الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاهد مع المقريف والحجازي

محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)

2019 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الشاهد مع المقريف والحجازي
مع نهاية العام الماضي (2018) وبداية العام الحالي قدمت قناة ليبيا الأحرار وهي تابعة للإخوان المسلمين سلسلة من اللقاءات مع المدعو/ محمد يوسف المقريف أمين الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا السابق في برنامج الشاهد حضرت التسع حلقات الأولى اعتبارا من الثانية بعد إنتباهي لها من أولى حلقاته التي لم أحضرها وأثارت زوبعة في وسائل التواصل الاجتماعي أي 9 ساعات كانت كارثة بكل معنى الكلمة سواء من حيث الكم أو الكيف فقد تطرق الضيف الى تفاصيل لا تهم أحدا غيره بل أنتقد أشخاص في سلوكياتهم معه في بيته في بريطانيا بشكل لا يليق نشره على العموم ولم أستطع إستكمال متابعته على الرغم من أنني كنت راغبا في المزيد من معرفة المعلومات عن هذه الجبهة التي كانت لها شعبية عارمة في ليبيا أيام القذافي وسقطت سقوطا مدويا بعده وخاصة إبان تولي المذكور للسلطة في ليبيا على رأس المؤتمر الوطني سئ الذكر والتي أستهلها بإقرار مرتبات ومزايا خيالية لأعضاءه معلنا للثوار بأنه زمن النهب العام ثم القرار رقم 7 بإعطاء الشرعية لميليشيات مصراتة لأخذهم بثأرهم من ورفلة الذي مضى عليه قرابة قرن من الزمان في مشهد عبثي لا يصدق.
وفي صباح يوم الجمعة الموافق 09/أغسطس/2019 شاهدت الدقائق الأخيرة من آخر حلقة من نفس البرنامج مع المدعو/محمد الحجازي الناطق الرسمي لعملية الكرامة سابقا وقد ذكر المذيع في نهايتها بأنها الحلقة 15 وكنت قد قرأت عنها في بدايتها مقالا كتبه أحد الدكاترة في موقع الحوار المتمدن وصفها بأنها أهم حدث في ذلك الوقت ومضى يحلل ما ذكره الحجازي أيضا في عمل عبثي لا يصدق.
ولمن لا يعرف الحجازي فهو رئيس عرفاء في السلاح الجوي الليبي سابقا وذكر في حديث مسرب مع أحد معارفه بعد إنشقاقه عن عملية الكرامة بأنه ممسوس وان ما تفوه به لم يكن يقصده بسبب المرض الذي تسبب فيه الجن الذي يسكنه وأنه ماضي في علاجه.
أما المدعو/ محمد المقريف فهو غني عن التعريف فقد خدع الكثيرين ليس من العوام بل من النخب السياسية والثقافية العربية والأجنبية منذ نهاية السبعينات فما الذي يجمع مثل هذين الشخصين ولماذا يفرح بشهادتهما تيار الاسلام السياسي؟
والجواب هو أن تفكير المنتسبين لهذا التيار هو تفكير سطحي بإمتياز وأن جميعهم يرون ما لا يراه الشخص الطبيعي العاقل وليس شرطا أن يكون متعلما ومثقفا ليدرك أن ما يطرحونه ليس سليما على الاطلاق فالأيديولوجية تعميهم عن رؤية الحقيقة هذا بشكل عام. أما في ليبيا فإن الأنكى والأدهى من ذلك هو الفساد التاريخي غير المسبوق الذي تورطوا فيه والسلطة التي أستحوذ عليها هذا التيار من بداية النكبة الثانية في تاريخ ليبيا المعاصر جعلتهم مستعدين للتضحية بكل الوطن في سبيل بقاءهم.
وأنا هنا لست بصدد نقدهم كأشخاص بقدر ما أريد الاشارة اليهم كنماذج لهذا التيار الغريب الذي يقوم بكل شئ الا الشئ الصحيح. فالمقريف خدعنا عندما ساهم مع الكثيرين من أبناء ليبيا الخيرين في تأسيس الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا عام 1981 والتي كانت أملا لكل الليبيين في التخلص من القذافي وشخصيا كنت لا استمع الي أي نوع من النقد يوجه اليه الى أن تبواء منصب رئيس المؤتمر الوطني وبداء بذلك القرار العجيب الذي كان يحمل الرقم (2) بتحديد مرتبات ومزايا أعضاء المؤتمر الوطني فلم أصدق نفسي وعيني وأذني وأصبت بإحباط بقية ذلك اليوم بل أتذكر جيدا أن النوم جفاني طيلة الليلة التي تلت ذلك اليوم وأنا أحاول أن أجد مبررا لما قام به هذا المؤتمر وعلى رأسه مثل المقريف الذي كنت أعتبره قامة كبيرة في ليبيا واذا به يصبح قزما يبحث عن المال بل الأدهى والأمر أنه يشرعن كل ما من شأنه تدمير ليبيا بما فيها جريمة متخلفة وهي الأخذ بثأر مضى عليه قرن من الزمن و إقراره لنسبة (10% أو 20%) لكل أفاق يقوم بارجاع الأموال الليبية في الخارج عند ذاك فقط أخذت أراجع نفسي وأستمع الى منتقديه سواء من المعارضة الذين كنت أعرفهم أو من زملاءه السابقين في الداخل والخارج والذين أجمعوا على إنتقاده سلوكيا وفكريا وختمها هو في هذا البرنامج عندما صرح في أولى حلقاته (التي لم أحضرها) وأثارت زوبعة في وسائل التواصل الاجتماعي بأنه ليس من قبيلة المغاربة البرقاوية وأنه ينتمي الى قبائل الغرب الليبي ؟ ثم في حلقة أخرى صرح بأنه لم يحضر الدكتوراة في المحاسبة وانما تحصل على عضوية جمعية خبراء الضرائب في بريطانيا ؟
أما الحجازي فقد كنا نعرفه في بداية عملية الكرامة بأنه برتبة رائد وأتضح فيما بعد بأنه رئيس عرفاء ويقول البعض بأنه من عائلة الحجازي المصرية.
فكيف ينسى المقريف و حزب الجبهة قوافل الشهداء والمعذبين في سجون القذافي والمشردين في مشارق الأرض ومغاربها من أعضاء الجبهة ومناصريهم ومعارفهم ويتحالفوا مع أعداء الوطن الذين تكالبوا عليه من كل حدب صوب والذين أغتصبوا طرابلس وجعلوها رهينة لهم لنهب ثروات البلاد ويصطفوا ضد الجيش الوطني الذي يصفونه بأقذع الصفات فهو جيش حفتر وجيش الشرق الذي أتى غازيا للغرب والبدو ، الهمج ، القهويين ، المتخلفين ، جند الطاغوت ، القرامطة ...الخ أما الميليشيات التي أذاقت الليبيين كل أنواع العذاب فهم أنصار المجتمع المدني الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة المتحضرون الذين يفوقون الشرق بـ 400 عام حضارة (فترة الاحتلال التركي لليبيا)
وفي الحقيقة والواقع الذي لا يستطيع انكاره شخص سوي هي أن المجلس الرئاسي والمسيطرون على طرابلس لا يملكون الا المال فقد أستولوا على مصرف ليبيا المركزي وأخذوا يبعثرون ثروة البلاد في كل مكان وعلى كل من يرون أنه معروض للبيع والشراء.
فكيف لحزب يحترم نفسه أن يتحالف مع أمثال البقرة والزيقرا والزمرينة و الجرو و الحصان والشعر والبيدجا والقصب والعمو ....الخ (لمن لا يعرف هذه ألقاب رؤساء بعض الميليشيات أو المتنفذين فيها التي يعتمد عليها فايز السراج في مقاومة الجيش الوطني والمفارقة أنه يسميها أيضا بالجيش الوطني)
وفي المقابل فالجيش الوطني لا يملك شيئا من هذا المال الذي يأتي من النفط الذي يحرسه في الشرق والجنوب الليبي ويحارب أفراده بجيوب فارغة ولكن بقلوب مليئة بالايمان بأن النصر قريب على هذه الشراذم.
وبتاريخ 10/أغسطس/2019 برهنت هذه الجماعات على وحشيتها بتفجيرها لسيارة مفخخة في موكب للبعثة الأممية في بنغازي بعد يومين من إصدار حزب الجبهة الوطنية بيان يدين فيه إحاطة رئيس هذه البعثة الدكتور/غسان سلامة الأخيرة في مجلس الأمن ويتهمه بالانحياز الى الجيش الوطني مما يضع مسئولي الحزب في دائرة الاتهام بالمسئولية عن هذا التفجير سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
محمد حسن البشاري
12/08/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك