الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي

عبدالقادربشيربيرداود

2019 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تتطور تقنيات الإعلام نتيجة التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، وتتنوع اختصاصاته ويتوسع وفقاً لحاجات الإنسان الذي هو مصدر الحدث. وبرغم تلك التغيرات والتطورات الحاصلة في مفاصل الحياة؛ لا تزال بعض تلك العقليات رجعية، تنطلي عليها فبركات التلميع الإعلامي التي تهدف إلى وضع حواجز نفسية قاهرة، تمنع الشعوب عن رؤية حقيقة قادتها، وأشباه الشخصيات التي تتبوأ مناصب مهمة ونافذة في الدولة العميقة؛ كي لا تستطيع تلك الشعوب التفريق ما بين البروباغندا وبين الدعاية والتلميع الإعلامي المضلل، لتمرير المؤامرات والمتاجرات السياسية الرخيصة، لبيع الوطن والمواطن في سلة واحدة.
والتلميع الإعلامي وفق هذه المعطيات هو تحريف ممنهج للحقائق، حيث يجعل من الجريمة فضيلة، ومن الفاسد قائد، ويلبس الجلاد ثياب الضحية. وتعظّم دور التلميع وتزيده خطورة طبقة المنافقين والمتملقين من الذين فصيلة دمهم (+ نفاق) لان مهمتهم هي التطبيل والتصفيق والتضليل، وإضافة توابل النفاق على وصفهم لمن يمجدون، ويجعلون من برنامجهم إن صح التعبير (عصا موسى) لحل مشكلات المجتمع؛ السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية.
وفقاً لهذه المعطيات والحقائق، يكون التلميع الإعلامي وسيلة قذرة للتلاعب بالعقول، من خلال بروز ووهج مصطنع؛ كأنما الدنيا اختزلت في تلك الشخصية الكارزمية، وبه ومن خلاله سوف يتم انقاذ الناس، حتى يوصلها الإعلام المنافق بالتلميع المصطنع الى درجة التقديس والالوهية كما فعل (فرعون) حين قال لبني اسرائيل: "أنا ربكم الأعلىٰ"! فكم من فرعون وفرعون في هذه الأيام اختلق ديناً له، وجعل من نفسه رباً اعلىٰ؟
وفي تاريخنا المعاصر هذا (أدولف هتلر) زعيم النازيه والهولوكست - محرقة اليهود - كيف يقوم الإعلام الالماني بتلميعه الحذق عبر رسم صورة خيالية له، مخالفة للواقع، بل ومخالفة لما هو عليه ذلك الحاقد العنود، قاتل الشعوب بلا هوادة، بسبب أسطورة اختلقها من نفسه وهي (العرق الآري) الذي يجب أن يسود ويحكم العالم، دوناً عن بقية الأعراق والأجناس؛ فصنع منه بطلاً قومياً تاريخياً؛ حتى صار الشعب الالماني، ومن رضي عن أقواله وأفعاله من غير الالمان؛ يفكرون بعقليته ويرون الأحداث ونتائجها برؤيته، كونه المعصوم الذي لا يخطأ والمنقذ الذي لا يهزم. لذلك يصف الله تعالى هؤلاء الطغاة بقوله تعالى : (... إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) صدق الله العظيم.
منهج التلميع الإعلامي منهج خطير جداً، وضار بكل معانيه ومفاصله المتركبة من التضليل والتحريف والتطبيل والتضخيم والتصنع والتمويه والنفاق، واصطناعاً لحقائق تفندها العقول الراجحة الرشيدة في المجتمع. ... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام