الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تجد شيئا في مصر تفخر به

هويدا طه

2006 / 5 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كان سبقا بلا شك لقناة دريم أن تستضيف هذه الشخصية الجميلة.. المستشارة نهى الزيني، التي حُفر اسمها حفرا في ذاكرة الحركة الوطنية المصرية عندما كتبت علنا (شهادة حق).. شهدت فيها من خلال مقال منشور أن تزويرا مبينا مروعا حدث في دائرة انتخابية بدمنهور.. كانت تشرف عليها كقاضية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. لصالح مرشح الحزب الوطني الدكتور مصطفى الفقي ظلما للمرشح المنافس د. جمال حشمت مرشح الإخوان، وأحدثت تلك الشهادة فورانا في مصر امتدت آثاره حتى اللحظة، لأسباب عديدة.. بعضها كان تفويرا لتساؤلات أخرى ظلت كامنة قبل أن تبدأ مصر حراكها السياسي الأخير، وطوال تلك الفترة ورغم صدمة شهادتها العلنية وما أثارته.. لم نر طوال الشهور الماضية حضورا للمستشارة نهى الزيني في أي وسيلة إعلام، فارتبط موقفها الشجاع البطولي بصورة قديمة نشرت لها في الصحف.. سيدة محجبة حجابا صارما يتوفر عنها بعض معلومات.. أنها من أسرة لها باع في سلك القضاء وإلى حد ما تنتمي لشريحة عليا في الطبقة الوسطى بحكم منصبها ومناصب أفراد أسرتها، وظل الأمر بالنسبة لصورتها في الأذهان في تلك الحدود.. قاضية شجاعة لم يخف على المواطن المصري أيضا تاء التأنيث في شجاعتها، لكن قناة دريم.. لا نعرف كيف.. أقنعتها لتظهر في برنامجها الأشهر والأروع العاشرة مساء.. لنجد أنفسنا أمام شخصية تفوق الانطباع بأنها (مجرد قاضية شجاعة).. فرغم حجابها الصارم (الذي هو خيارها الخاص وحقها الخالص على كل حال) بدت شخصية عميقة رفيعة المستوى وطنيا وأخلاقيا.. فاهمة بعمق مكامن المأزق المصري.. عندما قالت:"مصر بلد عريق والتغيير في البلاد العريقة يكون أصعب كثيرا وأبطأ منه في بلدان أخرى ليس لها تلك العراقة"، قد يضيق البعض بملاحظة عنصر (الحجاب الصارم) في تلك الشخصية.. لكن هذا راجع إلى خبرتنا الطويلة بالكثير من الشخصيات النسائية العامة المحجبة.. اللاتي لم نلحظ منهن سوى انغلاقا مروعا على فهم سطحي (عبودي النزعة) للدين والحياة والموت والثقافة والوطنية ومفاهيم الإنسانية الأخرى.. ليس لديهن هذه النزعة (التحررية الأصيلة) التي لمسناها في المستشارة نهى الزيني التي وصفت المجتمع المصري بصدق وشجاعة رغم حجابها بأنه (مجتمع ذكوري) لا يقدر للمرأة حقها الإنساني وتساويها (الأصيل) مع الرجل في كل شيء- كإنسان-، كما اعترضت على الإخوان المسلمين من منطلق أننا جميعا كما قالت:"كلنا إخوان مع بعضنا البعض- من الأخوّة- وكلنا مسلمون" وقالت عنهم أنهم:" قانونيا جماعة محظورة وأدبياتهم ليست كلها ظاهرة على السطح"، كما عابت على حزب التجمع- اليساري- عدم تواجده في الساحة في تلك اللحظة من لحظات تقرير مصير مصر (وإن كان ذلك النداء منها هو بالطبع نداء لمن لا حياة فيه!)، هذا الخطاب الذي تبنته تلك السيدة المتميزة (متميزة فكرا.. ومتميزة أيضا بهذا البريق الأخاذ في عينيها.. الذي يعكس ثقة بالذات والوطن.. تلك الثقة..يا إلهي كم افتقدناها!) خطاب لم نعتده من المحجبات.. لذلك فقط لاحظنا هذا (الحجاب الصارم) على رأس المستشارة الرائعة.. التي بدت صادقة وهي تؤكد أن انحيازها لقول الحق لصالح المرشح المظلوم في ذلك التزوير المبين لم يكن لكونه إخوانيا وقالت لو كان يساريا أو أيا كان.. لم يكن ليتغير الأمر، وكانت محاورتها منى الشاذلي كعادتها تحاورها بأدبها الجم مثيرة كل الأسئلة التي يمكن أن ترد في ذهن المتابع للحوار.. لتعطينا إجابات المستشارة الثرية.. التي أشعرتنا أن أحد أهم نتائج الحراك السياسي في مصر على مدى العامين الأخيرين أن دليلا وراء آخر يخرج إلى السطح بأن الشعب المصري ليس شعبا ميتا.. أبدا.. ففيه كل هؤلاء الذين يعيدون لنا يوما بعد يوم (لذة الشموخ) وإيلاء الكرامة المنزلة الأولى.. بمثل مكي وبسطاويسي ونهى الزيني وغيرهم.. فإن الشعب المصري ليس شعبا ميتا.. وإنما ربما هو رغما عنه.. شعب مدفون بالحيا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال