الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوانُ السّبْعينيّاتِ/2

وديع العبيدي

2019 / 8 / 10
سيرة ذاتية


وديع العبيدي
ديوانُ السّبْعينيّاتِ/2
(إفادة)..
(1)
أنَا..
مِنْ هَذا الزّمَان المُنكَسِرِ..
وَجَوَادي عَاثرُ الخُطُوَاتِ..
لِلْمَوْتِ الْمُفَبْرَكِ يَنْحَدِرُ..
لا تَلُمْني إنْ أنَا أخْطَأتُ يَوْمَا في كَلامي..
إنْ تَعَامَيْتُ.. تَغافَلْتُ.. أسَأْتُ في مرامي..
فأنَا يَا مَنْ أمامي..
- لا تُحَدّقْ في عُيوني-
أنَا بَعْدَ الْيَوْمِ..
لَنْ تلْقى سِوَى بَعْضِ رُفَاتي..
بَينَ مَليُونِ رُفَاةٍ يَنْدَثِرُ..
أنَا مِنْ هَذا الزّمَانِ المُنْكَسِرِ..
وأنَا.. كُلّ الأْغاني في شفَاهي تَنْكَسِرُ..
كُلّ الْمَواويلِ الحَزينَةِ والجّميلةِ..
والأناشيدِ الْقَديمَةِ والجديدةِ..
والمراسيمِ التّقاليدِ الكثيرَةِ تنكَسِرُ..
لا تَعودُ غَيْرَ خيطٍ..
يَرْبُطُ الصرّةَ بالْقلبِ..
فَيَحْيى الطفلُ مثل المَيّتينَ..
وهُمُو يَبْنونَ آفَاقاً له..
لا تَصْمُدُ مثْلَ السّنين..
آهِ لَوْ يَعْرِفُ هَذا الطفلُ..
أنْ يَكْبُرَ يعني..
أنْ يزيدَ في شَقاهُ..
أنْ يبولَ فوقَ كفّيْهِ التّنينُ..
مَا نَما يَوْمَا..
وَلا شَاءَ اخْتِراقَ السّورِ..
مِنْ ثُقْبِ جِدارٍ مُنْفَطِرٍ..
(2)
أنْتَ..
مِنْ هَذا الزّمَانِ الْمُنْكَسِرِ..
وَالّذينَ الآن خَلْفَكَ.. أوْ حَوَالَيكَ..
وَكُلّ الْحاضِرينَ الْغَائبينَ..
هُمُو مِنْ هّذا الزّمَانِ الْمُنْكَسِرِ..
إنّمَا.. لا تَنْكَسِرْ..
هَكذا.. إلْقَ قوِيّا..
كُنْ مثَاليّاً.. وَكُنْ لا وَاقِعِيّاً..
إنّمَا.. إبْقَ قَوِيّاً..
الْمُهِمّ الآنَ أنْ لا تَنحني..
لا زِلْتَ وَجْهَاً عَرَبِيّاً سَمَوِيّاً..
(3)
فأنَا..
كُنْتُ كثيرَ الشّغْلِ في الذّهن..
وَأحْلامي كثيرةٌ..
أصْنَعُ دُوَلاً مِنَ الْكرتونِ في رَأسي..
فَتَهْدِمُهَا رِيَاحٌ أوْ مَطيرَةٌ..
وَأنَا..
مَا بَيْنَ أحْلامي وعَصْفِ الرّيحِ..
طِفْلٌ يَجْعَلُ الرّيحَ بَعيرَهُ..
وَهُوَ..
يَمْضي في خَيال الحُلْمِ.. لَكِنْ..
لَمْ يَكُنْ غَيْرَ خَيَالٍ مُنْكَسِرٍ..
فَهُوَ مَنْ هَذا الزّمَانِ الْمُنْكَسِرِ..
(4)
قيلَ..
لا يُشْتَرَطُ أنْ يَعْبُرَ النّاسُ جَميعَاً..
مِنْ سطورِ الأوّلينَ..
أن يَعيشوا جُورَهم وعذابَهُمْ..
حّتّى يَكونوا مُؤْمِنينَ..
أنْ يَبيحُوا دَمَهُمْ لِلْفأرِ والصّقْرِ..
ويَبْكوا في الْمَسَاجِدِ صَاغِرينَ..
وَمَضى.. لَكِنّمَا..
في الرّيحِ صَوْتٌ آدَمِيّ..
تركُضُ الرّيحُ وترْكُضُ..
وَهُوَ يَمْضي..
هُوَ مثْلُ الأجْنَبي..
كُلُّ مَا يُعْرَفُ عَنْهُ..
أنَّهُ بَطَلٌ شَقِيُّ..
وَهُوَ مِنْ هَذا الزّمَانِ الأْجْنبيّ الْمُنْكَسِرِ..
إنّمَا..
لا زَالَ في جَبَتهِتِهِ نورُ النّبِيَّ..
وَهُوَ رَغْمَ الرّيحِ وَالآلامِ....
لا.. لَنْ يَنْكَسِرَ..
(30 نوفمبر 1979م)
البصرة- باب الزبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف