الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليسار العربي و معضلة التقية
زكرياء محمد العباسي
2019 / 8 / 15مواضيع وابحاث سياسية
التقية في موروثنا الديني هي إخفاء معتقد ما خشية الضرر المادي أو المعنوي ، و كثيرا ما نسمع هذا المصطلح في التلاسنات بين أتباع الطوائف الدينية فيقول قائل لصاحبه أنه يمارس التقية يأتي بكلام يخالف الواقع و يخالف نواياه رغبة منه في تجنب شر غيره أو إخفاء شر يكنه في نفسه .
هنا يطرح القارئ التساؤل المنتظر ، ما علاقة اليسار عامة و العربي خاصة بمصطلح ديني و ما الذي يمكن أن يربط الفكر اليساري التقدمي بالصراعات الطائفية ؟ الجواب بسيط ، اليسار - جله طبعا كي لا نقع في التعميم - صار لصيقا ممارسة و ليس فكرا لهذا المصطلح ، ليس في بعده الديني و لكن تطبيقا قد يمارس اليساري في بلادنا التقية يوميا وهو لا يشعر فمثلا نادرا جدا ما ترى يساريا يجاهر أمام الملأ بتبنيه لفكرة مساواة المرأة بالرجل مخافة فقدان بعض الزخم الجماهيري في مجتمع ذكوري قد لا يقبل الإختلاف معك فقط بل قد يحاربك إذ أنت قررت يوما ألمس بمعتقدات بائدة توارثها من أسلافه ، و هنا قد يكتفي اليساري إنصافا للمرأة ببعض الكلمات المنمقة في قبة البرلمان و المحافل الرسمية ، قس على ذلك مواقف اليسار من الدين فكن متأكدا صديقي لو دخلت أي نقاش ديني مع يساري في بلادنا ستجده يخلع عنه جلباب الفكر المادي و يرمي بكل أسس و مناهج التحليل العلمي ، ليس قصدا منه طبعا و لكن مخافة أن يلتصق به وصف الإلحاد من جاهل أو حاقد ، أما ذكر أمر كالحرية الجنسية فصار من سابع المستحيلات .
يسارنا اليوم حصر إرتباطه بالجماهير في ما هو مادي بالأساس كي لا نقول خبزي ، فكسب تعاطف الشعوب أهم من توعيتها و التشبت بمبادئ اليسار الحقيقي ، كل هذا ليس إنتقاصا من اليسار العربي بتاريخه الزاخر بالتضحيات الجليلة و لكن تحليل لواقع أصبح فيه الربح الوحيد المرجو عند البعض منا هي أصوات معدودة في صناديق الاقتراع بغض النظر عن قناعات و إرتباط أصحابها بفكر اليسار .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2
.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال
.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب
.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|
.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو