الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيتو سماسرة مجلس الأمن

سمير عادل

2003 / 4 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



الكلمة اليومية ل"صوت إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل
      لم يصمد تطابق موقف حكومات فرنسا وروسيا وألمانيا مع موقف الاحتجاجات العارمة لشعوبها ضد الحرب الوحشية الامريكية على جماهير العراق اكثر من فترة الصراعات التي درات في أروقة مجلس الأمن، من اجل الهيمنة على هذه المنظمة الدولية، التي ظلت لاكثر من عقد اداة لتمرير السياسة الامريكية .مرة اخرى يفتضح موقف تلك الحكومات،التي راحت الى مجلس الامن لتصوت على قرار، ليس لإدانة الحرب والدعوة إلى وقفها،ولا لوضع حدا لمصرع الاطفال والشباب والشيوخ،ولا لإنهاء القصف الوحشي بالصواريخ وبالطائرات التي سرقت النوم من عيون الاباء والامهات،حيث  ينومون اطفالهم بحبوب الفاليوم ،بل من اجل تجديد قرار النفط مقابل الغذاء،ذلك القرار المشؤوم الذي حول البشر في العراق  الى احياء لكنهم اموات، اذ حولهم الى دون مستوى البشر، وانتزع منهم حق التمتع بمنجزات الحضارة وقدرا من الرفاهية .فليس عجبا ان يجد هذا القرار، التقدير من لدن مسؤولي الادارة الامريكية.فصحيح ان الدول الثلاثة التي حصلت على لقب "رافضي الحرب" حرمت الولايات المتحدة الامريكية من قرار يفوضها بشن حرب عن طريق مجلس الامن على العرق، إنما لم يكسروا العرف عن طريق طرح مشروع قرار يدين همجية وبربرية امريكا تجاه جماهير العراق .
 يصبح الان الرياء السياسي، راية لدول "رافضي الحرب" ودول دعاة الحرب معا، حيث يتفق الطرفان مع ابادة كل فصيل من البشر في العراق بصوراريخ توما هوك والقنابل الفسفورية وقاذفات B 52 ، وفي ذات الوقت يتم الاعلان عن ارسال المساعدات الانسانية للشعب العراقي.اليس هذا ضربا من اعلى درجات انحطاط النفاق والرياء السياسي.اليس هذا هو نفس الخطاب السياسي لبوش وبلير اذ يحاولان التستر والتملص من جرائمهما ضد الانسانية في العراق عن طريق التهريج حول ارسال مساعداتهم الانسانية الى العراق.ولا يقف الرياء السياسي الى هذا الحد،بل يغرق الحكومة الفرنسية عندما تدعو الى التشاور والتفاوض مع الحكومتين الامريكية والبريطانية على خطط ما بعد الحرب.أي ان خطط وقف حمامات الدم التي تنظمها القوات الامريكية والبريطانية بحق الانسانية في العراق غائبة كليا من جدول اعمال وبرنامج الحكومة الفرنسية ورئيسها جاك شيراك،الذي اظهر نفسه احد ابطال السلام في غفلة من الزمن .ويستمر افتضاح هذا الرياء عن طريق الاكاذيب والممارسات البشعة للقوات العسكرية الامريكية-البريطانية بحق سكان مدينتي البصرة والناصرية .فالمساعدات الانسانية التي يزعمون انهم يقدمونها للشعب العراقي ،اشترط مع اخلاء السكان المدينتين المذكورتين،وبعكس ذلك يستمر فرض الحصار والقصف الوحشي عليهما .
فبينما يسقط يوميا عشرات الاطفال والمدنيين العراقيين جراء الحرب البربرية الأمريكية –البريطانية،وبينما يقطع الماء والتيار الكهربائي عليهم وتضرب بكل وحشية بنية المجتمع التحتية ويحل مستقبل الملايين في غياهب الظلمات ،يقف مجلس الامن وكل من سماسرة "رافضي الحرب" كي ينظروا الى تلك المصائب والويلات في افضل الاحوال بتورط امريكا في المستنقع العراقي . 
ويبقى موقف طه ياسين رمضان احد جلادي النظام البعثي الفاشي الذي ادان تجديد قرار النفط مقابل الغذاء في مجلس الامن، نابع من الاستحواذ على جميع الاموال التي ستأتي من عملية بيع النفط من قبل سماسرة مجلس الامن دون اقتسامها مع المجرمين في النظام البعثي .
وهكذا تتحول مأساة جماهير العراق وثرواتها الى مادة يتاجروا فيها سماسرة مجلس الامن واللصوص -الجلادين داخل النظام الدموي الحاكم في بغداد .
2/4/2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق