الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس في باب الشرجي -بغداد

كرار العامل

2019 / 8 / 17
كتابات ساخرة



يمكن أن تجد حيث تبحث لدى البائعين في سوق باب الشرجي عن خردة قديمة ما أو سلعة نادرة أو غرضا معين يكمل عدتك الناقصة ؛ فليس غريبا مطلقا أن تجد كارل ماركس وسطهم ، هو يشبه ماركس الأب ظاهريا لكن مع طربوش بغدادي ، يحمل مادته الجدلية معه ؛ أو بالأحرى يمسكها من مؤخرتها ! . هذا امرا ليس مستغربا ؛ أما كيف سيكون ماركسنا هناك في باب الشرجي من الناحية الفكرية ، هنا يكمن رأس التساؤل . لا تسألني كيف  ؛ نحن وجدناه ذات مرة يتحدث عن بوادر جبهة وطناتية تقدماتية في اؤاخر السبعينيات من القرن الفائت ، جبهة تجمع ثياب خصوم عتيدة بينهما خيط مدمم عتيق في سلة غسيل واحدة! . و ستجد في كل مرة أو خطوة تفسيرا ماركسيا من ماركس ذاته -كارل ماركس الذي يعبث بأنفه في باب الشرجي - تحت مسميات شتى و مفاهيم تؤسس عندنا تأسسا بنيويا على حد قوله ، ساعة بالقول إن هكذا جمع وطني بين الخصوم سيزق الدم الشاب في الكوادر الحزبية الماركسية لدينا و يوسع قاعدته الحركية ، و ساعة بالقول إنه -أي الجمع الوطني - ستكسب حركتنا الماركسية الشرجية فيه مكتسبات جماهيرية نضالية تمنحها رصيدا يمدها بالطاقة المتجددة !. الطاقة والتجدد هما همي ماركس باب الشرجي و حلمه القادم من خلف البوابات السوفياتية ، نعم ، هذه الضربة التمويهية التي فعلها الملاكم السوفياتي نفسها مع خصمه الامبريالي الصهيوني- صديقه قبل ذلك ! ، يكررها الآن . تخيل مرة شاهدنا ماركس باب الشرجي يقف على قبر بيير برودون الذي خرج أيضا من نفس المحل في باب الشرجي و يقرأ على قبره سورة (الفاتحة ) و شيئا من كتاب (فلسفة البؤس) و يذرف الدموع ذرفا عندما يصل إلى السطور نفسها التي كان يختنق ضحكا عندما كان يقرأها في وقت سابق ، ذاك زمان و هذا زمان ! ، نحن الآن في مرحلة الكتلة التاريخية ، نُكَتل التواريخ و نؤرخ الكتل  وكل شيء مُكَتل ، نقصد ممكن ! . بات بالإمكان أن يكتب ماركس باب الشرجي على صفحته في فيس بوك بوستا طويلا يدافع فيه عن أحد تجار الأفيون الديني ؛ لانه أصبح يرى الآن إن الافيون يسكن علل الشباب و يساعد في انتشاءهم حركيا ، و لا يقتصر فقط على تخديرهم و تغييبهم كما يعتقد البعض ، إنها بروليتاريا حشدية تحتاج إلى الحركة الانتشائية و من يفعل ذلك غير الأفيون الديني!  . ماركس باب الشرجي قد يكون غير ماركسيا من الأساس في بعض أفعاله و سنجد التفسير جاهزا لدى ماركس باب الشرجي ؛ و سيقول إن كارل ماركس الأب كان يصيح فيما سبق ( أنا لست ماركسيا- انا لست ماركسيا  ) قط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ


.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح




.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟