الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب عربية ..تنتظر حروب حكامها عليها.

ميساء المصري
(Mayssa Almasri)

2019 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كشف إستطلاع راي أمريكي حديث ان الأغلبية الكبيرة بنسبة 90 % في كل من الضفة الغربية وغزة تعتبر أن "الفلسطينيين سيسيطرون في نهاية المطاف على كل فلسطين تقريبًا"، مستندةً إلى تفسيرين،أولهما فكرة مشتركة بين الغزاويين وأهالي الضفة بنسبة 46 و47 %، وهي أن "الله إلى جانبنا". والتفسير الثاني هو أن "عدد الفلسطينيين سيفوق عدد اليهود يومًا ما"، وهذا ما أعرب عنه 22 % من أهالي الضفة و11 % من الغزاويين. والواقع أن ثلاثة أرباع سكان المنطقتين يؤيدون هذه الفكرة، حيث قالوا "علينا الإصرارعلى اكتساب حقنا الكامل بفلسطين التاريخية كاملةً، لذا فإن أي تسوية مع إسرائيل ستكون مؤقتة ومرفوضة ".

وبعيدا عن الاستطلاعات , يعلم العالم أجمع وفقا للواقع المعاش ان فلسطين ككل تتعرض إلى أقسى ما يمكن تسميته معاناة أو قريبا من الكارثة في مرحلة ما بعد الحربين العالميتين . حتى بدا لسان الحال في الشعور العربي , هل بات حلا قريبا لما يجري في فلسطين أرضنا المحتلة ؟ في ظل حالة الضبابية العائمة في الدول العربية , والتي تحولت إلى أزمات سياسية ألقت بظلالها على الساحتين الإقليمية والدولية، وفتحت الباب واسعا أمام القوى الخارجية الطامعة والمتمصلحة بلعب أدوار مشبوهة تارة وربما تأزيمية في كرة أخرى، كمن صب الزيت على النار أو كمن بنى قصرا وهدم مصرا، وذلك هو الحال في سوريا والعراق وليبيا واليمن وووووباقي الدول العربية اليوم.

فمنذ الأزمة التي شقت طريقها نحو الساحة السورية تحت شعار المؤامرة التي تحاك دوليا وإقليميا للوقيعة بالبلاد كما وقع العراق من قبل، وتحت أي فصل من فصول الأزمة العربية التي تتواتر تدريجيا لنفقد معنى عروبتنا ونصبح مجرد أوعية مستهلكة معتاشة , وكم يلزمنا أن نعتاشه حقيقة لبلوغ إستقدام دور عربي فاعل يوقف الجرح النازف والدم السائل أو يضع حداً لهذا البطش المفرط ضدنا .

عن ارض محتلة أتحدث، وأي ارض هي تلك التي صوتها الرصاص الصاخب ولونها الدم المراق ومشربها التغييب القاتم، حتى انقسم الشعب إلى فسطاطين مفرقين وشتات ، الأول يذود عن حمى الوطن ومكانته في النظام العربي تحت شعار احتواء المؤامرات، والثاني يلوذ إلى شظف المنصب وشغف السياسة تحت شعار السلطة والتحرك نحو التغيير. دون اي تحريك للمياه الراكدة .في منطقة قُدر لها أن ترتبط بسياسات الخارج وصراعاته الدائمة.

لم تعي الحكومات العربية حتى الآن اي دروس وأمثلة لتتكئ عليها الأطراف التي لا تريد التخاذل، وتلك التي تتخوف منه، فالنظم بدورها باتت تنذر بأن كل عدم طاعة مآله ما وصلت إليه الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا من دمار وخراب وتهجير، ولهذا تحذّر شعوبها من مجرد التفكير في الثورة، وعلى النقيض من يدافعون عن النظم يشيرون أيضا إلى الأزمات العربية وما انزلقت إليه البلاد إلى مجازر مهولة، لا يرغبون بحصولها وكأن لا مجازر ذاتية تفترسنا يوميا .

الصراع الذي لا زال قائما في فلسطين مستعرضا أفظع حملة قتل وتدميروترحيل في تاريخها، وهو الرقم الأصعب الذي تواجهه الأسرة الدولية، إذ يستدعي ذلك الوقوف عند التزامها تجاه شعب كامل يعيش ما بين نازحين ولاجئين، حتى أصبحت قضية النزوح واللجوء معادلة صعبة في ملف التسوية الفلسطينية الاسرائيلية ، على أن تلك القضية كانت مدخلا مستساغا للتدويل في هذه المعاناة الكبيرة، ولكن المفارقة القائمة في الأدوار الدولية إلى اللحظة يشوبها القصور إن لم يكن الشبهة، فالحل هنا ليس بالمساعدات الخليجية الإسعافية والإغاثية على إلحاحها إنسانياً بل يكمن بقرار سياسي يضع حداً لصراع متفاقم يزداد آلاماً وقتامة يوما بعد يوم.الى حد اصبح فيه توزيع الشعب الفلسطيني على بقاع الدول الاخرى صفقة رائجة .

والحال عندما تستعصي القضية الفلسطينية على الحل أو الحسم، وتصبح لغة السلاح والتهجيرهي الفيصل من دون اعتبار لأرواح الضحايا والخراب الذي أصاب البلاد برمتها، وعندما تواجه الشعوب نخبة حاكمة لا تهمها سوى سلطتها وامتيازاتها وتوظف كل ما يقع تحت يدها للاستمرار في الفتك والتنكيل حتى آخر الشوط، وعندما تقف الشعوب العربية أمام معارضة سياسية مترهلة مفككة في داخلها ومشتتة في أجندتها لم تستطع بعد مخاض طويل وفداحة ما قدم من تضحيات أن تنال ثقة هذا الشعب المضحي، وقد غلب على وجهها المدني والسياسي منطق القوة والمبارزة، وتخترقها جماعات متطرفة لا فائدة جهادية لها تحاول فرض أفكارها وأيديولوجيتها في المشهد العربي ولو أحرقت كل شيء لصالح اختراقها، بل وتهديد حياة الآخر المختلف وفكرة المشروع الديمقراطي برمته لانها تم توظيفها سياسيا لذلك ، وأخيراً عندما تقف القضية الفلسطينية على مشارف المزيد من التدهور والهلاك إلى أن أصبحت بنظرهم قضية فاشلة بإمتياز , وشعوب مستباحة تتنازعها بإستخفاف قوى إقليمية ودولية هي أبعد ما تكون عن مصالح الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري ، عندها يمكن أن نفسر حالة التسليم والرضا لدى كتلة مهمة من العرب بالمخرج الدولي لمعالجة ما صارت إليه أوضاعهم، وأن نتفهم مشروعية حضور رأي جمعي بات يجد الدور الصهيوأمريكي مفتاح الإنقاذ الوحيد للدول العربية من أتون هذا المتاهة، عندما يسوغ في أذهاننا ذلك يصبح حينها فن الممكن السياسي أبعد إلينا من النجم في رابعة السماء.

ولم يعد الأمر مرتبطا بإجهاض فلسطين أو اخماد نار شعبها ، بل تلبية لنداء الواجب التطبيعي الصهيوني الذي تداعت له المنطقة برمتها إقليميا ودوليا.

هذا ولم تكتف زعمات الدول العربية بالقفز إلى عربة “قيادة” التطبيع الصهيوني ، بل بدأت بالاشتباك مع شعوبها ومع بعضها بعضاً من الخطوة الأولى لتحركها بالتوازي مع انطلاق خطط صفقة القرن وعلى خلفية اعترافات امريكية تؤطر عملها، فقد قفزت أساليبها القديمة في التعاطي مع الاستحقاقات إلى السطح، فانكشف ظهرها على حين غرة وبان عورها وغيابها الفاضح لحس المسؤولية عن مآسي الشعوب ، وبين هذا وذاك افتقدت قيادتها لأي رؤية استراتيجية أو تكتيكية أمام شعوبها وفقدت بوصلتها .

لا يزال غياب المشروع السياسي ذي المعالم الواضحة هو السمة الغالبة على الانظمة العربية ، وهو ما ينعكس سلبا عليها ، فلا الشعوب وحدها المسؤولة عن ضلال نخبة حكام مأجندة استمالها الخارج لتلحق بركب السابقين ، لتبقى الشعوب العربية مثقلة بهموم لقمة العيش ونسيت كرامتها و مسار طويل من الألم والمعاناة، والحق أنه ينبغي في ظل واقع المأساة الطاغية على المشهد العربي أن تقف الشعوب برهة للاعتبار وتحديق النظر في وضعيتها التي أرغمت الدول أن تلبس لباس الحرب لمواجهة شعوبها..فأي حروب ننتظر ..؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن