الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الاخوان و ارهاصاته

محمد علي محمود

2019 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من المتفق عليه لدى جل الدارسين والباحثين ان مصطلح الإسلام السياسي هو مصلح دخيل أطلقه الغرب بغاية خلق نظام سياسي للتحكم في مصير الامة الإسلامية وتشتيتها فالإسلام لا يعتبرونه ديانة فقط بل هو نظام سياسي للحكم والتحكم وعلى هذا الأساس وقع زرع الجماعات الإسلامية الذين عملوا على تثبيت ماهية الدولة في المسألة العقائدية وحولوها الى أداة قابلة للتملك والاستعمال وفق استراتيجية محددة تتلاءم والمخطط الغربي الذي بعثوا من اجله الاخوان المسلمون حيث تصدوا الى مدنية الدولة و قاموا بإنتاج خطاب يقوم على تكفير الأنظمة السياسية ومقاومة جهل المجتمعات بدينهم على حد اعتقادهم و الجهاد كسبيل للتغيير وقد تم تأسيس مناهج كلامية و مرجعيات نصية منتقاة و محددة لاستثمارها ولتمرير اجندتها وبعد قيام الثورات العربية نلاحظ انه وقع تطور في منهج العمل لدى هذه المجموعات بالخصوص انها نجحت و بآليات معينة مدروسة ومخطط لها في الزمان و المكان بالتغلغل في مؤسسات متنوعة ثقافية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية وحتى التعليمية وعملت أيضا على اختراق مؤسسات الدولة وتوظيف المال السياسي لشراء الولاءات بالرغم من عدم ايمانهم بمفهوم الدولة ويعتبرون ان الفوز وبالحكم هو قدر الاهي وهبة ربانية تجسد إرادة الله فيهم وما تسويقهم لمفهوم الإرادة الشعبية الا نفاقا سياسيا بامتياز يستغلونه للحد من الخلافات مع التنظيمات الغير اخوانية كالسلفية و الحوثية...
وقد حرص تنظيم الاخوان المسلمين بالرغم من هذا على المحافظة الهيكل السري داخله الذي يصنع القرار ويحدد استراتيجيات العمل وهذا الجهاز العميق داخل التنظيم هو نتاج فشل التعامل مع هذا التنظيم من قبل الأنظمة العربية والذي كان في غالبه أمنى بحث وهذا في تقديري ما ساهم في زيادة التطرف لديهم وجعل العنف احدى آليات العمل لديهم هذا على المستوى العام أي الإقليمي والعالمي.
اما على المستوى الخاص أي الدولة التونسية فان الاخوان المسلمون كانوا بعيدين عن ارهاصات الثورة ولم تلتحق قيادتهم بالحراك الاجتماعي وعند خلو الحكم سارعوا بلم الصفوف وتجاوزوا الخلافات الداخلية لديهم وإعادة تركيز الهياكل والتنظيم السري ودعموا ما يسمى السلفية الجهادية في محاولة منهم لجس الشارع التونسي الذي تصدى لهذه الفصيل المتعصب وهذا ما جعل التنظيم الإخواني يصنفونهم تنظيما إرهابيا والتبرؤ منه وهو تكتيك للمحافظة على الحاضنة الشعبية حتى لا يخسروا خزانهم الانتخابي لضمان الاستمرار داخل مفاصل الدولة.....يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح