الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول دور البروليتاريا المنحدرة من الريف في ثقافة المدن. -المقدمة-

فلاح علوان

2019 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المقدمة
يعتبر البعض إن التراجع عن المدنية الذي حصل خلال العقود الأخيرة، والذي وصل حد رسم ملامح السياسة والثقافة العامة في المجتمع، هو نتاج تأصل البداوة وعدم ذوبانها أو اندماجها في المدنية. وبناءاً على هذا يعزى سبب تراجع المدنية أما الى رواسب العصبيات القبلية، أو الى نزوح الناس من خارج المدن واستقرارهم فيها ونقلهم التقاليد والعادات القبلية. ولكن انتقال العادات والقيم من خارج المدينة لا يبرر سيادتها وتحولها الى نمط سائد يطبع الحياة بطابعه، فهناك عوامل وراء تراجع المدينة والمدنية وهيمنة القبلية والعشائرية يجب تحريها. وفي الحقيقة ان البادية معزولة عن المدينة ثقافياً، أما الريف والمجتمع الزراعي فيرتبطان مع المدينة ويتداخلان معها اقتصادياً واجتماعياً، بالرغم من قانون العشائر الذي أدخله الانكليز عقب إحتلالهم العراق، والذي كان القصد من ورائه فصل الحياة الريفية عن المدينية، وخاصة من الناحية القانونية، والذي ساهم الى حد بعيد في خلق حاجز بين الريف والمدينة. وباختصار فان القيم التي يطلق عليها البداوة، قد انتقلت الى المدينة عبر الريف لا من البادية مباشرة. وحيث ان البادية معزولة بل ومنفصلة عن المدينة جغرافيا وثقافياً فان القول بأن قيم البداوة غزت المدينة هو قول غير دقيق ويعاني من نواقص عدة، وعليه لايمكن اعتماده حكماً. ولكن الريف الذي تسوده تماماً التقاليد والاعراف القبلية، هو من نقل القيم البدوية، وإنه بهذا المعنى قد لعب دور الوسيط الذي نقل منظومة البادية القيمية أو التأثير البدوي على الحياة في المدينة.
أما نقل البداوة الى المدينة، فقد جرى بصورة رئيسية عبر تيار سياسي، هو التيار القومي الذي يفاخر بالأنساب والأمجاد والرجولة والغزوات، والذي لا يمكنه التعبئة والتوسع الاجتماعي دون وجود تبرير تاريخي لوجوده، وبالتالي فهو يبحث عن تبريره وجذوره في البداوة، وقد إستطاع نقل البداوة الى المدينة عبر السلطة. وعلى هذا الأساس سيكون تأثير البداوة تعبوياً نخبوياً تسلطياً، ومن الصعب دمجه مع الحياة اليومية للمدينة بدون اللجوء الى القسر والتشويه المتعمد، وبدون زج القيم والتقاليد البدوية القبلية قسرياً، وتوجيه الثقافة والمفاهيم والفن عموماً لتتخذ منحى العودة الى الماضي القبلي، وجعله التوجه المقصود السائد للمعرفة والاخلاق والقيم.
ان المنطقة الابرز التي نقلت تقاليدها الى المدن الرئيسية في العراق هي "العمارة"، وهي اقليم زراعي عشائري رئيسي، محاط بأرياف وأهوار وأنهار، وفيها مدن ومراكز مدنية ولكن طابعها العشائري الريفي هو السائد، وسأستعمل تسمية العمارة فيما يلي من المقال لا بمعنى مركز المحافظة فقط، وأنما للاشارة الى المنطقة التي تسمى ميسان كلها. ويشار في كثير من المواضع الى كون استفحال تقاليد العمارة العشائرية داخل المدن الرئيسية التي نزح اليها الفلاحون، هو السبب وراء ما أصبح يعرف بترييف المدينة. ان لهذا الطرح ما يبرره، ولكنه يعكس وجهاً أو بعداً جزئياً من العملية وليس كل جوانبها وأبعادها. وللوقوف على أبعاد هذا العملية يتعين تقصي الأسس التاريخية والعوامل التي قادت الى هذا الواقع.
وجاءت البروليتاريا النازحة لتجد نفسها غريبة في مدنية هجينة ضعيفة مفككة اذا جاز القول. فمن بقايا عثمانية بسبيل الزوال أو الانحلال، الى أورَبَة طارئة معزولة دينياً وفئوياَ، دينياَ لتركزها في أوساط اليهود والمسيحين بصورة رئيسية، وفئوياَ لتركزها في أوساط محدودة نخبوية وعدم تجذرها واتساعها شعبياَ، بسبب ضعف مستوى الصناعة والتمدن في عراق مستهل القرن العشرين. وبين أنماط معيشة حرفية خاضعة لهذه للاشكال المشار اليها، ولم تستطع تطوير مدنيتها الا ضمن حدود ضيقة، بحيث لم تتحول الى ثقافة سائدة، ولم يكن من الممكن أن تتحول بسبب محدودية هذه الفئة من الناحية الاجتماعية، والروح المحافظة بشدة للحرفيين، والناتجة عن متطلبات الحفاظ على انماط الحرف والمراتب الاجتماعية المرافقة لها والتي تتطلبها بحكم طبيعة حياتها بالذات.
وسرعان ما جرى دمج تلك المدنية بل ابتلاعها من قبل الأشكال الجديدة للسلطة وللطبقات الاجتماعية الصاعدة. وكون الفلاح مستقر في الريف، فان نزوحه الى المدينة واستقراره فيا هو بدرجة ما امتداد لشكل حياته السابق ولكن مع تغير مهنته أو حرفته. لقد لعبت العمارة بهذا الصدد دور الناقل للتقاليد القبلية الى المدينة. كما ان ريف العمارة الذي لم يتألف من عمال زراعيين أزاء ملاكي أراض غرباء معزولين، بل فلاحين ضمن المشيخة أو العشيرة، أي في كيان يعتمد اسمياً على الاقل رابطة الدم، فان هذا الواقع قد ساهم الى حد بعيد في تشكل نوع بعينه من الأفكار والتصورات عن المجتمع والعالم بالصورة التي شكلت الشخصية الاجتماعية للفلاح والتي شكلت مفهومه وقيمه. كيف ينعكس هذا الشكل من الاستملاك في أفكار وتقاليد وأخلاق الناس؟ وما دور هذه الافكار، في تبني تيارات فكرية بعينها؟ ما هو دور الافكار التي يكتسبها الافراد عن الحياة في تشكل الوعي العام السياسي لدى عموم الشعب الكادح؟ وهل يحصل تبني الافكار بصورة طوعية أم ان القسر والتمسك بالتقاليد يرسم اتجاهات تفكير الناس؟ كل هذه الاسئلة ذات أهمية وهي مترابطة، وتقود الاجابة عليها الى تكوين تصور أوضح وأكثر موضوعية عن المجتمع المعاصر الذي لم ينفصل عن تاريخه القريب. وهذه المسألة مهمة ليس للتوثيق بل لاستخدام المفهوم المادي للتاريخ ليكون سلاحاً في النضال كما يقول كاوتسكي①.
إن هذا المقال يستهدف التصدي لمسألتين، وجدت اثناء البحث انهما متوازيتان بصورة لا فكاك لها، الاولى هي تأثر المدن الرئيسية بقيم الريف والأساس التاريخي لهذا الواقع، والمسألة التي ارتبطت ببحث هذه المسألة هي كيفية تشكل الافكار العامة عن المجتمع والحياة وفق المنظور العشائري، وكيفية استمرارها مع زوال القاعدة المادية التي تشكلت على أساسها، والتي شكلت ما يعرف بالعقلية العشائرية، والتي تعيد انتاج نفسها كأفكار ولكن على أرضية أجتماعية اقتصادية لا تشبه الأرضية التي انطلقت منها خلال تشكلها. وخلال البحث وجدت نفسي أمام مسألة ملحة هي الاخرى، وقد فرضت نفسها خلال سير المقال، والتي لا يمكن التوصل الى نتائج تاريخية ذات اهمية دون التعرض لها، لترابطها مع أصل الموضوع، الا وهي اصل العائلة والعشيرة في المجتمع الشرقي.
إن المقال الحالي لا يمكن أن يغطي المواضيع الثلاثة المحورية المشار اليها، وبالأخص المسألة الاخيرة التي تحتاج الى دراسة خاصة، لا على أساس الأعراق والأنساب وانما على أساس التطور التاريخي ودوره في إتخاذ القبائل والآنساب هذا المسار أو ذاك.
وفيما يخص دينامية تشكل الافكار والتقاليد، سيتطرق البحث لها في خطوطها العامة وبمقدار ما يخص الأوساط العشائرية. لأن هذه المسألة تشكل إحدى مهام دراسة التطور الاجتماعي وأثره في تشكّل الأفكار والمفاهيم على صعيد المجتمع ككل، وليس على مستوى فئة أو وسط بعينه، وهو ما يقود بالتالي الى التعرف على مسارات وقنوات البنى التي تشكل قلاع التقاليد والقيم.
ان فهم الواقع المعاش للناس وأفكارهم وتقاليدهم على أساس التصور المادي التاريخي، وليس فقط فهم الحوادث أوالوقائع السياسية والتيارات السياسية، هو بحد ذاته سياسة، بل هو السياسة الفعلية. لأن الاسلحة الايديولوجية لدى البرجوازية المسيطرة في المجتمع اليوم، تستمد قوتها الى حد بعيد، من التعمية على الواقع وزج أذهان الشعب بعيداً في التاريخ والحروب والأعراق والدين، لكي تبقي الانسان في وضع يشبه من تشرئب عنقه للسماء وقدمه معلقة في الهواء ولا تلامس الأرض. هذا من جانب ومن جانب آخر، بمقدار ما تكون القاعدة المادية للانتاج والمعيشة متأخرة، بمقدار ما يزداد دور الايديولوجيا في السياسة.
يشكل الجانب السياسي جانباً محورياً في هذا المقال، فليس المقصود دراسة وجه من ظاهرة، وهو الوجه الموصوم بكونه سبب تراجع المدنية، أي نزوح أهل الريف وتأثيرهم في المدينة، بل تقصي الاستعداد النفسي والاجتماعي للايجابية والتقدم كذلك، وهذا جزء من أهداف هذا المقال. وبدون دراسة التطور الاجتماعي، والتعرف على أنماط الحياة التي سادت وعلى الآثار الفكرية لها في أذهان الجمهور، سيكون تقييمنا لدور البروليتاريا الريفية معتمداً بصورة عامة على تقييم الاحداث التاريخية، وخاصة التي تطابق فترات انتعاش الحراك الشعبي وتصاعد الشعبوية. أي باختصار بالتركيز على الاحداث السياسية لا على التطور الاجتماعي وأثره في تشكل الافكار، سواء المحافظة والرجعية او الافكار الثورية والتقدمية، ولا على دينامية حركة المجتمع ودينامية تفاعل الافكارالعامة للناس مع الاتجاهات السياسية.
إن بحث موضوع المحتوى الاجتماعي والتاريخي للعشائر ليس موضوعاً وصفياً أو سرداً معلوماتياً، بل انه يتصدى لمسألة ذات بعد سياسي حي قائم، وإن الخوض فيها هو خوض في سياسة واقعية. إن العشائرية يمكن احياؤها وتوجيهها حسب متطلبات أي تنظيم سياسي للطبقات المالكة في المجتمع، إنها مخزون جاهز بيد السلطات للسيطرة على الأفراد وتحجيم أي دور سياسي للكادحين، انها سلطة في البيت، وفي النفس أي الذات، وإن التعامل معها اليوم على انها مجرد ظاهرة من ثقافة وتقاليد الماضي، أو على انها نتاج رغبات أومبادرة مجموعة من الزعماء العشائريين، هو تصور ناقص او قاصر بصورة خطيرة، وكل ما يبنى على ضوئه من سياسات لن يكون علمياً.
لم يجر إعتبار العلاقات المعقدة في الريف، والانعكاس الفكري والنفسي لها في أفكار الناس، ودورها في تشكل تفكيرهم ومعتقداتهم وتطور بناهم الفكرية، هي الميدان الذي يتوجب توجيه الاهتمام النظري نحوه وتحليله، واقتصرت اغلب الأبحاث على تناول تأثر الريف بالتيارات السياسية والاوضاع السياسية والاقتصادية العامة، أو بمقدار ما يتعلق بالسياسة أو التاريخ السياسي بالذات.
إن الاقتصار على تحليل البنى الاجتماعية، بمقدار ما يتعلق بتحليل أحداث أو مراحل سياسية هامة، يعكس إستخدام النظرية بالقدر الذي يخص مجال النشاط السياسي لهذا التيار أو ذاك، وبالتالي عدم إستخدام المنهج المادي التاريخي في التحليل، وبالنتيجة بناء النظرية خارج الحياة، وهو ما قام به اليسار طوال عقود، مما ساهم في عدم تجذر النظرية والفهم المادي في أوساط الجمهور، وبقائه في أوساط الحلقات السياسية والحزبية، والبقاء في إطار تقديم المشورات واللوائح السياسية الجاهزة المستمدة من تصورات خاصة.
إن عدم بلورة تحليل سوسيولوجي مادي لذات الانسان وتأثيرها المتبادل مع السياسة والتيارات الفكرية والسياسية، أدى من جانب آخر الى تصدي فلسفات أو تيارات فكرية غير اجتماعية وغير طبقية الى تولي هذه المهمة، أقصد بذلك الوجودية والعدمية والعبثية.
ليس المقصود من وراء البحث، اثبات الابتكار أو الأسبقية، فلربما سبقني كثيرون الى هذا الموضوع، وليس المقصود كذلك الاستذكار أو تثبيت الحوادث للتاريخ، وإنما للتعرف على علاقة البنى العشائرية بتشكل أفكار الناس. وبالتالي الانطلاق من فهم التطور الاجتماعي الى بناء التصورات السياسية. وستكون احدى أهم منطلقات البحث هي الشكل الذي أتخذه القالب أو البناء الاجتماعي، والذي تمثل في العشائرية أو القبيلة كبناء سياسي ثقافي، ودوره كأطار أيديولوجي يعيد إنتاج نفسه، ويساهم في إدامة أنماط من التفكير تتخطى القبيلة والريف وتهيمن داخل المدن.
_______

1- كارل كاوتسكي الدين والصراع الطبقي في المجتمع الشرقي العبودي القديم. ترجمة سعيد العليمي. ص ص 14 دار روافد للنشر. القاهرة 2014.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي الحارة أخي فلاح -1
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 8 / 14 - 16:36 )
تحياتي الحارة أخي فلاح , وشكراً لك على هذه الدراسة المهمة والتي تهم أهلي النازحين من أهوار الميمونة في العمارة .

لكن , وجدت بعض المفردات, ومع الأسف, تم أستخدامها بشكل عشوائي و غير دقيق و لا علمي.
المصطلحات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية , هي مفردات مهمة و اعتقد أن علينا أستخدامها بالشكل الصحيح.

1. تقول: وجاءت البروليتاريا النازحة لتجد نفسها غريبة في مدنية هجينة ضعيفة مفككة اذا جاز القول.
ثم تعود و تقول: ....كما ان ريف العمارة الذي لم يتألف من عمال زراعيين أزاء ملاكي أراض غرباء معزولين، بل فلاحين ضمن المشيخة أو العشيرة،

وأعتقد أن التعبير الثاني هو الأقرب للصواب. المجاميع النازحة هم فلاحون ولا دخل للبروليتاريا بمفهوم ماركس المتقدم 1868 , هنا.

2. عبارة : المفهوم المادي للتاريخ , صحيحة تماماً وهي أفضل من عبارة المادية التاريخية .
لكن حضرتكم تخاطب القارئ , ولنتفق أن القارئ هو الأنسان العادي .
ماذا سوف يفهم القارئ من عبارة : لاستخدام المفهوم المادي للتاريخ ليكون سلاحاً في النضال كما يقول كاوتسكي.

أعتقد , لو أن حضرتكم , كتبت مقدمة بسيطة و مختصرة عن المفهوم المادي للتاريخ
يتبع لطفاً.


2 - تحياتي الحارة أخي فلاح -2
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 8 / 14 - 16:50 )
يتبع...

أعتقد , لو أن حضرتكم , كتبت مقدمة بسيطة و مختصرة عن المفهوم المادي للتاريخ , لكي يفهم القارئ جوهر دراستكم, خصوصاً و أنتم تخاطب جمهوراً واسعاً وليس نخبة من المثقفين.

3. تقول أخي العزيز:
الى تصدي فلسفات أو تيارات فكرية غير اجتماعية وغير طبقية الى تولي هذه المهمة، أقصد بذلك الوجودية والعدمية والعبثية.

أعتقد , أننا هنا امام خبطة عشواء.
الوجودية هي فلسفة أنسانية عالية المستوى. وسارتر بنفسه كان يقود حركة الطلاب في باريس 1968.
ممكن في الدراسات الأكاديمية الرجوع أحياناً للوجودية , لكن العدمية و العبثية هما ليس منهاج للدراسة.

أرجوا أن تتقبل ملاحظاتي البسيطة , هذه, بترحاب صدر , وتقبل أحترامي و تقديري.


3 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 14 - 22:09 )


عزيزي الاخ عبد الحسين سلمان المحترم
اشكرك جزيل الشكر لاهتمامك بالمقال، وللتدخل في الموضوع ، وهذا محل اعتزازي.
وبالنسبة للنقاط التي أوردتها فأنها تعكس قراءتك المتأنية للمقال، وهذا سيغني المقال بلا شك. وبالمناسبة فيما يخص فلاحي الميمونة، فقد كتبت مقالا في صيف عام 2012 بعنوان ستون عاماً على انتفاضة فلاحي آل ازيرج منشور على موقع الحوار المتمدن. وحين قال لي البعض ما نفع الذكريات ونحن في أوضاع تاريخية أخرى، قلت لهم بوضوح ان غرضي من المقال هو للبرهنة على ان تاريخ سكان الجنوب هو ليس تاريخ صراع مذهبي أو ديني، بل تاريخ صراع طبقي شأن أي مجتمع.
النقطة الاولى ، بخصوص تعبير البروليتاريا الريفية النازحة، ففي الحقيقة لم أجد تعبيراً يوضح الوضع الاجتماعي لفئة من مئات الالاف من منزوعي الملكية وممن قدم الى المدينة للعمل، غير تعبير بروليتاريا منحدرة من الريف أو نازحة، واحيانا استعيض عن واحدة بالاخرى لمجرد السهولة.
انا اعتبر تسمية بروليتاريا نازحة الى المدينة هو مناسب ويفيد نفس المعنى الذي اطلق تاريخيا على فئات الناس المنزوعة الملكية والتي لا تملك سوى قوة عملها.
يتبع


4 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 14 - 22:12 )
أما وصف الفلاحين في الريف، بالفلاحين، فهو باعتبارهم ما زالوا أسميا يعيشون من زراعة ارض يستأجرونها لقاء نسبة من الحاصل غالبا ما تكون باهضة. ولا ارى تناقضا بين وصف الفلاحين اثناء وجودهم في الريف، ثم تسميتهم بروليتاريا عندما اصبحوا يعيشون من بيع قوة عملهم. وسيأتي شرح موقع الفلاحين الاجتماعي في خلال البحث.
ثانياً، انت تقول:
2. عبارة : المفهوم المادي للتاريخ , صحيحة تماماً وهي أفضل من عبارة المادية التاريخية .
لكن حضرتكم تخاطب القارئ , ولنتفق أن القارئ هو الأنسان العادي .
ماذا سوف يفهم القارئ من عبارة : لاستخدام المفهوم المادي للتاريخ ليكون سلاحاً في النضال كما يقول كاوتسكي.
أعتقد , لو أن حضرتكم , كتبت مقدمة بسيطة و مختصرة عن المفهوم المادي للتاريخ
بخصوص هذه النقطة، يمكن ان أفهم اللبس الذي يحصل لمن لم يطلع على الادبيات التي تناولت مفهوم التصور المادي للتاريخ، ولكن عرض مقدمة لشرح المفهوم المادي للتاريخ خلال المتن، ستسبب مصاعب أكثر مما تفيد، واعتقد ان الانسب هو أحالة القارئ ممن يرغب في الاستزادة الى البحوث التي تناولت التصور المادي للتاريخ. وانا اعتقد ان استخدام التصور المادي في البحث ب


5 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 14 - 22:13 )
وأما بخصوص عبارة كاوتسكي، ففي الحقيقة لم أشأ ان اثقل النص بالاستعارات والهوامش، ولكني اشرت الى اصفحة التي يتحدث فيها كاوتسكي عن اهمية دراسة التاريخ وعلاقته بحاضر النضال الطبقي حيث يقول: - تكاد لا تكون هناك أي طريقة لعمل هذا أكثر فعالية من دراسة التاريخ، بالنظر ورصد تطور المجتمع عبر فترات كبيرة من الزمان، خاصة حينما يكون هذا التطور قد شمل حركات اجتماعية هائلة يستمر عملها حتى الوقت الحاضر. لإعطاء البروليتاريا فهماً اجتماعياً، وعيا بالذات ونضجاً سياسياً، لجعلها قادرة على تشكيل رؤى عقلية عظيمة، يجب أن ندرس لهذا الغرض العملية التاريخية بمساعدة المفهوم المادي للتاريخ. في ظل هذه الظروف فإن دراسة الماضي، تكون بعيدة عن أن تكون مجرد هواية آثارية قديمة، وستصبح سلاحاً ماضياً في نضال الحاضر، بهدف تحقيق مستقبل أفضل-. انتهى الاقتباس.

يتبع


6 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 14 - 22:14 )

ثالثاً:
3. تقول أخي العزيز:
الى تصدي فلسفات أو تيارات فكرية غير اجتماعية وغير طبقية الى تولي هذه المهمة، أقصد بذلك الوجودية والعدمية والعبثية.
أعتقد , أننا هنا امام خبطة عشواء.
الوجودية هي فلسفة أنسانية عالية المستوى. وسارتر بنفسه كان يقود حركة الطلاب في باريس 1968.
ممكن في الدراسات الأكاديمية الرجوع أحياناً للوجودية , لكن العدمية و العبثية هما ليس منهاج للدراسة.
حول هذه النقطة؛ ربما اتفق معك الى حد بعيد فالعناوين المشار اليها وكما ورد في المقال هي فلسفات أو تيارات، وهناك فارق بين الوجودية والعدمية والعبثية التي تكاد تكون مقصورة على اصناف من الفن. ولكني قصدت بوضوح ان عدم تصدي المفكرين الماركسيين الى مسألة ذات الانسان وخصائصه، جعلت تيارات أخرى تتصدى للموضوع وهو ما يعطي الانطباع بأن الماركسية في استخدامها السياسي هي فقط للشعارات والبرامج السياسية، ولا تبالي بخصوصية الانسان. وفي الحقيقة فقد تابعت هذا الامر اثناء تقديمي محاضرات في الفمنستية، فقد رأيت اثناء مناقشة كتاب سيمون دو بوفوار الرئيسي الجنس الاخر، ان الماركسيات والماركسيين لم يتصدوا لبحث الانسان كفرد وكذات، وان سيمون رغم ك


7 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 14 - 22:19 )
، ان الماركسيات والماركسيين لم يتصدوا لبحث الانسان كفرد وكذات، وان سيمون رغم كل ما بحثته، استنتجت في النهاية ان الماركسية هي المنهج الذي يجب تبنيه رغم انها أعتمدت الوجودية كفلسفة في التحليل والتفسير والاستنتاج.
اتمنى ان يكون ردي قد أجاب على الاسئلة التي طرحتها.
مع وافر مودتي


8 - فرد وكذات
Almousawi A.S ( 2019 / 8 / 15 - 13:25 )
الاستاذ فلاح علوان
في ردكم على العزيز الصديق عبد الحسين سلمان ورد
ان الماركسيات والماركسيين لم يتصدوا لبحث الانسان كفرد وكذات
وودت ان اعرف اهية ماركسيات او ماركسية؟
ثم من هم هؤلاء الماركسيين الذين تجاوزوا الانسان كفرد وذات؟
وما رايك اذا في ان
الانسان اثمن رأس مال؟
مع احر تحية لك والاستاذ عبد الحسين سلمان
راجيا لك النجاح في مشروعك الفكري


9 - الأنسان كفرد وذات
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 8 / 15 - 15:24 )
تحياتي الى الصديق العزيز الموسوي.
وشكراً لك على اثارة موضوع , دائماً يتهم الغرب فيه ماركس : وهو الأنسان الفرد
individual man

وقول صديقنا العزيز فلاح: أن الماركسيات والماركسيين لم يتصدوا لبحث الانسان كفرد وكذات.....
مع الاسف غير دقيق.

فقد كتب هيوليت جونسون Hewlett Johnson الملقب بالكاهن الأحمر, دراسة بعنوان:
Marxism and the individual
في الرابط التالي
https://www.marxists.org/archive/johnson-hewlett/1943/marxism-individual.htm

ونشر الحزب الشيوعي الهندي دراسة بعنوان:
Karl Marx on the

Individual and the Conditions for His Freedom and Development
الرابط
https://www.cpim.org/marxist/198504_marxist_marxism&indv_simirnov.htm

وهناك المئات من الدراسات باقلام ماركسية تتحدث عن الأنسان الفرد individual man

لكن أبرزها كتاب العالم أريك فروم Erich Fromm تحت عنوان:
Marxs Concept of Man , والذي يقول:
المسألة المركزية في فلسفة ماركس هي مشكلة وجود الأنسان , ككائن فردي individual واقعي و حقيقي, يتحدد معنى وجوده من خلال عمله...

مع الشكر


10 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 15 - 20:06 )
الاستاذ Almousawi A.S المحترم
بعد التحية
اولاً اني استخدمت تعبير الماركسيات والماركسيين، لكي لا يفهم من كلامي التصريح بأن الماركسية كمنهج لا تتناول الموضوع المشار اليه ، أو انها غير معنية بالموضوع وتحويله الى ركن من اركان النظرية.
نعم.ان كون الانسان أثمن رأسمال هو مبدأ اساس رغم ان الانسان اعلى من الرأسمال وأثمن، واعتقد ان ماركس لا يقصد مقارنة الانسان بالرأسمال بالمعنى الاستثماري. ولكن ما قصدته هو ان موضوعة معاناة الانسان للوجود وذاته الانسانية كفرد، لم تصبح مادة سائدة أو ركناً اساسيا من أركان استخدام الماركسية في تحليل المجتمع والصراعات. وعلى الرغم من وجود مفكرين مثل رايش، الا ان هذا لم يحسم الجدال الفكري مع التيارات التي أشرت اليها، ونلاحظ أوساطا عديدة من المجتمع يتبنى تصورات الفلسفات أو التيارات التي تصدت لموضوع معاناة الانسان للوجود، على الرغم من تقديمها صورة مجردة عن الانسان عموماً وليس الانسان التاريخي.
تقبل تحياتي


11 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 15 - 20:24 )
الاخ عبد الحسين سلمان المحترم
تحية طيبة
اشكرك للمتابعة ولابداء الاهتمام بالمقال. وأشكرك لاحالة القارئ واحالتي الى المراجع المشار اليها. ما تقوله صحيح وأنا اتفق معك. ويمكن ان نضيف ولهلم رايش كذلك لمساهماته النظرية الجدية. انا لا اقلل من أدوار المفكرين الكتاب الذين تذكرهم أو انفي توجههم. ولكن الحقيقة هي ان تناول معاناة الفرد للوجود وتطور ذاته أصبح منهجاً غالباً افردت لها التيارات التي أشرنا اليها الجانب الاكبر من توجهها بل حولته الى مهمتها الرئيسية وبنت تياراتها على هذا الاساس. انا اعتبر ان هذا ميدان رئيسي من ميادين النضال الانساني، وان استخدام المنهج الماركسي وسيادته في هذا الميدان أحدى جبهات المواجهة الفكرية والنظرية بوجه التيارات الاخرى. وهذا ما دعاني الى الاشارة الى الموضوع.
مع خالص وتقديري.


12 - الفرد والجماعة
منير كريم ( 2019 / 8 / 16 - 12:46 )
تحياتي واحترامي لكاتب المقال والمعلقين
الماركسية تنتمي الى دائرة الافكار الجماعية التي تعطي الاولوية لتحرير الجماعة فينتج عن ذلك تحرر الفرد اما الليبرالية تعطي الاولوية لتحرر الفرد فينتج عن ذلك تحرر الجماعة , وقد بينت التطبيقات الديمقراطية تفوق االفكرة الليبرالية
شكرا لكم
شكرا للحوار المتمدن


13 - رد الكاتب
فلاح علوان ( 2019 / 8 / 16 - 15:19 )
عزيزي السيد منير كريم
بعد التحية.
ان موضوع الماركسية هو الانسان وليس الافكار الجماعية، والجماعة في الماركسية هي الطبقة الاجتماعية، أما التحرر وفق المفهوم الماركسي فهو انهاء النظام الطبقي، لكونه قائم على استغلال الانسان ولا يمكن الحديث عن تحرر الانسان في ظل الاستغلال الطبقي.
ان التطبيقات الليبرالية وبالاحرى الليبرالية الجديدة هي التي دشن عهدها صعود ريغان وثاتشر الى السلطة، وصعود الانظمة الفاشية في الشرق الاوسط وافتتاح عهد الحروب التي لا نهاية لها. ان الخراب الذي نعيشه اليوم على مستوى العالم هو بالضبط نتيجة ما يعرف بتطبيقات الديمقراطية بالمفهوم النيوليبرالي.
مع التقدير


14 - ليست الليبرالية الجديدة
منير كريم ( 2019 / 8 / 16 - 16:20 )
تحياتي وشكرا للرد
لم اقصد الليبرالية الجديدة ابدا فهذا نهج اقتصادي انما القصد الليبرالية وبالذات الليبرالية السياسية الديمقراطية المستندة الى الحقوق الفردية والتعددية
الماركسية تكافح من اجل تحرير الطبقة العاملة اولا كمقدمة لتحرير الانسان, وهذا يتعارض مع الحقوق السياسية للافراد من غير الطبقة العاملة خلال البناء الاشتراكي
هذا قصدي بانها اي الماركسية تقدم الجماعة على الفرد
شكرا مرة اخرى

اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-