغلبية سكانها الأصليين الهنود الحمر.. ومن تبقى من الإثنين ما زال حتى اليوم ــ بلا كثير من الأمل ــ للحصول على حقوقهم الطبيعية الإنسانية.. بغالب ولايات دولتكم... U S A والتي تعتبر نفسها ـ مليار مرة خــطــأ ـ سيدة ورائدة وحامية حقوق الإنسان... بـــالـــعـــالـــم!!!...
كلي ثقة أنك سوف تعود للبيت الأبيض.. بعد انتهاء ولايتك الحالية هذه.. حيث سوف تقوم المؤسسات الأمريكية الإعلامية.. ومؤسسات الإحصائيات الانتخابية المغشوشة العادية.. بتحضير إزاحة جميع مزاحماتك ومزاحمينك... وتحصل على نقاط معدودة قليلة.. تكفي لإعادتك لكرسي الرئاسة.. وخطاب الرئاسة المنفوخ العادي.. حتى تتمم الدور الموكل إليك.. إنتفاخ ثروات وأسهم بورصة اللوبيات والمافيات التي تعيدك مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية... وديمومة نظامها الرأسمالي والاستعماري الاقتحامي... دون أي تغيير...
أكتب لك آملا أن أجهزة مؤسسات مخابراتك التي تراقب كل ما يكتب وينشر ويحكى.. حتى بأصغر حاكورة فقيرة بالعالم.. عن دولتك وسلطاتها... وبأية لغة بالعالم... سوف تنقل لمستشاريك ما أكتب لك... رغم معرفتي وثقتي أنها لن تغير نصف شعرة من سياستك المرسومة الجامدة التاريخية... والتي تهدد باستمرار مصير شعوب العالم... ولكن سوف تحرمني من زيارة بلدك.. بأي يوم من الأيام... ولكنني اؤكد لك أن هذا المنع.. لن يغير كتاباتي ومعتقداتي...
نعم يا سيد ترامب... أعرف هذا... لأن كل ما أكتبه لك أو عنك... لن يغير نصف شعرة.. أو ربع شعرة من مشاريعك السياسية ـ الاقتحامية ـ التجارية... ولكن جل ما أخشى لمستقبل الإنسانية والبشرية والديمقراطية والحريات العامة التي تتضاءل وتمرض وتموت واحدة بعد الأخرى.. بالعالم.. أن سياستك الشخصية اليوم... أصبحت مدرسة عالمية ـ عولمية.. يتبعك فيها "عبادة " عديد من رؤساء عالمنا اليوم... لا أرغب بتسميتهم واحدة وواحدا... حتى لا أشارك بزيادة شهرتهم.. وتصفيق مزيد من الأغبياء لهم..... وخاصة بالبلدان التي تجاور البلد الذي ولدت فيه.. وشعوبها... واولاد عمهم من العربان...
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ من ذكريات أيام الشباب
بأيام فتوتي وشبابي.. كنت أحب جدا الأفلام الأمريكية.. وخاصة أيام الفتوة كنت أحب أفلام الكاوبوي.. ولكن بأيام شبابي.. بدأت أفكر وأتحسر على مقتل الهنود بالعشرات.. بواسطة صيادي رؤوس.. حسب أعداد الهنود الذين يقتلونهم.. وكان البطل الأمريكي.. دوما صياد رؤوس الذين كانوا يعرضون دوما كقتلة سفاحين.. بلا أية رحمة.. ولكنني من وقتها وجدت حقيقتي أن العكس هو الصحيح... وفيما بعد بدأت أختار الأفلام البوليسية الجديدة... حيث البطل.. هو الشرطي النزيه الذي يبحث دوما عن الحقيقة... مناصرا المواطن الضعيف.. وخاصة المواطن الأسود الذي يتهم دوما ــ للسهولة ــ أنه المجرم.. وخاصة بالولايات العنصرية.. من أمريكا.. بالخمسينات من القرن الماضي...
كنت أحلم بزيارة نيويورك... ومنها السفر لموسكو... لمقارنة حضارة البلدين... ولكنني للأسف ـ لأسباب وجودية ومادية ــ وانشغالات حزبية... لم تترك لي أي مجال لزيارة لا نيويورك.. ولا موسكو وفي بداية الستينات... اخترت فرنسا التي فتحت لي صدرها وأبوابها وثقافاتها وحرياتها.. وجميع متناقضاتها وصعوباتها... ولكنني اليوم.. وغدا وبعد غد أردد أنني لا أغير مدينة ليون LYON الفرنسية.. لقاء أية جنة...
ــ شخصيات نادرة
صحيح أنه من وقت لآخر.. تظهر بأمريكا شخصيات نادرة.. نادرة جدا.. ممثلو سينما.. بعض المطربين.. فنانون مختلفون.. جامعيون... يدافعون عن العدالة الإنسانية.. داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.. ويبذلون وقتهم وثرواتهم وصوتهم.. للدفاع عن قضايا نادرة.. لنساء أو رجال أو قاصرين أدانتهم عدالة أو لا عدالة شرسة عرجاء وعمياء.. فيناضلون من أجلهم.. حتى يصل هؤلاء الضعفاء إلى بعض أو بصبوص نور وفرج.. أو عدالة...
هؤلاء من وقت لآخر... لتضحياتهم وصرخاتهم من أجل الحقيقة والحريات الإنسانية... أرفع لهم قبعتي احتراما... وكم أتمنى لأمريكا أن يتكاثر أمثالهم... حتى يسود السلام والأمان الكامل... و ديمومة الحياة ومستقبل العالم...

بــــالانــــتــــظــــار........
غـسـان صـــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت