الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية الكافرة... على بدر

زهير إسماعيل عبدالواحد

2019 / 8 / 11
الادب والفن


رواية الكافرة
بلغة شفيفة تسرد الرواية حكاية فاطمة، المرأة العراقية التي عاشت الويلات في مناطق نفوذ المتشددين الذين أجبروها على خدمتهم بعد أن فقدت والدها في عملية انتحارية وانطلاق زوجها الفاشل إلى ملاحقة حلم أخير في الحصول على سبعين حورية عبر ما سماه "الاستشهاد" وزوجوها من احد مقاتليهم فتحينت الفرصة للانعتاق وهربت إلى بروكسل كما تُهرّب الممنوعات من الحشيش والسلاح، غير أن المهرّب لم يكن أفضل من الذكور السابقين ليغتصبها في الطريق. في المنفى تحاول فاطمة -التي أصبحت "صوفي"- أن تعيد حياتها من جديد، غير أن ثقل ذاكرتها الحية بتاريخها المكلوم دفعها إلى الانتقام من الذكور، وقلب معادلة حلم زوجها الذي قدم حياته قربانا لسبعين حورية فعملت على إسقاط سبعين رجلا في حبائلها، إلى أن وقعت في حب أدريان. " "
كتابة بالدم عبر شخصية صوفي التي تروي لأدريان ذكرياتها، يكتب لنا علي بدر أول مقاربة روائية لامرأة ما بعد السبي أو ما بعد النجاة.
يمثل جسد صوفي في الرواية طرز كتابة لسيرة المرأة في مجتمع ذكوري يكشف عن توحشه وعدائيته للجسد الأنثوي ساعة تسقط الأنظمة والقوانين الرادعة، فيعود إلى جاهليته الأولى في ثوب التشدد الديني وبهذا يكون علي بدر قد حفر في تاريخ العنف الموجه ضد المرأة وجسدها لا لتبرئة المتشددين بل لكي يقول إن هذا العنف قد تربى قبل وصولهم بقرون ومهدوا له لكي يشتد فظاعة.
عنف واستشراق الكافرة، رواية لإدانة العنف المسلط على المرأة من الطراز الأول، وهي بذلك وليمة استشراقية ولا مرد من انتظار كاتبها لتهم كثيرة من قبيل الإغرابية (إكزوتيك)، ولكن الرواية من جهة أخرى لا تقول سوى الحقيقة التي أصبحت الشاشات والتسجيلات على اليوتيوب تعرضها. تبدو هذه الرواية ضرورية في هذه اللحظة من نواح كثيرة، منها الانتباه إلى شخصية الضحية أو اللاجئ الناجي الذي قد يتحول إلى شخصية انتقامية إجرامية يصنعها الإرهاب في فضاءات أخرى نتيجة ما لحقها من تشوهات نفسية وما تعرضت له من مآس وعذابات محت وجهها الحقيقي. فمغادرة الفضاء الجحيمي لا تعني النجاة، لأن الضحية قد تتحول بانتكاستها من فضاء جحيمي إلى فضاء جحيمي آخر لتواصل اللعبة. وهذا ما تعكسه شخصية أدريان القادمة من ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية، تلك الشخصية التي تشي الرواية في قسمها الأخير بأنه الوجه الذكوري لصوفي، فكلاهما ضحية العنف الديني والطائفي الذي ورطهما في عقيدة الانتقام والثأر. ليتسع مفهوم العنف الذكوري اليوم ليكون ذهنية متسلطة على الرجال والنساء على حد سواء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا