الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه ليلتي

اسماعيل موسى حميدي

2019 / 8 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هذه ليلتي ..وحلم حياتي...
يقال ان احد الشيوعيين حكم عليه بالاعدام في سبعينيات القرن الماضي،لاسباب سياسية، وقبل اعدامه بليلة اتيحت له فرصة طلب ما تشتهي نفسه، كما هو متعارف في الاعراف القانوية والقضائية ،إذ يكرم انسانيا كل شخص محكوم بالاعدام قبل التنفيذ به من خلال تلبية ما تحب او تشتهي نفسه من مطالب،وعندما عرض محامي هذا الشيوعي عليه ما يطلبه ،قال له ،اريد ان اسمع اغنية ام كلثوم (هذه ليلتي) ،وبالفعل تم تحقيق طلبه وقضى ليلته على انغام ام كلثوم والحان محمد عبد الوهاب في مطولتها (هذه ليلتي وحلم حياتي) .
بالتاكيد ان هذا الشيوعي يتقاطع معه كثير من اصحاب العقائد والاصوليين من خلال طبيعة التعاطي مع القيم الروحية ،ولكن الفكرة أين ، الفكرة ان هذا الشخص لو افترضنا انه منحرف عن خط المتدينين والقيميين ،فمهما يكن انحارفه ودرجة مقبوليته عند الله في ديوان الحق الالهي، فان الله سبحانه وتعالى اذا شاء محاسبته فانه حتما لايحاسبه مع المنافقين ،لماذا،لانه صاحب خط واحد ووجه واحد وعقيدة واحدة ودعوة واحدة، الى ان انتهى به الحال الى حبل المشنقة.
عندما تجد السياسي اليوم ،اسلاموي الاصل ،شيوعي النزعة،قومي الهوى،غربي الجنسية، يساري التوجه ،يميني الحقيقة ،ثم يسلخ وجهه ويستبدل ثوبه بآخر جديد مع كل موسم انتخابات، فيقفز هنا ويستقر هناك بين الكيانات السياسة باحثا عن وجوده الاكثر نفعا ،تاركا وراءه العقيدة السياسية الحقيقية .
علم العقائد السياسي الذي يتحدث عنه ابن سينا،وجون لوك، وفوستر، هل بحاجة الى مراجعة بامكانية صلاح سياسة بدون عقائد كما يفعله السياسيون الجدد.ربما أسوأ حالة تواجهها الشعوب هي التلاشي القيمي عند سياسييها،لان السياسة قضية وطريق. وفي العراق قضية ما ،لم نفهمها او هي لن تفهم ، ومررت علينا باستغفال وما زالت تتناسل، اسمها العملية السياسية.
"هذه ليلتي" قصيدة كتبها الاديب المسيحي الرائع (جورج جرداق) الذي يحبه أغلب الشعب العراقي لانه صاحب الموسوعة الشهيرة (الامام علي صوت العدالة الانسانية) والتي بها اعطى الامام علي (ع) حقه الانساني.
يبدو ان ليل العراقيين قد طال كثيرا،من خلال ابتلاءات متكررة يتقن لعبتها الاعداء ويفشل في حلها السياسيون على طول خط التاريخ وفي احيان كثيرة يكون السياسيون هم الاعداء .
ليل سقيم قد طالت حكاياته الملبدة بالحزن، في كل مرة يخفق العراقيون في الخروج من عتمته، فيجرفهم طوفان الطغاة الذين غالبا ما ينتصرون ويضحكون ويتمددون، وتبكي شعوبهم وتلطم على صدورها لانها تدرك عجزها في الخروج من قسوة حالها بسبب النسف القيمي لساستها الذي مزق الاشرعة فكان المصير التيه وسط لجة البحر.
كثير من المتقدمين في التحليل السياسي يوصمون السياسة بالعاهرة فضلا عن تعدد صفاتها الاخرى ،فهل بعض السياسيين في العراق والوطن العربي إكتفى بصفة العهر فقط تاركا وراءه كل تجليات هذه المنظومة الفضة .
.............................................
القاضي: أنت متهم بقضية قدح وذم لأنك شبهت بعض السياسيين بالعاهرات
المتهم: من رفع الدعوى السياسيون أم العاهرات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله