الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتما نحن لا نشبه احد .. ولا يشبهنا احد

منال الشيخ

2006 / 5 / 13
حقوق الانسان


من تراب الحرب وناره خلقنا ومع كل انطلاقة موت على ظهر حلم توهجنا .. سنجرب إطلالات التاريخ وتدويناته كلها.. من غزو معتقدات ومذاهب ودحرها.. من استقبال لخلايا محترفة في خلق إضاءة ما، دون أن ادري كيف ستكون ملامحي ونحن ننتهي من رحلة ذوباننا في تجارب التاريخ. عيوننا رأت كل شيء من البكاء والبكاء والرحيل والليل الآسن في جوف رغبة مرورا بطعم الخذلان ولذة العبور الكبير والزحف الكبير والدحر الكبير وكل ما هو كبير في نظر آلهة منتقاة بعناية ربانية لإرث بلد ألقاني في حله وترحاله. لا أحد بلا وطن إلا نحن نعتلي وطنا لطالما خيل إلينا انه من أوقاف بلوغ نحو ذرى سامقة ولم ندر يوما أن يسخن ظهر الوطن مثلما سخن حوت الفاتح، وأن نترجل من ذات الغربة.. نمسد أهازيج ضيعت ورقة التوت المهتاجة إلى فعل استلاب . . كيف سنحلم وسقف ليلنا يحجب عنا الضريح، كيف سنملأ استمارات انتماء إلى شخير أجداد سحبوا المرساة عن وردة أفيائنا .. كيف ستتعرف علي وأنا في هذا العمر المستوحد، وأمانينا مخزونة منذ حقب بعيدة في علب الانتظار، وكيف سأفسر لك الماء الذي تغرق تحته تلة ذي النون وفجوة المنارات .. كيف ارتقي بقلمي وأنا أرى انهيار القباب على القباب واحتلام طلة ذهبية لمراسلة كانت تعهدت بإيصال الهمبركر والبيزا تحت شعار الاستثمار الكوني ساخنة إلى أبواب متألهين. قل لي كيف؟؟ يا من رحمت الِسفر من أشعارك وأرحت ضوع النجوم والوجوم على وجوه تغتال فرحة إماء بإمكانية تحرير رقبة أو تمرير عمر محلى بشكولاتة ملكية..
لن أبكيك يا طحين الحصة أو يا بطاقة التموين، لن ابكي كل هذا الزهد في شعبي وغيبي، سابكي جدا لي أماتته نبوءة الحرب المنتهية عند ميناء، لا عند فم ميناء موشى بأوزار حرب فحرب فحروب ..
كيف سنكتب ما نريد وعند كل باب و حارة و ثقب أوزوني ثمة قناص يحتال على الطبيعة؟؟! هل حقا سيكون في وسعنا كتابة ما تمليه علينا أوردتنا الشعرية وزيفنا البنيوي المغادر نحو اختلافات تطالها دوما يد الوأد، في وقت يصير اختلاف أمتي موتا يطلق الصحة والعافية.
اليوم يكون من حقي اعتلاء تلة معفرة بارتجال قسيسين ورغد شعراء يفرون نحو وكالات أنباء وصحف ازدراء وأخبار ليس لها عمل سوى الضحك على الجنون.
الآن فقط سنركنك جانبا أيها الجنون،
الآن فقط سنركنك لنبدأ العمل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية